Quantcast
Channel: عبدالله المهيري
Viewing all 205 articles
Browse latest View live

الأوقات المملة

$
0
0
في الماضي القريب كان عدم استطاعتي النوم في الليل مصيبة ترهقني، أردد على نفسي أسئلة لا إجابات لها وكل سؤال يقع على كالصخر ويثقل النفس بسلبيته، لماذا لا تعيش مثل الناس؟ لم أنت مستيقظ الآن؟ ماذا ستفعل في الصباح؟ لديك أعمال ستؤخرها .. إلى متى؟ وهكذا تجرني الأسئلة لمكان مظلم جربته قبل ذلك ولا أود أن أعود له مرة أخرى، الأفكار لها قوة عجيبة وكنت من قبل أريد إثبات أن ما يسمونه بالتفكير الإيجابي مجرد هراء لكن التجربة علمتني أن التفكير السلبي قد يدمر المرء من داخله فلم لا يكون العكس صحيحاً؟ التفكير الإيجابي يجعلك تسير في طريق آخر أكثر تفاؤلاً، جرب فقط.

تذكرت أنني في الماضي كنت أتعمد السهر لكي أقرأ، من أجمل لحظات الحياة أن أجلس لقراءة كتاب دون أي مقاطعات أو تشويش، دون أي إزعاج من أي جهة إلا القليل من الساهرين العابثين بسياراتهم، الساعات تمضي دون أن أشعر بها وأنا أعيش مع أفكار كاتب كتب هذه الكلمات وهو يعيش على بعد آلاف الأميال أو عشرات السنين، الكتاب هو أفضل آلة زمن اخترعها البشر، ما كتبه إنسان قبل مئات السنين قد تقرأه اليوم.

هل تستطيع تخيل ما أحاط بالكاتب في ذلك الوقت؟ هل كان المؤلف يشتكي من المقاطعة والناس كما يفعل كثير من المؤلفين اليوم؟ أين كان يكتب هذه الكلمات، هل كان له أطفال يتعبونه ويطلب منهم الهدوء؟ من أين اشترى الورق والحبر؟ أحياناً أتمنى لو أن هناك آلة زمن حقيقية لكي أعود إلى المؤلف وأتحدث معه عن كتابه أو أرى كيف كان يعيش وأين يكتب ولم يكتب.

كنت أقضي ساعات مع كتاب حتى يفاجأني صوت أذان الفجر ويسحبني من عالم الأفكار إلى الواقع، أنا متعب الآن لكن لم أشعر بذلك وأنا أقرأ فقد كنت مشغولاً بالكلمات لكي ألاحظ أي شيء، بعد الصلاة أنام لكي أستيقظ لاحقاً وقد ارتفعت الشمس ولم يعد من المجدي الخروج لإنجاز أي عمل، أعود للكتاب لأنه لا يوجد لدي شيء آخر أفعله، يمضي اليوم وينتهي الكتاب فابدأ في قراءة آخر لكن الليل هذه المرة لن يكون للقراءة فأنا متعب حقاً ويمكنني النوم الآن، كم هي نعمة أن تكون قادراً على النوم في الوقت المناسب والطبيعي وأن تستيقظ في الوقت المناسب والطبيعي، النهار للعمل والليل للراحة، هذه هي الفطرة.

الآن فكر بالتقنيات الحديثة والمجتمعات التي تعيش في هذه التقنيات، الإضاءة تؤخر نومنا وتعطينا فرصة لفعل المزيد، للقراءة والعمل والتواصل الاجتماعي، التقنية تعطينا فرصة لمد هذه الأعمال ساعات أطول حتى ينتصف الليل وما بعده كما يحدث الآن معي وأنا أكتب هذه الكلمات، الساعة قاربت الثانية صباحاً ولا زلت مستيقظاً، هذا غير طبيعي لكن ما الذي أستطيع فعله هنا؟ يمكنني التذمر وجر نفسي لمكان مزدحم بالأفكار السلبية وقد جربت ذلك سابقاً ولا أود تكرار التجربة مرة أخرى. لذلك أفعل ما يمكنني فعله.

إن لم يأتي النوم سأنتظره حتى يصل، إلى ذلك الوقت يمكنني فعل الكثير، التنظيف والترتيب مثلاً، إن كان هناك من يدعوا إلى ممارسة التأمل فأنا أدعوك إلى الإمساك بالمكنسة! لا أدري ما الذي يحدث عندما أمسك بواحدة وأبدأ بتنظيف الأرض من الغبار، كل الأفكار تبتعد وتترك مساحة فارغة للتركيز فقط على الأرض التي تحتاج إلى تنظيف الغبار المتراكم عليها، أحياناً أشغل المذياع وأسمع القرآن أو إذاعة البي بي سي وغالباً أفضل الهدوء التام، لعلي أحد هؤلاء الناس الذين يعرفون جيداً كيف يستمتعون بالأوقات المملة، حياة الفرد منا فيها كل يوم شيء من هذه الأوقات، بدلاً من التذمر استمتع بها، اعتبرها وقتاً لراحة عقلك وجسمك لكي تستعد لما بعدها.

عشر سنوات من التدوين

$
0
0

في 12 مايو 2003الموافق للحادي عشر من ربيع الأول 1424هـ بدأت مدونة سردال، قبل أن أعرف التدوين كانت لدي فكرة صممت لها قالباً وهي صفحة أضع فيها الروابط والمواضيع والجديد منها يظهر في أعلى الصفحة والقديم ينزل إلى أسفل الصفحة، لم أكن أعرف بعد أن هناك من فعل ذلك ويسمي هذا النوع من المواقع weblog ولم أطبق الفكرة، لاحقاً بدأت زيارة مواقع شخصية لعرب يكتبون بالإنجليزية ولاحظت أن مواقعهم تتشابه من ناحية أسلوب النشر، عرفت لاحقاً أن هذه مواقع تسمى blog أو weblog وهناك العديد منها حول العالم وهناك خدمة بلوغر وإن كانت في ذلك الوقت غير معربة بعد.

اجتمعت أمور دفعتني نحو التدوين، منها أنني سئمت حقاً من المنتديات وأردت أن أفتتح موقعي الخاص لأنشر فيه وأجمع أفكاري، لم يكن في نيتي أن أتخصص في مجال ما بل فقط أريد مساحة شخصية أنشر فيها أي شيء أريده، أخي أبو عيلان عرض علي أن يتكفل بتكاليف موقع وكنت وقتها قد قررت أن أفتتح مدونة أو بشكل أدق أن يكون موقعي على شكل blog لأن كلمة "مدونة" لم تظهر بعد.

الموقع اسمه سردال وهو اللقب الذي اخترته لنفسي عند التسجيل لأول مرة في منتدى عربي وقد كان اختياري منتدى سوالفوالمدونة يديرها برنامج اسمه b2وهو البرنامج الذي على أساسه بدأ وورد بريس، لم نكن نسميها برامج بل "سكربت" وجمعها "سكربتات" وأذكر موقع HotScripts.comالذي كنت أستخدمه بحثاً عن برامج المواقع وأظن أنني من خلاله عرفت b2.

لم يدم البرنامج طويلاً فقد غيرته بعد ساعات فقط وبدلاً من استخدام البرامج استخدمت محرراً نصياً لكي أكتب كل شيء بنفسي، ملفات HTML وCSS وحتى RSS ثم أرفع كل شيء إلى الموقع باستخدام برنامج FTP، بقيت على هذا الحال لأشهر وكانت فترة ممتعة تعلمت فيها الكثير.

حاولت أن يكون تصميم الموقع متوافقاً مع المعايير القياسية للويب، موضوع جديد في ذلك الوقت ولا أظن أن أحداً كتب عنه بالعربية أو أن ما كتب حوله بالعربية قليل نادر، وقد كنت في ذلك الوقت أستخدم متصفح فينيكس (Phoenix) وهو ما تعرفونه اليوم بمتصفح فايرفوكس، كان في ذلك الوقت في إصداراته الأولى وكان بسيطاً حقاً وكنت أستخدمه كبديل لإكسبلورر.

اجتمع اهتمامي بمتصفح فينكس مع اهتمام بالمعايير القياسية للويب وبدأت أكتب عنهما في منتدى سوالف سوفتولا زلت أذكر النقاشات منذ تلك الأيام، كنت أرى انتشار المعايير القياسية مسألة وقت فقط وإن كنت في ذلك الوقت لا أعرف عنها الكثير وحتى موقعي لا يظهر بشكل جيد ويحوي بعض المشاكل إلا أنني كنت على يقين أن المعايير القياسية هي مستقبل تطوير المواقع ولذلك أستخدمها وأروج لها وأشجع على استخدام متصفحات بديلة مثل موزيلا وفينيكس ثم فايرفوكس لاحقاً.

لم أكن ولا زلت غير متسوعب لمحاولة البعض مقاومة التغيير، كان البعض يهاجم فايرفوكس بشدة وكذلك المعايير القياسية، إن لم يظهر موقع عربي بشكل صحيح في فايرفوكس فهذه مشكلة المتصفح لا الموقع، في حين أن الموقع صمم ليتوافق فقط مع إكسبلورر المتصفح الأكثر انتشاراً عالمياً - في ذلك الوقت - وعربياً، كان من الصعب أو قل من المستحيل إقناع البعض أن هناك منظمة تسمى W3تضع المعايير القياسية وهي منظمة غير ربحية أسسها مخترع الويب نفسه، كان من الصعب إقناع البعض أن المعايير القياسية هي المستقبل، من جانب آخر بدأ البعض يستوعب الفكرة ويقرأ عنها ويدعمها، تغيير مثل هذا سيجد مقاومة بلا شك وسيجد من يوافق عليه ويعمل من أجله.

فكرة التدوين في ذلك الوقت كانت جديدة تماماً في ذلك الوقت وأعني بالتحديد التدوين بالعربية لأن هناك عرب كانوا يدونون بالإنجليزية، افتتح مجموعة من العرب مدوناتهم خلال مدة قصيرة وكان من حظي أنني كنت أولهم وسبقت بعضهم بأيام قليلة فقط، لو لم أفعل ذلك لكان شخص ما هو المدون العربي الأول، لا أقول ذلك فخراً بل أوضح أن مسألة أن أكون الأول كانت حظاً فقط لا أكثر، شيء يجب ألا نهتم به كثيراً.

في ذلك الوقت كانت اهتماماتي تدور حول الحواسيب والتقنية وتطوير المواقع ولذلك كان البعض يصنف مدونة سردال بأنها مدونة تقنية وهو أمر كان يضايقني قليلاً لأنني أعتبرها شخصية مفتوحة لأي موضوع يهمني سواء كان تقنياً أم لم يكن، لكن الصورة العامة للمدونة أنها تقنية ويكتبها شخص يسمى سردال، كنت أتضايق عندما يكلمني أحدهم ويستخدم "سردال" بدلاً من اسمي.

بعد أشهر من كتابة ملفات المدونة يدوياً انتقلت إلى وورد بريس ولم يكن معرباً في ذلك الوقت إلا أنني عربت أحد قوالبه وغيرته ليناسب مدونتي، وفي نفس الوقت بدأ التفاعل مع المدونة من خلال التعليقات ومنها عرفت مدونين عرب آخرين وكانت المدونات العربية في ذلك الوقت قليلة جداً ويمكن زيارتها وقراءة جديدها في ساعة أو أقل، ظهور مزيد من المدونات العربية أدى إلى أن يزداد عدد الراغبين في افتتاح مدوناتهم وهذا كان يعني تعريب وورد بريس.

أول من أنجز تعريب وورد بريس هو أخ كريم لم أعرفه إلا باسم سوارولم أدري هل هو اسمه أم لقبه لكن عرفت لاحقاً أن اسمه هو محمد، كان يعمل على تعريب البرنامج وطلب مني أن أساعده بتعريب القوالب وقد فعلت ذلك، بعض من كتب عن التدوين العربي يخلطون الأمر هنا فيظنون أنني من أنجز التعريب والأخ سوار ساعدني والحقيقة هي العكس تماماً.

مع تعريب ووردبريس ازداد عدد المدونات العربية وانتشرت ولم يعد من الممكن متابعتها كلها وكانت هناك مدونات عديدة تستخدم الاسم الإنجليزي blog للتعبير عن هذا النوع من المواقع وفي نوفمبر من 2004 لاحظت أن هناك مدونات عربية تستخدم كلمة "مدونة" كاسم لهذه المواقع ورأيت أنها كلمة مناسبة جداً لذلك كتبت عنها ملاحظة صغيرة في موضوعوبعدها انتشرت الكلمة وأصبحت تستخدم في الإعلام وكانت مفاجأة أن أسمعها تستخدم في قناة الجزيرة، لا أدعي أنني اخترت هذه الكلمة بل فقط ساهمت في الترويج لها.

هناك العديد من المدونين ساهموا في نشر التدوين العربي إما بكتابة دروس تقنية أو بالكتابة عن التدوين والتعريف به أو بتنظيم لقاءات مع مدونين آخرين وتشجيع غير المدونين على المشاركة ولا شك أن تعريب ووردبريس كان نقطة تحول مهمة لأنه أتاح للكثيرين افتتاح مدوناتهم بسهولة، المساهمات كانت مختلفة ولا يمكنني أن أحصيها خصوصاً أنني بالكاد أتذكر شيئاً هنا وللأسف لم أدون مثل هذه التفاصيل، لذلك أتمنى من الأخوة المدونين أن يكتبوا عن تفاصيل بداياتهم في التدوين ومساهماتهم في نشره.

التدوين العربي ساهم بأشكال مختلفة في تغيير المواقع العربية من ناحية إضافة محتويات مفيدة، شكوى فقر المحتوى العربي تكررت بأشكال مختلفة وحتى في مؤتمرات وقد كانت صحيحة ولا زالت حتى اليوم لكن لا يمكن أن ننكر أن هناك محتويات عربية أكثر بكثير من الماضي ولا زلنا بحاجة للمزيد وللمدونين دور أساسي هنا في إضافة هذا المحتوى.

الآن يمكن ملاحظة هجرة المدونين إلى المواقع الاجتماعية فايسبوك وتويتر وهذا أمر مؤسف لأن الشبكات الاجتماعية لن تغني أبداً عن الحاجة لمدونات ومواقع تكتب وتنشر المحتويات في صفحاتها، ما يكتب في الشبكات الاجتماعية يخضع لقواعد وقوانين هذه الشبكات وهذا لوحده سبب كافي في أن يهتم أحدنا بما ينتجه ويضعه في مدونة خاصة به بدلاً من أن يكتفي بنشر المحتويات في مواقع اجتماعية.

عندما فكرت بهذا الموضوع قبل أشهر كنت أتخيل أنني سأكتب أفضل موضوع لي وسأتحدث فيه عن تفاصيل كثيرة لكن كالعادة الواقع دائماً أقل جاذبية من الخيال، ليس لدي المزيد لأقوله، 10 سنوات من التدوين مناسبة تستحق أن أتوقف قليلاً عندها، هذا كل شيء، في موضوع لاحق سأكتب عن مدونات ومدونين عرب وربما تفاصيل أخرى.

في اليابان: واكابا للمبتدئين وكوريشا للمسنين

$
0
0

هذه فكرة أجدها تستحق المحاكاة، عندما يبدأ المرء في تعلم قيادة السيارة فهو في الغالب سيقود سيارة عليها علامات وكلمات تشير إلى أنها سيارة تعليم قيادة لذلك على بقية السائقين الانتباه حول هذه السيارة وكذلك عليهم ألا يتضايقوا إن أخطأ صاحبها لأنه ما زال يتعلم ولا بأس ببعض الأخطاء، بعد هذه المرحلة يأتي الحصول على رخصة قيادة ويصبح المتعلم قائد سيارة مباشرة وليس هناك مرحلة انتقالية بين التعلم وممارسة القيادة، لا شك أن من كان مبتدئاً قبل الحصول على رخصة قيادة سيارة سيبقى مبتدئاً لفترة بعد الحصول عليها وأجد في ذلك مشكلة خصوصاً أن المبتدئين قد يجدون الطرق مخيفة ويصعب القيادة فيها لعدم تعودهم ولعدم رغبتهم في ارتكاب أي أخطاء فهنا الأخطاء لا تغتفر.

اليابان لديها حل هنا، السائق الجديد يفرض عليه ولمدة عام أن يضع ملصقاً على سياراته يشير إلى أنه مبتدئ ويسمى الملصق واكابا، الملصق يخبر السائقين الآخرين أن هناك مبتدئ في الطريق ولذلك عليهم ألا يتضايقوا إن قاد ببطء أو أخطأ، شكل الملصق يبدو كحرف V بالإنجليزية ويأتي باللونين الأخضر والأصفر.

هذه العلامة تجاوز استخدامها السيارات ليستخدمها الناس في أمور أخرى كالرياضات والمواقع وألعاب الفيديو والدروس وغير ذلك، أصبحت تعني للمبتدئين أو مبتدئ مهما كان سياق استخدامها.

初心運転者標識
مصدر: Austin Tuan

من ناحية أخرى كبار السن لهم علامة خاصة، من كان يتقن القيادة في شبابه سيبدأ جسمه في التراجع وتصبح ردة فعله أبطأ، لذلك اليابان لديها علامة خاصة لكبار السن، إشارة للسائقين الآخرين أن هناك كبير في السن يقود سيارة وربما يقودها بحرص وبطء لذلك يجب أن يكونوا أكثر صبراً، العلامة تبدو قطرة بلونين البرتقالي والأصفر ويجب على من وصل إلى السبعين أو أكثر أن يضع هذه العلامة على السيارة ومقابل ذلك يجد سائقوا السيارات مواقف مخصصة لهم.

Kei-Cars on Lawn
مصدر: JapanDave
هناك علامات أخرى أيضاً، فهذه لمن يعاني من ضعف السمع أو فقدانه:

هذه علامة أخرى لكبار السن:

وهذه لذوي الاحتياجات الخاصة:
 الملصقات لوحدها ليست حلاً سحرياً، ما يعجبني في الأمر أن اليابانيين يعطون فئات مختلفة فسحة ومساحة لارتكاب الأخطاء وفرصاً لتحمل عدم سيرهم بسرعة كبقية السائقين، هذا الخلق نحتاجه في طرقنا لأننا شاهدنا وعرفنا كيف لا يرحم بعض الناس أخطاء الآخرين في الشوارع لدينا، لعلك شاهدت مرة عراكاً بين اثنين بسبب خطأ أرتكبه أحدهم، أو شاهدت شخصاً يوقف سيارته أمام أخرى ويخرج من سيارته ليعنف سائق السيارة الأخرى الذي قد يكون مبتدئاً أو مرتبكاً وآخر ما يريده هو أن يرى من يصرخ عليه.

شيء من الرحمة والتجاوز عن أخطاء الآخرين، هذا كل ما نحتاجه، وبالطبع أريد تطبيق فكرة الملصقات هذه لأنها جميلة.

11 نصيحة من تجاربي مع الرياضة

$
0
0
سبق أن كتبت في اعترفات سمينعن وضعي الصحي، باختصار كنت في الماضي أمشي كثيراً كل يوم مع أنني لا أتناول طعاماً صحياً ثم لأسباب مختلفة بدأت أتراجع عن المشي ولم أغير عاداتي الغذائية فتراكم الشحم وازداد الوزن وتراجعت صحتي، أصبح ركوب السلالم يجعلني ألهث ونبضات قلبي تتسارع، لذلك بدأت في تصحيح هذا الوضع وبالتدريج، يبدو أنني لا أستطيع فعل ذلك إلا بالتدريج وببطء شديد لكن حقيقة أفضل أن أسير ببطء على أن أفقد وزني دفعة واحدة لأنه من تجارب مختلفة أعرف أن ما يذهب سريعاً سيعود سريعاً بل أسرع.

عندما بدأت العودة إلى المشي كانت 10 دقائق كافية لتسخين جسمي والتعرق بكثافة وأحتاج لوقت طويل لكي أرتاح، الآن أستطيع المشي لأكثر من ساعة لكنني بحاجة لوسائل مساعدة لكي أفعل ذلك، كيف أشرح ذلك بدون الدخول في التفاصيل؟! ببساطة المشي يعني الاحتكاك بين أجزاء مختلفة من الجسم وهذا يعني حساسية وهي مؤلمة وقد تمنع المرء من ممارسة الرياضة لأيام وأنا أتجنب ذلك، عرفت أن هناك مستحضراتتستخدم لهذا الأمر ويستخدمها الرياضيون للجري والمشي مسافات طويلة وتجنب المرء حساسية الجلد.

المهم هنا أنني أستطعت رفع وقت المشي من 10 دقائق إلى 20 ثم إلى 30 ثم 50 وبعدها ساعة و10 دقائق وأجد في نفسي قدرة ورغبة على الاستمرار أكثر لكن كما قلت لا بد من وسائل مساعدة، النقطة الثانية هنا أن حرارة الجسم لا ترتفع والتعرق لا يبدأ إلا بعد 20 دقيقة وأحياناً 30 دقيقة، وبعد المشي لساعة أو أكثر أستطيع العودة للوضع الطبيعي خلال دقائق قليلة ودائماً هناك شعور إيجابي بعد المشي.

لذلك هذه نصيحتي الأولى لك إن لم تكن تمارس الرياضة:
  • اختر تمريناً لتحريك جسمك وتمرين قلبك ومارسه يومياً، تمرين مثل المشي أو الجري أو قيادة الدراجة الهوائية، شيء تمارسه لنصف ساعة على الأقل يومياً والأفضل ساعة.
  • أبدأ بداية بسيطة وصغيرة، لا تحاول أن تفعل أكثر مما تستطيعه، ابدأ بعشر دقائق ثم أضف دقيقتين كل يوم وخلال 15 يوم ستكون قد أضفت 30 دقيقة والمجموع 40، يمكنك أن تفعل ذلك بشكل أبطأ فتضيف دقيقة كل يوم إن أردت، لا مشكلة في ذلك، المهم أن تفعل ذلك بالتدريج.
  • حاول أن تجعل الرياضة ممتعة، إن نظرت للرياضة على أنها عقاب أو شيء كالدواء لا تريده فلن تستمر، غير نظرتك واجعلها إيجابية واعتبر الرياضة فسحة يومية لنفسك وجسمك وشيء تتطلع لفعله ولن تنقطع عن ممارسة الرياضة، وإن أردت الحقيقة فالرياضة سيكون لها أثر إيجابياً نفسي عليك، من لا يحرك جسمه سيجرب أنواع الاكتئاب والكسل.
بعد ذلك عليك أن تفكر بعضلاتك، المبدأ هنا بسيط: عضلات أكبر = قابلية أكبر لحرق الدهون، أي جسمك سيخسر مزيداً من الوزن إن رفعت من كتلة العضلات لديك، أو بطريقة فلسفية: لتخسر الوزن عليك أن تكسب الوزن! هذه نقطة مهمة هنا، كثافة العضلات أكبر من كثافة الدهون وهذا يعني وزن أكبر لذلك الميزان ليس الوسيلة المناسبة لقياس تقدمك، بإمكانك أن تزن نفسك كل يوم لكن يجب ألا يحبطك عدم خسارتك لوزنك إن كنت تمارس تماريناً لتقوية عضلاتك.

هناك تمارين مختلفة للذراعين والصدر وتمارين للظهر والبطن وأخرى للساق والأقدام، لا يجب أن تدرب كامل جسمك كل يوم، بإمكانك أن تقسم التمارين إلى جزء علوي وجزء سفلي وتمارس كل واحد منهما في يوم، وإن مرنت في يوم ما ذراعيك مثلاً فلا تفعل ذلك في اليوم التالي، عضلاتك بحاجة لوقت لكي ترتاح وتبني نفسها من جديد وتزداد حجماً.

وإن كنت تتمرن فكن جاداً، بإمكانك أن تمارس تمريناً ما مرتين أو ثلاث ثم تتوقف وبإمكانك أن تمارسه حتى تنهار عضلاتك ولا تستطيع ممارسته أكثر من ذلك، الأسلوب الأول يجب أن تسميه "لعب عيال" لأنه لن يعود عليك بنتيجة، يجب أن تمارس التمرين وتتعب عضلاتك وتجهدها حتى تفهم العضلات أن عليها أن تزداد حجماً وقوة لكي تستطيع تحمل هذا الضغط.

أي تمرين عليك أن تمارسه ثلاث مجموعات في جلسة واحدة، فمثلاً تمرين الضغط (push up) معروف وبسيط ويمرن عدة عضلات في جسمك، إن لم تستطع ممارسته على الأرض فابحث عن شيء مرتفع تستند عليه لكي تقلل الضغط على ذراعيك كما في هذا الفيديو:

أو بإمكانك أن تضع وزنك على ركبتيك بدلاً من أصابع قدميك وهذا سيقلل الوزن الذي يجب أن ترفعه وهذا يسمى نصف ضغط (half push up)، المهم هنا أن تمارس هذا التمرين ثلاث مجموعات في جلسة واحدة، أي أن تبدأ بممارسته أول مرة ولنقل أنك استطعت الوصول للعدد 10 ثم تعبت يدك ولم تستطع المزيد، توقف لمدة 60 ثانية ثم كرر التمرين مرة أخرى، في الغالب سينخفض عدد المرات إلى النصف وإن تعبت ولم تستطع فعل المزيد فتوقف مرة أخرى 60 ثانية وكرر التمرين للمرة الثالثة والأخيرة، بعدها ستعرف الفرق بين "لعب العيال" والتمرين الفعلي.

يجب أن تدفع بعضلاتك وجسمك لفعل ما تظن أنك غير قادر على فعله، بدون هذا لا فائدة من التمرين، إن لم يتسارع نبض قلبك وأنفاسك لم تصبح عميقة سريعة فلا فائدة، ستتعب وستتألم لكن سيكون ذلك في مصلحتك.

شخصياً كنت ولا زلت أمارس نصف الضغط لأن الضغط الكامل صعب جداً لوزني الكبير، كنت في الماضي لا أستطيع ممارسة نصف الضغط إلا 5 مرات ثم مرتين ثم أنهار، أي 7 مرات في جلسة واحدة، الآن وصل العدد إلى 44 واستطعت ممارسة الضغط الكامل لأول مرة منذ فترة طويلة، لم أصل إلى هذا المستوى دفعة واحدة بل احتجت لأشهر وأشهر لكي يحدث ذلك، وأذكر في بعض الأيام أن عضلات يدي متعبة جداً لدرجة أن رفعها لحمل فرشاة الأسنان كان صعباً! لكن الألم والتعب يعقبهما دائماً شعور إيجابي: أنا أفعل الشيء الصحيح، جسمي صحي أكثر، مستواي يتحسن.

تحسن مستواي في الضغط لا يعني أنني تحسنت في كل شيء، خذ على سبيل المثال هذا التمرين الذي عرفته مؤخراً:


يبدو تمريناً بسيطاً وهو كذلك لكن تجربته أول مرة جعلتني أدرك أن هناك عضلات في جسمي لم تتمرن أبداً، التمرين مناسب لعضلات البطن والظهر وممارسته تحتاج لوقت وليس لعدد مرات، أول مرة جربته لم أكمل أكثر من 24 ثانية، المرة الثانية بعد يومين استطعت الوصول إلى 32 ثانية، المرة الثالثة 40 ثانية، لا زال أمامي الكثير لأصل إلى دقيقة أو أكثر.

لأختصر الأمر:
  • كن جاداً ومارس التمرين كاملاً، أياً كان التمرين يمكنك في الغالب ممارسته ثلاث مجموعات في جلسة واحدة، بين كل مجموعة وأخرى 60 ثانية، إدفع بنفسك ومارس التمرين بجدية ولتتعب عضلاتك ولتتألم لكي تحصل على نتيجة مفيدة.
  • أعط لعضلاتك يوماً من الراحة، لا تمارس نفس التمرين ليومين متتاليين، اترك يوماً للراحة بين المرتين.
  • يمكنك تدريب معظم جسمك بدون أدوات، لا تشتري شيئاً لكي تدرب عضلات جسمك، وزن جسمك هو أفضل وسيلة لكي تتدرب والتمارين كثيرة.
  • تجنب الإصابة، ليس لدي خبرة هنا، لكن حاول أن تعرف الفرق بين ألم التمرين وألم الإصابة، إن كان الألم من التمرين فهذا أمر مطلوب، إن كانت هناك إصابة كتمزق أو كسر فهذه مشكلة ستعيقك عن إكمال التمارين، لذلك ابحث في هذا الموضوع واقرأ عنه أكثر، أعتذر ليس لدي ما أقدمه هنا.
  • اهتم بالتوازن، لأنك لم تتدرب من قبل قد تواجه صعوبة في ممارسة بعض التمارين وخصوصاً من ناحية التوازن، لا تقلق هنا، حاول أن تمارس التمارين بتوازن دون أن تميل أو تسقط، بالتدريج ومع مزيد من الممارسة ستكسب التوازن وستتمكن من ممارسة التمارين أكثر.
  • مارس تمرين squatلتدريب رجليك، هذا التمرين يحتاج لتوازن وصبر لكي لا تؤذي ركبتيك، لكن النتيجة أنك ستمرن أكبر عضلات جسمك.
  • مارس تمرين الضغط، هذا تمرين مفيد للذراعين والصدر والبطن كذلك وهو لا يحتاج أي أدوات ويمكنك ممارسته في أي يوم.
  • مارس تمرين Pull up، لكي أكون صريحاً هنا فأنا لم أمارس هذا التمرين بعد لعدم توفر وسيلة لممارسته وعدم استطاعتي ممارسته في حديقة عامة أمام الناس، لكنه تمرين مهم وفعال ويدرب عضلات الظهر.
 بالتدريج ومع ممارسة هذه التمارين بشكل جدي ستتمكن من رفع مستواك وستتمرن عضلاتك وهذا بدوره سؤدي لتحسن صحتك ولاحقاً ستفقد الوزن بشكل أسرع وأكثر ثباتاً، بالطبع لا يمكن إنكار دور الطعام هنا لكن ليس هذا مكان الحديث عنه إلا أن أقول بأن كل تمارينك قد يفسدها أن تأكل أكثر من اللازم وتأكل طعاماً غير صحي، عندما تتمرن ستحتاج للطاقة وستحتاج لأن تأكل شيئاً، لكن هناك فرق بين أن تأكل تفاحة مثلاً أو تأكل شطيرة برجر مع قطع البطاطا على الجانب.

هذا كل ما لدي الآن، لا أدعي أنني خبير لكنني قرأت الكثير وحاولت أن أكتب هنا خلاصة ما وجدته مفيداً ومارسته عملياً، هل وجدت فائدة في الموضوع؟ أخبرني في تعليق.

الحل: المدافع لقتل الذباب!

$
0
0
لا أفهم! هل هو أمر صعب أم أنه مستحيل؟ عندما يدور أحدنا في دائرة لا نهائية من جمع الأشياء وتنظيمها وترتيبها وحفظها ونقلها وتنظيفها فلن يكون الحل هو مزيد من التنظيم بل تراجع إلى الخلف خطوتان ثم تفكير بحجم المشكلة ثم التخلص من الزائد عن الحاجة لكي يبقى ما هو ضروري، عندها فقط يمكن أن نقول بأن التبسيط يلغي الحاجة للتنظيم.

أجد أن ما يمارسه كثير من الناس ليس أقل من جنون، ولا أعني أنهم مجانين لكنهم يضعون أنفسهم في أوضاع لا منطق لها وأنا أتحدث هنا عن أمور بسيطة متعلقة بالمنزل لكنها تؤثر على حياة الناس، إن كان البعض يشتكي من العمل الزائد في البيت وتنظيمه فلم لا يبحث عن أصل المشكلة والتي هي غالباً أنفسهم؟

أسر كثيرة تجمع الملابس وكلما زاد عدد الأطفال زادت الملابس وهذا يعني مزيد من الغسيل ونشره وكيه وطيه وترتيبه وتخزينه، أضف إلى ذلك ما يتعلق بالسرير من لحاف ومخدات وأغطية وغير ذلك، ملابس الرجال البيضاء وملابس النساء الملونة وكذلك العباءات السوداء، كل هذه تحتاج لتنظيف وتنظيم وتخزين ودائرة لا تنتهي من هذه الأعمال الصغيرة التي تلتهم الوقت والطاقة فلا يبقى للمرء شيء يفعله بقية اليوم سوى أن يتسكع في حارات الإنترنت وبلاكبيري والفضائيات.

البعض يرى أن المشكلة في عدم وجود تنظيم، ليس هناك نظام محدد للملابس أو حتى للمطبخ لذلك يبحثون عن وسائل للتنظيم، يتصفحون موقع إيكيا بحثاً عن خزانات تضم كل شيء وصناديق بلاستيكية لتنظيم الأشياء في الخزائن، ورفوف وصناديق لتنظيم أشياء كثيرة وصغيرة ولا مكان لها، وسلال وأكياس لتنظيم الغسيل والملابس وسلات مهملات .. للمهملات! وخزائن للمفاتيح وأخرى للأحذية ورفوف لتعليق بعض الملابس، هناك منتج ما لتنظيم كل شيء، الأوراق والملفات والأسلاك واللوازم المكتبية والقرطاسية وكل ما يتعلق بالمطبخ من أواني وصحون وكل شيء يتعلق بالملابس وكل ما يخطر أو لا يخطر على بالك.

الأمر وصل إلى أن يصبح التنظيم وظيفة بعض الناس، وأعني بذلك أن هناك محترفوا تنظيم، أناس تستأجر خدماتهم ليأتوا إلى مكتبك أو منزلك وينظموا لك المكان ويساعدونك على إنشاء نظام خاص للحفاظ على النظام! وتدفع لهم مقابل المشروع أو الساعة لكي ينظموا لك الفوضى التي أحدثتها بنفسك لنفسك، أذكر أنني في وقت ما كنت أفكر بجدية أن يكون هذا عملي لأنني أحب التنظيم وأتقنه، وفي بلدان مثل أمريكا هناك صناعة كاملة غرضها الوحيد توفير مخازن للناسلكي يضعوا فيها ما زاد عن طاقة منازلهم ليفرغوا منازلهم للمزيد من الاستهلاك والجنون.

ليس مشكلة أن تشتري شيئاً لأنك تحتاجه، لا شك أن تحتاج لما يسترك من ملابس وفوقها ملابس أخرى تعطيك زينة ومظهراً مقبولاً اجتماعياً، تحتاج لأن تشتري الطعام وتخزنه وتشتري ما تطبخ به وما تأكل عليه، تحتاج للورق والقلم والحاسوب والسيارة، تحتاج لأمور مختلفة بحسب ظروفك، لا مشكلة في كل هذا، عندما تكون لديك حاجة أو مشكلة فالمنطقي هنا أن تعالجها بما يناسبها من حلول لا أن تشتري مدفعاً لتقتل ذبابة!

المدفع هنا شيء يقدم أكثر من اللازم، حل يتسبب في مشاكل أخرى، قد تستخدمه لتقتل ذبابة فلا تصيبها لكنك ستدمر محيطك، هذا ما يفعله كثير من الناس، بدلاً من شراء عصاة بلاستيكية صغيرة مصممة لقتل الحشرات يبحثون عن الحل المعقد الغالي الذي سيتسبب في مشاكل أخرى وسيبحثون عن حلول أخرى لهذه المشاكل بدلاً من إزالة السبب الأساسي لها وسيشترون مزيداً من المدافع وسيبحثون عن حلول لتنظيمها وتخزينها.

ازدياد الأشياء والحاجة لتخزينها وتنظيفها وتنظيمها يعني الحاجة للمزيد من العمل والوقت وكثير من الناس ليس لديهم استعداد للعمل يومياً في هذه الدوامة فيشترون وقتاً وطاقة! نعم، يمكنك أن تشتري وقتاً وطاقة وذلك من خلال استخدام آخرين ليفعلوا ما لا تريد فعله، بمعنى آخر استقدام خادمة.

الخادمة بدورها نوع آخر من التعقيد، معاملات رسمية مختلفة وتكاليف مختلفة وشخص جديد في المنزل جاء من ثقافة أخرى وكلنا نعرف مشاكل الخدم مع الأسر ومشاكل الأسر مع الخدم، حل "الخادمة" يأتي بدون تفكير طويل أو قصير في أساس المشكلة وهو أن هناك أشياء كثيرة وأعمال كثيرة وربما على المرء أن يفكر في فعل شيء لتقليل كم الأشياء والأعمال قبل أن يفكر في استقدام خادمة.

كثيرون كتبوا وتحدثوا عن التبسيط وأكثرهم إن لم يكن كلهم يتفقون على أن إزالة ما هو زائد عن الحاجة هو أول خطوة للتبسيط، عندما تحتاج لتنظيم الأشياء ففي الغالب لديك الكثير منها، إن كنت ممن يمارسون هواية جمع أشياء كالطوابع أو الآلات الكاتبة أو الحواسيب القديمة أو العملات المعدنية فأنت في الغالب ستحتاج لطريقة ما لتنظيمها وتخزينها ولا بأس بذلك لأن هذه هواية تسعدك، لكن ماذا عن أمور الحياة اليومية؟ لم يجعل الناس جمع المنتجات الاستهلاكية هوايتهم؟ هل يجد أحدهم سعادة في تضييع الوقت والمال على شراء وتخزين وتنظيم وتنظيف الملابس مثلاً؟ لا أفهم ذلك ... حقيقة لا أستطيع فهم ذلك.

المجتمعات الاستهلاكية حول العالم لديها مشكلة أنها تشتري أكثر من حاجتها في حين أن هناك أفراد كثر في دول أخرى لا يجدون الحد الأدنى من حاجاتهم، ولن يقنعني أحدهم أنه بحاجة إلى 30 قميصاً أو 10 عباءات في حين أننا نعلم جيداً أن هناك من يلبس ما هو ممزق ووسخ وبالكاد يغطي جسمه، لا أقول بأن عليك التبرع، لكن لا تخدع نفسك بأن تحتاج لما هو أكثر من حاجتك.

مما قرأت وشاهدت أعرف أن هناك أناس يشعرون بعدم الأمان، يشعرون بأن عليهم تخزين الأشياء تحسباً لأي طارئ، يفكرون في المستقبل ويخططون لاحتمالات عديدة، ربما لن يكون لديهم مال كثير في المستقبل لذلك يخزنون الأشياء لكي لا يحتاجون لشرائها ويكون ما لديهم من مال قليل موجه لأمور أهم كالطعام، وهناك أناس عاشوا في بيئة حرموا فيها من شراء الأشياء لأسباب مختلفة لذلك عندما جاء المال والاستقلال عن العائلة أصبح التسوق والشراء هواية لتعويض نقص سابق، وهناك من يشتري لأنه لم يفكرفي الأمر، الناس يشترون وبالتالي عليه هو أن يشتري، الناس لديهم شيء جديد وهو عليه أن يحاكيهم فهذا أمر طبيعي.

عندما يبدأ المرء في التبسيط فهو يوفر على نفسه كثيراً من الوقت والمال، لديك أشياء أقل وبالتالي تنظيم وتنظيف وترتيب أقل، مال ووقت توفره وكذلك كثير من الجهد والطاقة وراحة دماغك، بدلاً من قضاء الوقت والمال في الاستهلاك يمكنك أن تقضيهما في شيء آخر، ربما سفر لبلد لم تسافر له من قبل وتستأجر خدمات مرشد سياحي، ربما توفير مال لطارئ صحي في المستقبل، ربما توفير مال للتعليم أو الدخول في عالم الأعمال أو لمشاريع خيرية، وقت تقضيه مع الأصدقاء والعائلة أو مع أشياء تحبها كهواية أو حديقة أو أي شيء.

لا أفهم، هل من الصعب أن يفهم الناس ذلك؟ كل ما قلته في هذا الموضوع أمر معروف مفهوم ويوافق عليه بعض أو كثير من الناس ومع ذلك تجدهم لا يتحركون لفعل شيء لتغيير واقعهم، يسيطر على بعضهم الخوف من المجهول أو الكسل أو عدم الرغبة في أن يكون هناك وقت فراغ لأن الفراغ يعني وقت للتفكير والتفكير أمر لا يريده البعض، يريدون دوامة الحياة واستهلاك الوقت في ثقافة استهلاكية وإعلام استهلاكي لا تنتهي عجائبه.

شيء في صدري أردت أن أخرجه ... هذا كل شيء.

أنا المستبد

$
0
0
كنت أطرق الباب ومر علي ابن أخي ليخبرني أن طرقي للباب لا فائدة منه فعمته قد ذهبت، سألته أين ذهبت فأخبرني أنها في المستشفى، لسبب ما لم أصدقه وظننت أنه يكذب، ليس هذا وقت مستشفيات وربما هو يؤلف قصة فقط، لم أفكر في أنه قد يكون على صواب فهو صغير ولا شك أنه يكذب، هكذا كان عقلي يفكر، طلبت منه أن يتبعني إلى غرفتي، هناك اتصلت بأهلي لكنهم لم يردوا على الهاتف وهذا كان كافياً لي ليثبت أنهم ليسوا في المستشفى فلو كانوا هناك لردوا على الهاتف، عنفته قليلاً ونعته بالكاذب وسألته مرة أخرى أين عمته فرد علي: ما أعرف.

خرج من غرفتي وأدركت أنني ارتكبت خطأ، قرأت كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي ويبدو أنني لم أتعلم منه شيئاً، وهذا ما تأكدت منه بعد نصف ساعة عندما جائني اتصال وتبين لي أن أهلي بالفعل في المستشفى - الأمر بسيط ولله الحمد - فخرجت أبحث عن ابن أخي لكي أعتذر له ولم أجده، ما الذي فعلته هنا؟ أي قيمة تربوية تعلمها ابن أخي من فعلي الأحمق هذا؟ ما تعلمه هو أن يقول ما يظن أن الكبار يريدون سماعه لا أن يقول الحقيقة والتي قد تضايق الكبار وتغضبهم، بمعنى آخر يتعلم أن يكذب لكي يتجنب المشاكل، هذه الرسالة هي نفسها التي تلقيتها في صغري عندما كنت أقول الحقيقة فلا يصدقوني ثم أكذب فيصدقون كذبي وفي الحالتين أنا معاقب، هذا ليس تربية بل استبداد وبدلاً من أن أتجنب ممارسته وقعت فيه.

في عصر ذلك اليوم كنت في صالة المنزل أركب قطعتي أثاث صغيرتين لأهلي ودخل ابن أخي ليسأل عن عمته، كما أخطأت علي أن أعتذر له ولا يهم أنه صغير في الرابعة من عمره، قربته مني وأحطته بذراعي وأخبرته أنني في الظهر نعته بالكاذب ولم أصدقه وأنني كنت على خطأ فعمته كانت في المستشفى وهو قال الحقيقة وأنا مخطأ واعتذرت له، قلت له "أنا آسف" ثم قبلت رأسه وأنا أعني حقاً هذا الاعتذار، قلت له أن عليه أن يقول الحق حتى لو لم يعجب أحداً وأخبرته أنني لن أشك في كلامه مرة أخرى.

عندما نتحدث عن الاستبداد فنحن في الغالب نتحدث عن الآخرين أياً كان مكان وسلطة هؤلاء الآخرين، لكن في الحقيقة الاستبداد يبدأ في أنفسنا، كما يقال: عندما تشير إلى الآخرين بأصبعك فلا تنسى الثلاثة التي تشير لك.

السلسلة تبدأ بحلقة

$
0
0
iNeed
المصدر: whatwhat

تصور معي أنك لا تملك حاسوباً ولا تلفازاً ولا أي إلكترونيات حديثة وغرفتك خالية من الأثاث إلا سرير وربما مكتبة صغيرة ومكتب مع كرسي، فقط تخيل ذلك، لا تسلية من الإنترنت أو من الحاسوب ولا يمكنك مشاهدة التلفاز أو اللعب بألعاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام، حياتك في غرفتك بسيطة لأنك تقضي معظم وقتك مع الكتب والأوراق، هل يمكنك تشكيل هذه الصورة؟ أعط لنفسك فرصة، توقف قليلاً عن فعل أي شيء وحاول تخيل حياتك بهذا الشكل، لا أطلب منك المستحيل هنا فقط تخيل.

تصور معي أنك راض عن حياتك بهذا الشكل ولا تجد أي رغبة أو حاجة لشراء المزيد، في يوم ما وأنت تمشي في متجر كبير مررت على قسم الأفلام وشدك غلاف فيلم ما ولأنك فضولي أخذت الفيلم وبدأت تقرأ محتويات غلافه، القصة تبدو ممتعة وأنت لديك الآن رغبة في مشاهدة الفيلم، لكنك لا تملك أي إلكترونيات لتشغيله، لو كان كتاباً لما كان مشكلة أن تضيفه لمكتبتك الصغيرة لكن الفيلم يحتاج لمشغل أقراص DVD وهذا المشغل يحتاج لتلفاز لكي يعرض محتويات الأقراص والتلفاز يحتاج لطاولة أو خزانة صغيرة لكي تضعه عليها، لكن بما أنك ستشتري خزانة ومشغل أقراص وتلفاز فلم تكتف بفيلم واحد؟ خسارة أن تشتري كل هذا من أجل فيلم.

الآن لديك أفلام عديدة واشتريت من المتجر مشغل الأقراص والتلفاز، تحتاج لقطعة أثاث لتنظم كل هذا لذلك تذهب إلى متجر أثاث معروف والذي تزوره لأول مرة، لديهم مطعم رائع هناك ولديهم معرض يجب أن تمشي في ممراته بطولها وعرضها لكي تصل إلى خط النهاية وما بين البداية والنهاية رأيت ما يكفي من الأشياء التي لم تكن تتصور أنك بحاجةلها.

أنت ذهبت هناك لشراء قطعة أثاث واحدة لكنك اشتريت كرسياً مريحاً لكي تجلس لساعات بدون مشكلة أمام التلفاز لكن الكرسي أمام التلفاز يحتاج لطاولة لكي تضع عليها أجهزة التحكم عن بعد وأكواب الشاي وأطعمة المطاعم السريعة، اشتريت الخزانة التي ستضم التلفاز مع مشغل الأقراص والأفلام لكنك اشتريت واحدة أكبر من حاجتك لأنها تبدو جميلة وتحوي عدة مساحات لحفظ أشياء كثيرة لم تشترها بعد، اشتريت نوعاً جديداً من الإضاءة لتضعه على الطاولة وآخر لتضعه بجانب الكرسي الذي قررت أنه سيكون كرسي قراءة وتحتاج لإضاءة قراءة، اشتريت صناديق مختلفة بألوان زاهية فغرفتك تحتاج للألوان، اشتريت لوحات وإطارات لهذه اللوحات وشموعاً وأشجاراً وأوعية لهذه الأشجار.

قضيت وقتاً في إخراج كل شيء من الصناديق والأكياس ثم تركيب الأثاث ثم تنظيم كل شيء في الخزانة الجديدة وتنظيف الغرفة، الآن بعد ما أنفقت الكثير من المال والوقت لإعداد كل شيء يمكنك مشاهدة الفيلم الذي كان سبباً في كل هذه المشتريات.

انتهت القصة، بالطبع أنا أتعمد المبالغة هنا لكن مبالغاتي لا تذهب بعيداً عن الحقيقة، كثير من الأشياء التي نملكها كان سببها شيء بسيط وكل شيء نشتريه قد يكون دافعاً لشراء أشياء أخرى، العاقل الذي يريد مشاهدة فيلم دون أن يشتري كل هذا سيكون لديه خياران، الأول أن يشاهد الفيلم عند من يملك هذه الأشياء أو يقرر أن حياته لن ينقصها شيء إن لم يشاهد الفيلم وهذا هو الطريق الأبسط.

نظرة على التصميم الجديد لفليكر

$
0
0
يهمني موقع فليكر كثيراً، هو أحد المواقع القليلة التي أهتم بها فعلاً، إن ذهب تويتر مثلاً فلن أهتم فليس لدي به أي ارتباط وكذلك الحال مع مواقع كثيرة، لكن فليكر له مكانة خاصة لدي ولا أدري كيف أشرح ذلك، ربما لأنني أشعر بأنني جزء من هذا المجتمع الإلكتروني الذي يدور حول الصور وهذا الشعور لا أجده في أي مكان آخر على الشبكة.

على أي حال، ياهو غيرت تصميم فليكر ومن الواضح أن مستخدمي فليكر القدامى غير معجبون بهذا التغيير في حين أن كثيراً ممن لا يستخدمون فليكر رأوا أنه تغيير رائع وسيجعلهم يستخدمون الخدمة وبعضهم يقول بأن فليكر أصبح "أخيراً" يملك تصميماً حديثاً كأن التصميم القديم كان من العصر الحجري، تغيير تصميم فليكر أعاد نقاش مسألة التغيير في الشبكة، هل التغيير دائماً ضروري أم نغير عند وجود حاجة؟

لاحظ أقول تغيير لأنه من الخطأ أن نستخدم كلمة "تطوير" لأن التغيير لا يعني بالضرورة تطوير بل قد يكون تراجعاً كما هو الحال مع تصميم فليكر الجديد، لذلك في هذا الموضوع سأحاول العودة قليلاً لما كنت أحب ممارسته في الماضي، دراسة المواقع.

في البداية، من الواضح أن ياهو كانت مستعجلة في طرح التصميم الجديد بدليل اختفاء خصائص قديمة أو عدم تنظيمها بشكل جيد لتصبح صعبة الاستكشاف وليس هناك وسيلة لإبقاء التصميم القديم بل فرض التصميم الجديد على الجميع وطرح كأمر واقع عليهم التعامل معه، والنتيجة أن هناك الآلاف من الردود في منتدى المساعدةالخاص بفليكر، أحد المواضيعيحوي أكثر من 29 ألف رد، وهناك مجموعة مواضيع كل واحد منها يحوي أكثر من 1000 رد وكلها تدور حول التصميم والتغييرات الجديدة، وبسبب عدد الردود الكبير أغلقت فليكر هذه المواضيع وفتحت مواضيع جديدة لإكمال النقاش.

في البداية هناك مشكلة حجم الصور وطريقة عرضها، الطريقة القديمة كانت ممتازة بالنسبة لي وللكثيرين، لا يهمني أنها طريقة عرض الصور منذ شاركت في فليكر في 2005، لا يهمني أن هناك مواقع أخرى تعرض الصور بطريقة "أفضل" كما يردد البعض، عندما يعمل تصميم ما بشكل ممتاز فلا داعي لتغييره حتى لو مضت سنوات عديدة على التصميم، أساس التصميم القديم كان الفعالية وسهولة الاستخدام وياهو تخلت عنهما مع التصميم القديم، خبرات سنوات ضاعت مع التصميم القديم.

طريقة عرض الصور الجديدة تبدو مزدحمة وتقدم معلومات أقل ولا تعطي مساحة بيضاء كافية حول كل صورة، التصميم الجديد يعرض صوراً أكبر مقابل عدد أقل من الصور في الصفحة، وفي شاشة حاسوبي الصغيرة التصميم يبدو خانقاً بطيئاً وثقيلاً، في حين أن التصميم القديم يعرض الصور بحجم صغير ويتيح لي معرفة عدد التعليقات وعدد من أضافوا الصورة إلى المفضلة وعنوان الصورة ووصفها وإن أردت رؤيتها بحجم أكبر سأنقر عليها.

الطريقة الجديدة لعرض الصور، مزدحمة وتقدم معلومات أقل

الطريقة القديمة لعرض الصور، مساحات بيضاء كافية، معلومات حول كل صورة

نقطة ثانية هنا هي عدم القدرة على تغيير طريقة عرض الصور في المفضلة أو في المجموعات، في التصميم القديم كان بإمكان المستخدم تغيير طريقة العرض لتكون كما في التصميم الحالي أو عرض صور مصغرة، ثم فليكر يعرض عدداً محدداً من الصور في الصفحة وإذا أردت رؤية المزيد يجب أن تنتقل لصفحة تالية، هذا ما يسمى paginationوهي تلك الأرقام التي تراها أسفل كل صفحة تبين لك كم عدد الصور المتوفرة وفي أي صفحة أنت، الآن كلما نزلت إلى أسفل الصفحة تظهر مزيد من الصور وهذا ما يسمى scrolling وهي طريقة أكرهها من أعماق قلبي، بطيئة ثقيلة ولا تتيح لي خيار القفز إلى أي صفحة أريد، لا يهمني إن كانت هناك أبحاث علمية تثبت أن الطريقة القديمة أسوأ من الحديثة، أريد تحكماً بطريقة عمل الموقع، وبالمناسبة لا أعرف أي أبحاث علمية في هذا المجال.

في صفحة عرض الصور، الخلفية السوداء المحيطة بالصور أجدها بشعة وأسوأ من الوضع القديم حيث كانت الصور تعرض على خلفية بيضاء ومن أراد رؤية الصورة بحجم يغطي كمال الشاشة وبخلفية سوداء يمكنه أن يفعل ذلك بضغطة زر، الآن الصورة أصبحت هي كل شيء، في التصميم القديم كانت معلومات جانبية تعرض بجانب الصورة، خريطة التقاط الصورة، الوسوم، إعدادات الكاميرا، المجموعات التي أضيفت الصورة لها وغير ذلك، الآن هذه المعلومات موجودة لكنها تبدو كشيء ثانوي لم يعد مهماً في حين أنها من أساس التصميم القديم.

صفحة عرض الصورة، تحتاج لحذف اللون الأسود وترتيب عناصرها مرة أخرى لتكون بافعلية وتنظيم الصفحة القديمة

 في الصفحة الرئيسية القديمة كانت هناك معلومات مختلفة تأخذ مساحة صغيرة وهناك فراغات كثيرة في هذه الصفحة، أستطيع رؤية آخر صوري، آخر التعليقات على صوري وآخر ردود الآخرين على تعليقاتي في صورهم، أستطيع رؤية آخر صور من أتابعهم وأرى آخر صورة إحدى المجموعات التي أشترك فيها، الآن كل هذا اختفى ليحل محله تصميم جديد يعرض صور من أتابعهم بأحجام كبيرة وعلي النزول للأسفل لرؤية جديد صورهم وكلما نزلت ظهرت مزيد من الصور، مرة أخرى خاصية تحميل المحتويات عند الوصول لآخر الصفحة ومرة أخرى: أكره هذه الخاصية.

كتب كثيرون في مواقع ومدونات مختلفة أن فليكر "عاد إلى الحياة" وأنه كان يموت ببطء وبالتصميم الجديد دخل مرة أخرى في حلبة المنافسة، في حين أن فليكر كان ولا زال حياً ويستخدمه الآلاف من الناس، ابتعاد كاتب عن فليكر لا يعني أن فليكر مات بل الكاتب لم يعد يستخدمه وكاتب واحد أو حتى عشرات الكتاب لا يعني بالضرورة أنهم على صواب، في كل دقيقة هناك آلاف من الصور ترفع إلى فليكر قبل التصميم الجديد، وفي سنوات مضت كان بعض الكتاب ينشرون مواضيع عن فليكر ويتحدثون عن موت خدمة عظيمة لأنهم لا يستخدمونها ولم يشاهدوا أي تغيير جذري في التصميم.

حقيقة أجد ذلك كله سخيفاً، أي سطحية هذه التي تحكم بعض الناس؟ لو فكرنا بهذه الطريقة كلنا علينا أن نعلن موت المطرقة مثلاً لأن تصميمها لم يتغير منذ مئات السنين! أو لأن آلافاً من الناس لا يستخدمونها ولا يعرفون أحداً يستخدمها، أو ربما علينا أن نعلن عن موت موقع craigslistلأن تصميمه لم يتغير جذرياً في حين أنه أحد أكثر المواقع زيارة حول العالم، لا يهم أن هناك أناس يرون تصميمه بشعاً لأن هناك ملايين من الناس حول العالم يستخدمونه على بشاعة تصميمه أو ربما لأنهم يجدون تصميمه عملياً.

عندما يكون هناك موقع بتصميم فعال وسهل فتغييره يجب أن يكون بالتدريج وبحذر لكي لا يخسر الفعالية والسهولة ولأن المستخدمين اعتادوا على استخدامه، تصميم فليكر الجديد يبدو لي تغيير لمجرد التغيير، أو تغيير لمجرد أن الإدارة تشعر بالضغط من مواقع أخرى فحاولت محاكاتها والنتيجة تصميم لا يرضي كثيراً من مستخدمي فليكر وكثير منهم يدفع اشتراكاً سنوياً مقابل استخدام الخدمة وبالتالي من حقهم الاعتراض على أي تغيير.

التغيير الجذري الفعلي ليس في التصميم بل في طريقة تمويل فليكر، في الماضي كان هناك فرق بين من يدفع لاستخدام فليكر ومن لا يدفع، من يدفع اشتراكاً سنوياً تكون لديه مساحة غير محدودة ويمكنه رفع ما يشاء من الصور ويمكنه رؤية كل الصور وتنزيل كل الصور بحجمها الكامل، العضو الذي لم يدفع يمكنه رؤية آخر 200 صورة ولا يمكنه رؤية الصور بحجمها الكامل وتظهر له إعلانات على عكس من دفع لاستخدام الخدمة.

الآن ياهو ألغت الفرق بين المستخدمين لكي تجعل الإعلانات هي الوسيلة الأساسية لتمويل الخدمة، هذا هو التغيير الجذري وهذا ما قد يدفع بالناس إلى ترك فليكر الذي عرفوه ووثقوا به.

توقف مؤقت وإعادة شحن للبطارية

$
0
0
هذا شيء اعترفت به لصديق زار أبوظبي مؤخراً، أشعر بأنني لم أعد أملك شيئاً أقدمه للآخرين، بعد سنوات من الكتابة أجد أنني بحاجة للتوقف قليلاً لكي أعيد شحن البطارية، لكي أتعلم أكثر وأقدم شيئاً أفضل، لكي أقدم ما هو أفضل من التدوين وأدوم، لأنني أشعر بأنني في مكاني لم أتحرك منذ وقت طويل ولأنني أريد حقاً أن أغير أموراً لم تعد تحتمل الثبات أو لم أعد أنا أتحمل ثباتها لسنوات طويلة.

كانت الخطة أن أعلن عن دروس اللغة اليابانية، أن أكتب في مدونتي دروساً حول اللغة اليابانية وأركز على تعلم اليابانية وتعليمها وعلى أمران آخران لكنهما شيئان شخصيان، ومقابل هذا التركيز يكون وجودي وتفاعلي في الشبكة أقل بكثير مما أفعله الآن، لكن رأيت بعد ذلك أنني لن أغير شيئاً إن فعلت ذلك، علي أن أتوقف عن الكتابة للآخرين لفترة، الصيف قادم ورمضان كذلك وأجد أن هذه فرصة للتوقف قليلاً فهو أمر أفعله كل عام.

لذلك هذا توقف إلى حين، تواصلي في الشبكة سيكون في حده الأدنى، لأن علي كتابة مقالة لجريدة الرؤية كل أسبوع، غير ذلك يمكنني إيقافه، ألقاكم على خير.

غارقون

$
0
0
عودة، كأنني لم أنقطع عن الشبكة أبداً وعملياً لم أنقطع فقط توقفت عن الكتابة لكن هذا لم يكن كافياً حتى مع رفع ساعات الابتعاد عن الشبكة، لعلي أحد هؤلاء الذين يجب أن تكون حالاتهم "يا ابيض يا اسود" إما انقطاع تام كامل بدون استثناء أو اتصال بدون أي انقطاع، من الصعب التوازن هنا.

قلتها قبل سنوات عديدة، إن كنت عربياً فأنت غارق حتى أذنيك في السياسية، ربما علي أن أضيف لها المقولة المشهورة: شاء من شاء وأبى من أبى، حتى مع ابتعادي عن الأخبار بقدر الإمكان وحتى مع تجاهلي للأحداث الحالية فلا بد أن يقتحم يومي شيء من السياسة وفي بلادنا العربية السياسة تدخل من الباب ليخرج الأدب والاحترام من النافذة، من كان صديقاً يتحول برأي سياسي واحد إلى عدو، من كان محترماً يصبح غير مستحق لأي احترام لمجرد اختلاف في الرأي، قد نختلف في كل شيء إلا أمور السياسة وإن كنت من عشاق التقنية فالاختلاف حول شركات التقنية يفسد للود ألف قضية.

أسوأ من ذلك هو شعور العجز، حرب مجنونة من يوقفها؟ فتنة تثور في بلد آخر من سيطفأ نارها؟ هل كتب علينا أن نعيش من أزمة لأخرى؟ كنت في الماضي أتابع وأهتم والآن أهرب وأدعي عدم الاهتمام وكلاهما بلا نتيجة، وعندما يريد أحدنا شيء من الابتعاد عن كل هذا الهم ويتحدث عن شيء من الحياة والتفاؤل يأتي من يسألنا إن كانت مشاكل العرب انتهتلكي نتحدث عن هذا أو ذاك.

كلما تأملت أن تخرج أصوات العقلاء وتهدأ الأوضاع وتميت الفتنة أجدهم يزيدون النار حطباً، وبين صراخ الناس قد يخرج صوت عاقل لكن من يسمعه؟ من يدعوا للصبر والتريث وعدم المساهمة في الفتنة قد يجد اتهامات من كل الأطراف بالعمالة والخضوع والضعف وربما الخيانة، ولعل شخصاً يرى ظلماً فيشير له فيتهم في نفسه وولائه ويصبح بكلمات قليلة عدواً للعديد من الناس وبعض هؤلاء الناس لا يريدون لرأي مخالف أن يظهر فيشنون حرباً على كل مخالف ويصبح الحوار مجرد كلمة في قاموس، هنا حرب كلامية، المخالف عدو يستحق التدمير المعنوي وربما التصفية الجسدية إن أمكن، ليس هناك مكان للاحترام أو شيء من الرحمة وبذل الأعذار أو حتى شيء من التجاهل، حربهم ضد الآخر هي حرب صغار العقول لتصفية الآخر بأي وسيلة ممكنة، لا مكان لديهم لوجود أي شيء آخر، إما معنا أو ضدنا، تماماً كما قالها بوش الصغير.

كنت ألوم بعض من أعرفهم في الواقع وفي الشبكة عندما يظهرون جانباً أنانياً من شخصياتهم ويرددون علي أن مشاكل العرب لا تعنيهم وما يمكنهم فعله فقد فعلوه، كفوا ألسنتهم عن الفتن وتبرعوا بما تيسر لهم لمن احتاج ثم عاد كل واحد منهم لحياته، لديه عمل وأسرة وأطفال وربما مشروع تجاري أو فكري أو اجتماعي، الأحداث تمضي والواحد منهم مهتم بأمور أخرى بعيدة عن شاشات التلفاز السياسي، لكنني في السنوات الماضية بدأت أفهمهم ثم أشجع البعض على أن يفعل مثلهم، أحياناً أفضل ما يمكنك فعله هو أن تدير ظهرك.

في التجاهل خير

$
0
0
منذ عرفت الشبكة وأنا أرى من ينشر الشر بنية الخير! أنا فعلت ذلك مرات عدة إلى أن اقتنعت بالرأي القائل بأن نشر المنكر بدعوى إنكاره هو في الحقيقة دعاية مجانية له، والمنكر هنا كلمة أعني بها أشياء كثيرة، من أدوية للتخسيس تشكل خطراً على صحة المرء إلى كلام قبيح كتبه شخص ما أو فعل فاضح ارتكبه شخص ما، كل هذا وغيره من المنكر وكله يحتاج منا إلى إسكاته بعدم نشره، بعدم الحديث عنه، بأن نتجاهله.

خذ على سبيل المثال إساءة كتبها أو رسمها أو قالها حاقد على ديننا وعلى نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والتسليم، لو أننا تجاهلناه كلياً لمات كلامه ولم يعرف، لكن البعض بدافع الغيرة وبدافع حب الدين يرفعون أصواتهم منكرين وينشرون هذا المنكر للآخرين مطالبين إياهم بالمشاركة في إنكاره، يتحول الموضوع إلى أخبار في التلفاز ومقالات في الصحف وروابط في الشبكة وقد يتطور الأمر ليصبح مظاهرات وشغب قد يموت فيه البعض وقد حدث هذا في الماضي القريب.

هذا الانتباه إلى الإساءة جعل البعض يدرك أنه يمكنه شد الانتباه بإرسال مزيد من الإساءات، الرسومات القبيحة نشرت في صحف أخرى ونظم معرض فني لها وتعمد كثيرون في الغرب والشرق على نشرها لكي يشدوا الانتباه ولكي يثيروا الأحقاد والضغائن وللأسف هناك أناس يعطونهم بالضبط كل هذا وأكثر، ومع مزيد من الانتباه رأى البعض أن يساهم في مزيد من الإساءات الجديدة، لأن هناك من ينتبه لهم.

الانتباه أو الاهتمام هو في هذه الحالات كالمال، من كانت لديه إساءة فهو يعرض بضاعة للبيع والثمن هو ساعات من الاهتمام وشيء من حرق الأعصاب، إن لم نعطه هذا الثمن فلن تجد بضاعته رواجاً فلم يريد البعض الترويج للإساءة بدعوى إنكارها؟ دعوها تموت لوحدها، ما ضرنا حقد حاقد إن تركناه يموت بغيظه.

جو غريب

$
0
0
كنت ولا زلت أحرص على رؤية الشمس عصر كل يوم، وكنت أستغرب من الجو لأنني أتوقع جواً ساخناً رطباً خانقاً يجعلني أضطر إلى الاستحمام خلال عشر دقائق لكنه جو لا بأس به، لن أقول لطيف أو جميل بل لا بأس به، يمكن تحمله، وفي الظل يكون أفضل بقليل.

ظننت أنني الوحيد الذي أشعر بذلك لكن وافقني على ذلك الأهل وآخرون، الجو فعلاً لا بأس به وفي الليل يكون لطيفاً لدرجة تكفي لكي يستمتع أحدنا بالجلوس خارجاً إلا إن كنت من جيل المكيفات الذين يرون في القليل من الحر شراً يجب الفرار منه بأي وسيلة.

في هذا الجو هناك شيء ما يذكرني بدبي وذكريات الطفولة في دبي، في كل صيف تقريباً كنا نذهب إلى دبي ونقضي فيها وقتاً طويلاً، أعني شهر أو شهرين وهذا معظم إجازة الصيف، ودبي في ذكرياتي غير دبي التي تعرفونها اليوم، دبي في ذكرياتي كانت مسطحة أكثر فلا بنايات عالية إلا مركز التجارة العالميالذي كان في ذلك الوقت طويلاً جداً واليوم أصبح قزماً مقارنة ببنايات أخرى حوله.

جميرا كانت منطقة شعبية خالية من المراكز التجارية والمناطق السياحية، المحلات المتوفرة في ذلك الوقت كان يديرها الهنود والإيرانيون ولا زال بعضها موجوداً حتى اليوم،  كانت هناك مساحات كبيرة من الرمل الأبيض تمتد من الشاطئ إلى "السكيك" بين المنازل، أذكر جلسات الناس بين هذه المنازل، في العصر يجتمعون حول أكواب الشاي والقهوة ويتبادلون السوالف حتى اقتراب أذان المغرب ويعود كل منهم إلى منزله، الناس في ذلك الوقت أكثر تواصلاً مما هم عليه الآن وهذا ليس مقتصراً على دبي فقط بل في كل مكان.

لدينا في المنزل العشرات من الصور من هذه الفترة وأنا أطالب أهلي بأن أحصل عليها لكي أضعها في الشبكة لكن بلا فائدة، هناك دائماً عذر ما يؤجل الموضوع، سأحاول مرة أخرى، لسبب ما أريد تجميع شتات الذكريات، هل هو الحنين للماضي؟ ربما، لا شك الماضي كان أبسط بكثير من الحاضر وفي جوانب كان أفضل بكثير من الحاضر.

قبل عامين أو ثلاثة كنت في دبي مع أخي وزرنا بيت عمتنا فأخبرته أنني أريد كذلك زيارة بيت عمتي القديم فهو ما زال موجوداً، بيت صغير من طابق واحد تحيط به الرمال البيضاء كما أذكر ولا أنسى نوافذه الخشبية الزرقاء وفي وسطه ساحة رملية صغيرة وبيضاء بل ناصعة البياض ونقية من الشوائب، كم كنت أحب المشي فيها حافياً.

اكتشفت أن بيت عمتي القديم لا يبعد كثيراً عن بيتها الجديد إلا بمسافة مشي دقائق قليلة وكانت هذه مفاجأة إلا أن المفاجأة الأكبر كانت عندما أخبرته أنني أريد زيارة بيت جدتي القديم كذلك، أذكر تماماً الشارع الذي يجب أن نسير فيه ففي الماضي كنت مع العائلة الكريمة وأبي رحمه الله نسير في هذا الشارع في كل مرة نذهب فيها إلى دبي، نزور عمتي أولاً ثم جدتي، كانت المسافة بينهما كبيرة وهناك إشارة مرورية يجب أن نتوقف عندها ثم نعود في نفس الشارع ونسير مسافة لنصل إلى بيت جدتي.

لكن مع أخي هذا لم يحدث، كانت المسافة إلى الإشارة قصيرة جداً وكان عقلي يردد "لحظة لحظة لحظة .. في شيء غريب!" كنت أنظر إلى بيت عمتي ثم أنظر إلى الجانب الآخر فأرى محلات تجارية خلفها تماماً بيت جدتي القديم ثم أعود للنظر إلى بيت عمتي، هذا غير معقول! أين المسافة الطويلة التي تفصل بينهما؟ أذكر أنني كنت أمشيها وأحتاج لوقت طويل لفعل ذلك والآن أكتشف أنهما قريبان من بعضهما البعض، الفرق أن ذاكرتي لا زالت تتذكر المسافة عندما كنت طفلاً صغيراً والآن أنا أكبر حجماً وسناً والمسافات أصبحت أقصر بكثير.

هذا كان درساً لي لن أنساه، الصغار لديهم إدراك مختلف تماماً للعالم من حولهم، المسافات والوقت تبدو لهم أطول مما يراه الكبار، الدقيقة تمضي سريعاً للكبير لكنها كالساعة للصغير، لعل هذا ما يجعلنا نظن أن اليوم أصبح قصيراً والوقت يمضي سريعاً لأننا نتذكر في طفولتنا كيف كان اليوم طويلاً ويمكننا فعل الكثير فيه.

الجو لم يكن عذراً نستخدمه عندما كنا صغاراً، في الصباح سنلعب ونلهو ونركض وإذا تعبنا سنعود إلى المنزل لنستريح ثم نكرر الأمر مرة أخرى في العصر، أما الظهيرة فهو وقت مشاهدة التلفاز أو النوم والتلفاز في ذلك الوقت كان مملاً وكنت أستمتع بذلك، لا زلت أذكر كيف كنت أقرأ جريدة التلفاز أو ما يسمى تيليتيكست.

دخلنا الآن في يوليو والجو أصبح فعلاً حار ورطب، لم يمنعني ذلك من ممارسة الرياضة ليلاً في الحر والرطوبة، ولن أنكر أنني أكره ذلك لكن لا بد من إجبار النفس على ما تكره، إن لم أستمر في ممارسة الرياضة سيعود وزني إلى ما كان عليه وسيعود الكسل والخمول، لذلك أمارس الرياضة بغض النظر عن الجو، وجزئياً أفهم معاناة العمال في هذا الجو الخانق، أعانهم الله.

الوردي للرجال

$
0
0
كنت مع الأهل في متجر إيكيا، زيارة إيكيا أمر يعجبني بصراحة لأمور عدة، منها إفطارهم المختلف تماماً عن ما تعودت عليه والمرء منا يبحث عن الشيء المختلف، كذلك الهدوء والنظافة والترتيب، إن زرنا المكان في منتصف الأسبوع مثلاً وفي الصباح فلن نجد كثيراً من الناس وهذا أمر رائع بالنسبة لي، التسوق في الليل وفي الزحام هو نوع من التعذيب بالنسبة لي.

في زياراتي لإيكيا أشتري لغيري أو يكون معي أحد يريد شراء شيء لذلك أستغلها فرصة لالتقاط الصور ومشاهدة نماذج الشقق التي تعرضها إيكيا في متجرها، شقة بمساحة 55 متر مربع تحوي كل شيء يمكن أن يحتاجه شخصان وفي نماذج أصغر كل شيء يحتاجه فرد واحد، هذا يجعلني أفكر كثيراً بالمساحة التي يحتاجها أحدنا ليعيش، بالتكلفة الكبيرة التي يتحملها البعض لبناء منازل كبيرة تجعلهم يتحملون الديون لسنوات طويلة، بجنون الأسعار التي تجعل امتلاك بيت أو حتى استئجار شقة حلماً بعيد المنال.

كنت في جولتي في متجر إيكيا التقط الصور لنماذج الشقق والغرف، عدم شراء الأشياء في كثير من الأحيان أفضل من شرائها، لم تكن لدي حاجة لشراء شيء سوى طاولة لم أجدها هناك ثم تذكرت أنني بحاجة لمرآة، وجدت العديد منها لكنني اخترت واحدة وردية اللون، فقط لأنني أريد إثبات أشياء لنفسي، منها أنني تحدي نفسي بوضع شيء صارخ في غرفتي وغير مألوف، سبق أن تحدثت عن الزينة وكيف أنني لا أستطيع تزيين غرفتي لذلك كانت هذه المرآة التي لها وظيفة عملية وهي زينة في نفس الوقت.

النقطة الثانية هي: من قرر أن اللون الوردي للنساء والبنات فقط؟! شيء لم أكن أفهمه منذ عرفت أن الوردي للنساء، لم أعرف أن هناك لون للرجال أو الأولاد لكن الأزرق والأصفر والأخضر ألوان تتكرر في اختيارات الأولاد لكن عندما يرغب طفل في شيء وردي - حقيبة مثلاً - ستجد من حوله يرسخون فكرة أن الوردي للنساء بأن يخبروه مباشرة بذلك أو يلقوا عليه كلمة مثل "عيب" ويجبروه على لون آخر.

إذا بحثت في الأمر ستجد روايات مختلفة أكثرها يدور حول أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، في ذلك الوقت الأزرق كان للبنات والوردي للأولاد، وإذا كنت ممن يحب رؤية صور قديمة من الخليج ستجد أن الأولاد كانوا كذلك يلبسون الأحمر في بعض القبائل وفي بعض البلدان الرجال يلبسون الأزرق والوردي وغير ذلك من الألوان وحقيقة أستمتع كثيراً بزيارة هذا البلد.

العطور كذلك، لماذا هناك عطور نسائية وأخرى رجالية؟ أنا لا أضع أي عطور من أي شكل، لم أعد أفعل ذلك منذ وقت طويل وأي هدية تصلني على شكل زجاجة عطر أعطيها لأحد إخواني، مع ذلك أريد أن أعرف ما الذي يحدد أن هذا العطر رجالي وهذا العطر نسائي؟ بالنسبة لي المنطق يقول: إن كانت رائحته تعجبني سأضعه بغض النظر عن نوعه، لكن هناك حقيقة من يهتم بهذا الأمر ويسأل إن كان هذا العطر أو ذاك رجالي أو نسائي.

كثير من الأفكار التي تفرق بين النساء والرجال هي في الحقيقة عادات وتقاليد نتوارثها دون تفكير فيها ودون محاولة تغييرها، لو بحث شخص ما في هذا الموضوع وبالتفصيل سيتمكن من إنجاز كتاب أو على الأقل فيلم وثائقي يوضح أصول هذه الأفكار ومن أين أتت.

عندما كانت الويب للهواة

$
0
0
حسناً فعلت غوغل بإغلاقها خدمة القارئ، كانت خدمة مهمة ومفيدة للعديد من الناس لكنها في رأيي قدمت الفائدة الأكبر عندما ماتت فجعلت الناس ينتبهون لأمر معروف لكنهم قد ينسونه، وهو أن أي شركة كبيرة كانت أو صغيرة ستغلق أي خدمة تقدمها ما دام أنها لا تجد فائدة مقابل تقديم هذه الخدمة، هذا جعل الناس يتسائلون ما الخدمة التالية التي ستقتلها غوغل أو ياهو أو أي شركة أخرى؟ كنت مثلاً واثقاً أن غوغل لن تقتل بلوجر لكنني الآن متشكك في ذلك، لن أستغرب أن تعلن غوغل عن إيقاف الخدمة وليس مستبعداً أن تغلق الخدمة كلياً وتضيع ملايين المحتويات، من مدونات شخصية إلى مدونات تابعة لشركات صغيرة وكبيرة، كلها قد تذهب بتوقيع قرار واحد.

الفائدة الثانية لإغلاق قارئ غوغل هو في ظهور بدائله الكثيرة، صحيح أن كثيراً منها ليست بكفائة قارئ غوغل لكن دعونا لا ننسى أن قارئ غوغل نفسه كان في إصداره الأول خدمة سيئة التصميم وكان بطئياً، أذكره جيداً فقد جربته لكنني لم أتخلى عن البرنامج الذي أستخدمه في ذلك الوقت، ثم طورت غوغل تصميمه ورفعت أدائها وأصبح بديلاً للكثير من البرامج وعملياً قتل سوق برامج RSS لكن بموته عادت البدائل للظهور وبأشكال مختلفة.

فائدة ثالثة هنا وهي أن بعض الناس أعادوا التفكير في المواقع التي يتابعونها، رأيت من يقول بأنه يتابع أكثر من 300 موقع لكنه الآن قلصها إلى أقل من 10، وغيره كذلك فعل نفس الشيء، البعض يزيد عدد المواقع التي يتابعها ولا يحذف شيئاً منها وتتراكم المواقع وتزداد محتوياتها بلا فائدة، لذلك من الضروري على كل شخص أن يعيد النظر في كل المواقع التي يتابعها ويقرر التوقف عن متابعة أي موقع لم يعد يفيده.

قارئ غوغل مثال على خدمة أجد إغلاقها أكثر فائدة من بقائها، لكن هناك خدمات كثيرة ظهرت في الشبكة وماتت وكان إغلاقها خسارة فعلية، خذ على سبيل المثال جيوسيتيز (GeoCities) خدمة الاستضافة المجانية التي بدأت في عام 1995م وهذا يعني أنها إحدى أقدم الخدمات على الويب، في ذلك الوقت كانت هناك حاجة ملحة لظهور موقع يقدم خدمة استضافة مجانية لأن الويب كانت عالماً جديداً، شراء استضافة واستخدام بطاقات الائتمان في الشبكة كان أمراً جديداً وكثير من الناس لم يكونوا مستعدين بعد للثقة بالشبكة وأكثر منهم الناس الذين لا يملكون بطاقات ائتمان.

بالنسبة للمراهق أو الطفل أو لمن لا يملك بطاقة ائتمان، هناك فرق كبير بين ما هو مجاني وما يكلف شهرياً حتى دولاراً واحداً، الفرق كبير بين إمكانية استخدام أو عدم استخدام الخدمة، جيوسيتيز فتحت باباً للكثيرين بتوفيرها خدمة استضافة مجانية، كثير من الأطفال والمراهقين وكثير ممن يجربون الشبكة لأول مرة وجدوا فيها ساحة تجارب وتعلم ومن هناك بدأت رحلة بعضهم.

لا يهم أن كثيراً من مواقع جيوسيتيز كانت سيئة من كل النواحي، لا يهم أن بعضها كان بدون محتويات مفيدة وبعضها كان يحوي محتويات عجيبة غريبة وبعضها كان يحوي ما هو قذر وبشع، لا يهم أن تصاميمها كانت بشعة وفيها عشرات الصور المتحركة وخلفية تعمي العين، كل هذا لا يهم، هي للبعض نقطة بداية جعلتهم لاحقاً يتعلمون الحاسوب أكثر ويتخصصون فيه ويبدأون شركاتهم الخاصة ومواقعهم في جيوسيتيز هي مجرد ذكريات من الماضي.

شركة ياهو اشترت جيوسيتيز بمبلغ 3.57 بليون دولار في عام 1999م وهذا كان خطأ قاتل لجيوسيتيز لأن فقاعة الدوت كومقاربت على الانفجار في ذلك الوقت والمبالغة في أسعار الشركات كان أمراً طبيعياً لكنه عاد بخسائر كبيرة على كثير من الناس والشركات لاحقاً، ياهو أغلقت جيوسيتيز بعد 10 سنوات وكادت أن تضيع محتويات آلاف المواقع الصغيرة حتى جاء فريق استطاع أرشفة جزء كبير من مواقع جيوسيتيزووضعها في ملف تورنت عملاق.

لم تكن جيوسيتيز الخدمة الوحيدة للاستضافة المجانية فقد ظهرت العديد من الخدمات المشابهة ولا زال بعضها موجوداً اليوم، لكن البديل الأكثر  فعالية وسهولة هو التدوين، ظهور خدمات التدوين مثل بلوجر بسط عملية إنشاء المواقع ونشر المحتويات وهذا جعل الناس ينتقلون إلى التدوين فهو أسهل بكثير من تطوير مواقع شخصية.

بعد بلوجر ظهرت خدمات عديدة ومنها تمبلر والذي جعل التدوين أكثر بساطة وياهو اشترت تمبلر بمبلغ 1.1 بليون دولار في 20 مايو من هذا العام، لذلك لم يكن مستغرباً أن يعبر الناس عن مخاوفهم بأن تكرر ياهو نفس الأخطاء التي أدت إلى إغلاق جيوسيتيز مع وجود فوارق عديدة، شخصياً أظن أن هذا لن يحدث الآن لأن ياهو اليوم غير ياهو الأمس، لكن لا يمكن نفي المخاوف كلياً وليس هذا متعلق بياهو فقط بل غوغل وشركات أخرى، ما الذي يضمن بقاء أي خدمة تقدمها هذه الشركات؟

الفرق بين تطوير موقع شخصي والتدوين بصورته الحالية أن التدوين له قالب محدد لنشر وعرض المحتويات وهو قالب يتكرر ويسهل فهمه، المواضيع تظهر في الصفحة الرئيسية بترتيب محدد، من الأحدث إلى الأقدم، كل موضوع له رابط يقودك إلى مكانه في الأرشيف، والمواضيع في الأرشيف مرتبة حسب الأشهر والسنوات وقد يكون في بعض المدونات أرشيف حسب المواضيع.

المواقع الشخصية مختلفة عن المدونات في كونها عشوائية، ليس هناك أي نظام أو قالب خاص للنشر، افعل ما تشاء وصمم الموقع كما تشاء وضع ما تريد وبأي ترتيب تريد، هذه المرونة والحرية غير متوفرة في التدوين وهي مرونة ضرورية لإنشاء مواقع لا يمكن إنجازها بقوالب المدونات.

التدوين يرتب المحتويات زمنياً بينما المواقع الشخصية ترتبها موضوعياً أو حسب مواضيعها، هذا فرق مهم، لا أقول هنا أن التدوين أفضل أو المواقع الشخصية أفضل بل أبين الفرق وأذكر بأننا نحتاج إلى النوعين، التدوين ليس حلاً لكل أنواع النشر على الشبكة.

لا زلت أذكر أول تجاربي مع إنشاء المواقع واستخدام خدمات الاستضافة المجانية، جربت جيوسيتيز وجربت كذلك خدمات أخرى وتعلمت HTML من خلال هذه التجارب ولا زلت أذكر كيف أنني كنت ولا زلت أحب تسمية موقع ما "صفحات صغيرة" ولا أدري لماذا، أجد الاسم جميلاً، أذكر أنني كذلك بدأت منتدى! فقد كانت هناك خدمة عربية مجانية لإنشاء المنتديات ... صدق أو لا تصدق! للأسف لا أذكر أسم الخدمة ولا أسماء خدمات كثيرة استخدمتها، لكنني أذكر أنها كانت بدايتي مع تعلم تطوير المواقع، في الغالب لو لم أجد فرصة في ذلك الوقت فلن أكون مدوناً اليوم يكتب هذه الكلمات.

في موضوع لاحق سأكتب عن بعض خدمات الاستضافة المجانية المتوفرة اليوم.

نيوسيتيز: طور موقعك الآن

$
0
0
لم أنشر هذا الموضوع إلا بعد أن أضاف أحد المواقع خاصية مفيدة ورأيت أنه أصبح مناسباً جداً لمن يريد الاستضافة المجانية، في الماضي هذه الخدمات كانت كثيرة ومات بعضها والآن ظهرت خدمات جديدة بأفكار مختلفة وتركيزي سيكون على واحد منها، لذلك هذه قائمة ببعضها:
  • Tripod، إحدى أقدم خدمات الاستضافة المجانية ولا زالت موجودة.
  • AngleFire، خدمة قديمة أيضاً.
  • Google Sites، خدمة غوغل المجانية ويمكنك من خلالها الاستفادة من خدمات غوغل الأخرى.
  • Weebly، هناك محرر صفحات يغني عن التعامل مع HTML.
  • Wix، من بين كل الخدمات في القائمة يبدو هذا الأفضل من بينها فالمواقع تبدو احترافية أكثر وأنيقة.
لكن كل الخدمات أعلاه لا تهمني لأنها تحاول أن تقدم للمستخدم أدوات تغنيه عن تعلم إنشاء المواقع بنفسه، فهي تقدم قوالب جاهزة ومحررات مرئية تعمل بالفأرة من خلال سحب العناصر وتنظيمها في الصفحة، لا أقول أن كل هذه الخصائص غير ضرورية لكنها لا شك تضع حدوداً لما يمكن فعله ولا تعلم المرء تقنيات أساسية في تطوير المواقع وهي HTML وCSS وجافاسكربت.

لذلك إن كنت تريد تعلم تطوير المواقع فأنصحك بخدمة NeoCities.

الخدمة مجانية وتعطيك مساحة محدودة بعشر ميغابايت ولا تعطيك مجالاً لاستخدام برامج مثل وورد بريس بل عليك أن تصمم وتكتب كل المحتويات بنفسك وترفعها إلى الخدمة يدوياً وتعلن للناس عن موقعك ولن تعرف إن زاره أي شخص ما لم تضع عداد زوار! تصور ذلك، هذه الخدمة تعيدنا إلى أيام كانت فيها الويب للهواة.

من أسباب إنشاء هذه الخدمة كما يقول مطورهاأنه يرى الشبكات الاجتماعية اليوم وقد أصبحت مسيطرة أكثر من اللازم على المستخدمين، الكل لديهم نفس الصفحات بنفس التصاميم ونفس المحتويات ونادراً ما تسمح هذه المواقع بإنشاء محتوى بل هي مصممة أكثر لاستهلاك المحتويات، ولذلك بدأ هذه الخدمة لاستضافة المواقع لكي يطور الناس المحتويات والتصاميم كما يرغبون وبدون أي حدود أو رقابة.

ما الذي طوره الناس باستخدام هذه الخدمة؟ هناك كثير من المواقع السخيفة والمواقع الساخرة التي تريد تذكيرنا بمواقع جيوسيتيز لكن هناك أيضاً مواقع رائعة:
  • لعبة سوكوبان، لعبة مطورة بالكامل من خلال جافاسكربت وبضع رسومات، يمكنك قراءة المصدر لتتعلم كيف صنعت.
  • My Little Pony، قاعدة بيانات مفصلة لمسلسل كرتوني ويمكنك مشاهدة الحلقات في يوتويب أو آيتونز أو حتى تنزيلها، لا يهمني المسلسل هنا لكن فكرة قاعدة بيانات باستخدام تقنية HTML5 هي أكثر من رائعة، لم يحتج المطور إلى برنامج من جهة المزود.
  • مدونة، يمكنك إنشاء مدونة بنفسك إن أردت، أو لعله موقع شخصي ومجموعة مقالات، سمه ما شئت.
  • قصة قصيرة طويلة، مثال لموقع يحوي فقط نصوصاً.
  • بيان العشرة ميغابايت، مقال حول مميزات نيوسيتيز ولم العشرة ميغابايت حد إيجابي يدفع المرء للإبداع.
  • PHYSICUBE، شخص ما طور لعبة وطور لها موقعاً.
  • Productive Rage، هذه مدونة مبرمج وحجم محتوياتها كبير.
  • قارئ RSS، يعتمد على خدمة من غوغل.
هذه أمثلة لما يمكنك فعله باستخدام هذه الخدمة، ما الذي تنتظره؟ تعلم HTML وCSS الآن وجرب في نيوسيتيز وطور موقعك الأول بعيداً عن قوالب الشبكات الاجتماعية.

هاش - تاغ تاق تاج

$
0
0
احتاجت كلمة blog لبعض الوقت لكي تترجم إلى "مدونة" وكانت ترجمة مناسبة ورائعة ولا أدري من أتى بها لكنني أشكره من أعماق قلبي فقد أراحنا من ترجمات مثل "سجل شخصي" وهذه كانت ترجمتي بالمناسبة أو من كلمات أسوأ مثل بلوج وبلوغ والكلمة التي تضحكني كلما حاولت نطقها: بلوق.

الآن لدينا hashtagوهي الكلمة التي ترجمت إلى هاشتاغ أو تاق أو تاج، وبعض الناس حولها إلى فعل فيقولون "هشتغ هذه التويتات على هذا الهاشتاغ" والترجمة: صنف هذه الرسائل على هذا التصنيف، ثم يذكر اسم التصنيف فيكون مثلاً #لندن إن كان الحديث عن شيء يخص مدينة لندن، أو #برعي إن كان الحديث يدور عن السيد برعيالمحترم.

كلمة هاشبالعربية تعني هاج أو أفسد أو جمع أو اضطرب أو أكثر من الكلام القبيح وغيرها من المعاني، لذلك لا أرى أنها كلمة مناسبة لكي نستخدمها لتعريب hashtag إلا في حالة من يكثر من الكلام القبيح فهو فعلاً هاش وكذلك "هوش" والهوش في لهجة الخليج تستخدم للإشارة لمجموعة من الأغنام أو الماعز فيقال لها الهوش وهي كلمة فصيحة.

مبدئياً أرى كلمة تصنيف مناسبة كبديل للعديد من الكلمات الإنجليزية التي تستخدم للإشارة إلى طريقة لتصنيف المحتويات على الشبكة، وكلمة تصنيف تستخدم للحديث في أرشفة الوثائق والرسائل والكتب والمكتبات والمنشورات على اختلافها.

التصنيف كان موجوداً في الشبكة منذ سنوات طويلة لكنه لم يشتهر إلا مع ظهور ما يسمى ويب 2.0وهو مصطلح كنت ولا زلت أرى أننا لا نحتاجه وبالفعل قليل من الناس يستخدمون هذا المصطلح الآن، على أي حال، خدمة ديليشسلحفظ الروابط بدأت في عام 2003 وطرحت أسلوباً مختلفاً لحفظ الروابط، فبدلاً من ترتيب الروابط في شكل هرمي أو في مجلدات مختلفة يمكن ترتيبها من خلال تصنيفات سميت tag ويمكن للرابط الواحد أن يظهر في أكثر من تصنيف ويمكن للزائر أن يرى كل المواقع التي اختار لها الناس تصنيفاً محدداً وكان هذا ولا زال مفيداً، مثلاً لو أردت البحث عن روابط مهمة في موضوع تبحث فيه ولنقل مثلاً البرمجة ستجد العديد من الروابط في تصنيف programming جمعها الآلاف من المستخدمين.

كل هذا يبدو عادياً الآن لكنه لم يكن كذلك في البداية، قبل ظهور خدمات مثل ديليشس كانت هناك أدلة مواقع يشرف عليها قلة من الناس ويرتبونها بطريقة منطقية كما تفعل ياهو، ديليشس أعطى الناس فرصة أن يحفظوا ما يرونه مهماً ويصنفونه بأي شكل يريدونه، وكان أحد أول الخدمات الاجتماعية.

بعد ذلك ظهرت خدمات أخرى، فليكر شبكة اجتماعية حول الصور وتقدم خاصية تصنيف الصور كذلك والتسمية هنا tag أيضاً، يوتيوب الذي كان يوصف في بداياته بأنه "مثل فليكر لكن للفيديو" هو أيضاً شبكة اجتماعية حول الفيديو وفيه أيضاً تصنيفات ويسميها أيضاً tag وكذلك أقسام (Category) وهذه طريقتان للتنظيم، واحدة مرنة والأخرى تضع تقسيمات أساسية للمحتويات، فهناك قسم للمقاطع التعليمية وآخر للترفيه وغير ذلك لكن كل فيديو يمكن البحث عنه بتصنيفاته.

ما يسمى هاشتاغ ويترجم في ويكيبيديا العربية إلى علامة مربعة - وهي ترجمة غير مناسبة - استخدم في تويتر قبل أن يدعم تويتر هذه الخاصية، فقد أراد بعض المستخدمين وسيلة لتبسيط عملية البحث في مواضيع محددة، إن كان هناك حدث ما وتريد فقط التركيز عليه فيمكنك فعل ذلك من خلال الهاشتاغ، وعندما انتشر استخدام هذه الفكرة قدم تويتر دعماً رسمياً لها وأصبحت وسيلة للتعرف على أشهر المواضيع وكذلك وسيلة للترويج أو لشن حملات تشويه سمعة أو لحث مؤسسة ما على تغيير سياساتها أو غير ذلك من الاستخدامات.

كل ما أريد أن أقوله هنا أن "هاشتاغ" ليست كلمة جميلة أو مناسبة، تصنيف أدق وأفضل وإن كان هناك من يرى ترجمة أخرى أفضل فليخبرني، المهم هنا ألا تكون الترجمة من كلمتين أو أكثر كما في "علامة مربعة" فكيف تحول هذه الترجمة إلى فعل؟ كيف تشتق منه كلمات أخرى؟ كلمة مدونة مثلاً يمكن أن تشتق منها كلمات مثل مدون وهو من يمارس التدوين، تدوينة وهي الموضوع الواحد في المدونة، تدوين وهو ممارسة الكتابة في المدونات وبالطبع قد يعني الكتابة بشكل عام حسب سياق الجملة، فهل من ترجمة أفضل لكلمة هاشتاغ؟

هجوم الحمامات ومشاكل أخرى!

$
0
0
عندما تضع كلمة "ذكي" خلف أي شيء آخر يصبح هذا الذكي معرضاُ للهجوم أكثر من سلفه الغبي، خذ على سبيل المثال الهاتف الذكي فهو معرض للهجمات بأشكالها المختلفة أكثر من الهاتف غير الذكي، هناك المواقع التي يمكن أن تستغل ثغرات متصفح الهاتف، هناك التطبيقات التي قد ترسل معلوماتك الشخصية لجهات غير معلومة، هناك التطبيقات التي هي في الأصل فايروس لكنه وصل بشكل ما إلى متجر التطبيقات وهدفه الإضرار بهاتفك وربما مراقبتك، هناك احتمال اختراق الهاتف من خلال الرسائل النصية القصيرة أو من خلال اتصالات هاتفية مشبوهة، بعض أنواع هذه الهجمات تصيب الهاتف غير الذكي أيضاً لكن الهاتف الأرضي العادي - هل تذكره؟! - لا يصاب بأي من هذه الأشياء إلا التجسس على المكالمات وهذا أمر معروف.

كما ترى، كلما تقدمت التقنية وازدادت ذكاء زاد احتمال تعرضها للهجمات المختلفة، السيارات الحديثة مثلاً فيها العديد من الحواسيب وكل حاسوب يؤدي مهمات محددة وبعض هذه المهمات يكون أساسياً كالتحكم بالمكابح والمحرك، يمكن اختراق حواسيب السيارات لاسلكياً لإيقاف عمل المكابح مثلاً أو سرقتها.

في اليابان لديهم الحمام الذكي ... حسناً لا أصدق بأنني سأستخدم هذه الكلمة ... أعني المرحاض الذكي! وبأشكال مختلفة، بعضها يعطيك تحليلاً طبياً فيخبرك إن كان السكر لديك زائد عن الحد، بعضها آلي يقدم خصائص مختلفة تجعلك لا تحتاج لتنظيف نفسك ولا حتى تحتاج للمس زر واحد، هذا ليس جديداً فهم ابتكروا هذه الأفكار منذ سنوات، الجديد أن هذه الأجهزة الذكية معرضة للهجوم لاسلكياً.

هناك الآن تقنيات مختلفة لما يسمى المنزل الذكي أو المنزل الرقمي، هذا المنزل قد يحوي حواسيب مختلفة صغيرة تدير أشياء مختلفة كالإضاءة والماء والتدفأة أو التبريد وكذلك مراقبة استهلاك الكهرباء والتحكم بكاميرات المراقبة - إن كان المنزل يحوي شيئاً منها - وإضافة خصائص التحكم عن بعد لكي يتمكن مالك المنزل مثلاً من تشغيل المكيف قبل ساعة من وصوله.

اختراق المنازل الرقمية ليس شيئاً جديداً، أذكر قبل سنوات عديدة ثغرة بسيطة يمكن البحث عنها في غوغل وهي متعلقة بكاميرات ويب موصولة بالشبكة ويمكن التحكم بها من الشبكة لكن أصحابها لم يتبعوا تعليمات الأمان فكانت باباً مفتوحاً للجميع ووضعت مواقع تقنية معروفة وصلات للبحث عن هذه الكاميرات وشخصياً وجدت واحدة تعمل في محل للغسالات وكان ممتعاً أن ترى ردة فعل من في المحل على ما يحدث في الكاميرا التي كانت تتحرك في اتجاهات مختلفة - لم أكن أعبث بها! - بسبب أناس وصلوا لها من خلال غوغل.

لو ظهر الخبر اليوم فلن أتجرأ على تجربة البحث عن كاميرات، ما فعلته قبل سنوات كان خطأ وكان من حسن حظي أنني وصلت لكاميرا محل لا لبيت، لو وصلت لبيت لكان هذا تجسساً على أناس غرباء يعيشون على الطرف الآخر من الأرض، أمر لا أريد له أن يحدث لي أو لغيري.

خدمة Lavabitللبريد الإلكتروني الآمن أغلقت أبوابها بعد أن رفض مالكها التنازل عن مبادئه للتعاون مع الحكومة الأمريكية لكي يسمح لهم بالتجسس على زبائنه، كنت على وشك المشاركة فيها، وتبعتها خدمة أخرى للبريد الآمنكذلك لكن هذه الخدمة الثانية فعلت ذلك قبل أن تطلب الحكومة الأمريكية أي شيء منها، أغلقوها تحسباً لأي طلب بكشف حسابات البريد لزبائنهم، شركات صغيرة لكنها أكثر جرأة من الجبناء الكبار، أتحدث عن غوغل ومايكروسوفت وغيرهم ممن فتحوا الأبواب للتجسس على الناس.

الخلاصة هنا أن كل شيء يضاف له حاسوب سيكون معرضاً للهجمات ما لم يحصن جيداً وحتى لو كان آمناً محصناً من الهجمات سيبقى احتمال وجود ثغرات أمنية لم تكتشف، وبسبب الثغرات في الأجهزة الذكية وجد بعض الناس وكذلك بعض الحكومات أن أفضل طريقة لتجنب التجسس هو بالعودة إلى تقنيات قديمة تماماً كما فعلت مؤسسة حكومية روسية بالعودة إلى الآلات الكاتبة.

التقدم التقني يراه البعض بنظارات وردية أكثر من اللازم في حين أن أي جديد تقني سيحمل معه احتمالات أكبر لتقديم الفائدة والضرر، مؤسف حقاً أن يغض الناس الطرف عن الضرر ويبشرون بالمعجزات التقنية في حين أن ضرر التقنيات وضرر الأطماع وضرر حب السيادة لا يمكن إنكار أثره على الناس والبيئة، التقنية لا تعيش معزولة عن الوضع الاجتماعي والسياسي، التقنية ليست مجرد وسيلة، هي "مجرد وسيلة" ما دام أنها فكرة على ورق أو جهاز لا يعمل لكن ما إن تمتد يد لتمسك بالجهاز حتى يصبح للتقنية نفع وضرر.

السؤال: إلى أي مدى سنتقبل الضرر؟ إلى أي مدى سنتقبل ما يسمى "التقدم التقني" دون مسائلة؟ كم نحتاج من التقدم التقني؟ هذا كان أكثر من سؤال، أترككم مع كلمة قصيرة لباحث في مجال الأمن الرقمي وهو يعرض أمثلة لأجهزة ذكية مختلفة يمكن اختراقها.

فليكر في متصفحات أخرى

$
0
0
سبق أن اشتكيت من تصميم فليكر الجديدوالسبب الأساسي هو الأداء البطيء الثقيل، لكنني لم أفكر إلا اليوم في تجربة متصفحات أخرى غير فايرفوكس لأجد أن فليكر يعمل بشكل ممتاز في إكسبلورر وأوبيرا وأظن أنه سيعمل بشكل جيد في كروم، لذلك ربما المشكلة في متصفح فايرفوكس أو بالتحديد في نسخة فايرفوكس التي أستخدمها والتي تحوي مجموعة إضافات مختلفة.

أوقفت الإضافات عن العمل في فايرفوكس وأعدت تشغيله لأجد أن أداء المتصفح تحسن، الإضافات التي أستخدمها:
  • Adblock Edge، إضافة منع الإعلانات وأنا أستخدم مثل هذه الإضافة منذ أن طورت لأول مرة لفايرفوكس قبل ما يزيد عن 8 سنوات.
  • Digest، قارئ RSS، بسيط ويكفيني لكن ربما يؤثر على أداء المتصفح.
  • Disconnect، لمنع بعض الشركات مثل فايسبوك وتويتر من متابعة الصفحات التي أزورها.
  • Flashblock، لمنع أي محتوى فلاش من العمل إلا بإذن مني.
مع تجربة تشغيل بعضها وإيقاف بعضها عرفت أن Disconnect هو سبب بطء الأداء فأوقفته وسأجد بديلاً له لاحقاً، مع ذلك من الواضح أن أداء المتصفحات الأخرى أسرع من فايرفوكس، سرعة فليكر الآن في فايرفوكس جيدة لكنني أود أن أجد أداء المتصفحات الأخرى عند استخدام فليكر فهي سريعة حقاً وتجعل تصميم فليكر الجديد رائع، وهذا لن يغير من رأيي، لا زلت أفضل تصميم فليكر القديم فقد كان أبسط وأسرع.

قابلية الاستخدام (Usability) أساسها السرعة، لا فائدة من كون واجهات الاستخدام بسيطة وجميلة إن كان أدائها بطيئاً، فريق فليكر يفترض به أن يحسن أداء الموقع لكل المتصفحات ويتأكد من سرعة الواجهة قبل طرح التصميم الجديد.

الإنترنت مركزية وهذه مشكلة

$
0
0
فكرة الإنترنت كما بدأت هي ربط كل الحواسيب بكل الحواسيب، لكنها تحولت مع الأيام إلى ربط شبكات حواسيب بشبكات حواسيب، بمعنى آخر الإنترنت هي شبكة الشبكات، دعني أوضح الأمر أكثر، في بلدك هناك مقدم خدمات إنترنت وهو يشكل شبكة من الحواسيب التي تتصل به ويعطيها نافذة للإنترنت، تصور لسبب ما أن مقدم الخدمة هذا توقف عن العمل لسبب ما، ما سيحدث أن كل المستخدمين المعتمدين على خدماته سينقطعون عن الإنترنت.

مقدم خدمة الإنترنت هنا هو باب أساسي واحد وفي بعض البلدان منفذ وحيد للاتصال بالإنترنت، وهذا يعني أن لدى مقدم الخدمة قوة التحكم بكل شيء يعبر من خلاله، مراقبة المستخدمين، رفع تكاليف الاتصال أو تخفيضها بحسب ظروف السوق وتوفر المنافسة، حجب أو عدم حجب المواقع والخدمات، وضع شروط استخدام مختلفة وتغييرها بحسب الحاجة، احتكار السوق ومنع المنافسين من الدخول لهذا السوق.

كما ترى، مقدم الخدمة لديه من القوة وإمكانية السيطرة ما يجعله في موضع متحكم وخطير، لأنه يتحكم بوسيلة اتصال/إعلام أصبحت أساسية لحياة الناس في كثير من الدول، بعض الناس رزقهم يعتمد على الشبكة وبعضهم حياتهم في الشبكة وبدون الإنترنت لن تكون لديهم حياة، الشبكة أعطت فرصاً للناس لا يمكن تصورها، فرص لتشكيل صداقات وعلاقات مع آخرين حول العالم، أمر صعب قبل الشبكة ما لم يكن المرء من هواة المراسلة، فرص لممارسة الأعمال التجارية المختلفة دون كثير من العوائق البيروقراطية، فرصة لتنظيم مشاريع ومؤسسات خيرية وتطوعية، وفرص لأشياء أخرى كثيرة، لكن هذه الإنترنت وهذه الفرص كلها في قبضة نقطة واحدة وهي مقدم خدمة الإنترنت.

ما المشكلة في ذلك؟ قد يسأل أحدهم مستفسراً أو حتى مستنكراً فهم لا يرون مشكلة في أن تكون مؤسسة هي المتحكم في تقديم خدمة الإنترنت، يرون أن هذه المؤسسة لن تستغل قوتها وموقعها لأغراضها الشخصية ولن تضر بالمستخدمين، وهذه ثقة عمياء أكثر من اللازم، المؤسسة يعمل فيها أناس والناس يأتي منهم الخير والشر وبالتالي هناك إمكانية أن يستغل الناس موقعهم وسيطرتهم على وسيلة إتصال/إعلام كالإنترنت لأغراض تجارية أو سياسية.

في الحقيقة السؤال ليس هل أو لماذا ستسغل المؤسسة موقعها وتحكمها بشبكة الإنترنت بل متى وكيف ستفعل ذلك، لا يعقل أن يكون لمؤسسة ما سلطة مطلقة دون أن ترافقها المفسدة المطلقة أو شيء من الفساد، طبيعة الناس تجعلهم يستغلون مواقعهم وسلطاتهم ومسؤولياتهم في الخير والشر والنظرة الطيبة الساذجة التي تثق بالناس ليس لها مكان عندما نتحدث عن مؤسسة لديها قوة وسلطة، أن تثق بالناس كأفراد شيء مختلف تماماً عن الثقة بالمؤسسات، ثقتك بشخص يمكن اعتباره حسن ظن وهذا أمر طيب في رأيي لكن الثقة بالمؤسسات أجده سذاجة وحماقة.

الإنترنت يفترض بها أن تكون لا مركزية بكل معنى الكلمة، يفترض بأي حاسوب أن يتصل بأي حاسوب دون وسيط بينهما، هذا هو أساس شبكة الإنترنت، وهو الاتجاه القادم في تغيير تقنيات الإنترنت وهو كذلك الصراع القادم أو الحالي، صراع بين من يريد أن يبقي مركزية الإنترنت للحفاظ على قوة وإمكانية السيطرة على نقطة واحدة ومن يريد أن يتخلص من هذه السيطرة لتكون الشبكة أكثر حرية وبعيدة عن إمكانية التحكم بها وبمصائر مستخدميها.

في الأيام القادمة بإذن الله لن يكون لي حديث غير هذا الموضوع، تقنيات P2P وتقنيات الشبكة اللا مركزية، الإنترنت أهم من أن نتركها لمقدمي خدمات الإنترنت، أقل ما يمكن أن يفعله أحدنا هنا هو أن يعي هذه المشكلة ويقرأ عن البدائل وإن كان مبرمجاً يمكنه أن يشارك في تطوير حلول لا مركزية للشبكة.

الإنترنت أساس والويب خدمة

$
0
0
قبل أن تبدأ بقراءة الموضوع، يجب أن أحذر بأنه ملغم بمصطلحات تقنية كثيرة تكفي لإرسال شحنة من الصداع لأي قارئ، في نفس الوقت ليس لدي الدافع الكافي لشرح كل مصطلح بالتفصيل وأتوقع منك أن تبحث في أي شيء لا تفهمه وتحاول أن تفهمه بنفسك، هذه هي فائدة الإنترنت ... أليس كذلك؟

شهرة شبكة الويب جعلت كثيراً من الناس يخلطون بينها وبين الإنترنت، بل هي الإنترنت لكثير من الناس وهذا تقنياً غير صحيح، أجد أنه من الضروري فهم أن إنترنت (Internet) هي شبكة فيزيائية، بمعنى أنها تتكون من حواسيب وأسلاك بل ويمكن للمرء أن يعرف أماكن الأسلاك التي تعبر من خلالها البيانات في الشبكة، هذه ليست أسرار فالمعلومات حول بنية الإنترنت متوفرة في مقالات وكتب مختلفة.

هذه الشبكة تعمل بتقنية أو بروتوكول يسمى TCP/IP، كثير من التقنيات تعتمد على شبكة إنترنت وعلى بروتوكول TCP/IP بمعنى آخر يمكن تشبيه الإنترنت بأنها شارع عام تعبر عليه مختلف أنواع المركبات أو الخدمات مثل:
  • الويب، الخدمة الأشهر في الإنترنت.
  • البريد الإلكتروني.
  • نقل الملفات من خلال بروتوكول FTP.
  • شبكات الند للند P2P بمختلف أنواعها مثل بتورنت BitTorrent.
بمعنى أنه لا توجد تقنية أو خدمة شبكية عالمية لا تعتمد على الإنترنت، سواء كانت الخدمة مركزية أو غير مركزية فهي تعتمد على الشارع العام الذي نسميه إنترنت وهو شارع مركزي في أساسه، هناك تقنيات تستخدم لإدارة الإنترنت تجعلها شبكة مركزية، وهي:
  • عناوين المواقع أو Domain name
  • أرقام IP
  • مزودات DNS
  • مقدمي خدمة الإنترنت ISP
 مقدمي خدمة الإنترنت في رأيي هم النقطة المركزية الأساسية للمستخدمين، عناوين المواقع وأرقام IP ومزودات DNS كلها تعمل خلف الستار وبصمت ولا ينتبه لها المستخدم أو حتى يدرك وجودها، لكن مقدم خدمة الإنترنت شيء يجب أن يتعامل معه الإنسان في حال أراد خدمة الإنترنت، بدون مقدم الخدمة لن يتمكن أي شخص من الاتصال بالشبكة.

نظرياً يفترض بالإنترنت أن تكون شبكة مفتوحة للجميع ويمكن لأي شخص الاتصال بأي حاسوب في الإنترنت بدون نقطة مركزية مثل مقدم خدمة الإنترنت، عملياً هذا مستحيل الآن على المستوى العالمي، يمكن إنشاء شبكات محلية بدون مقدم خدمة إنترنت ويمكن لهذه الشبكات أن تغطي مساحات تتراوح من شقة صغيرة لشركة صغيرة إلى شبكة تغطي مئات الكيلومترات لشركة كبيرة لكن حتى الآن لم أجد شبكة محلية غير مركزية تتجاوز حدود الدول لتصبح عالمية.

عندما تزور موقعاً وتطلب منه مقطع فيديو - مثل يوتيوب - فأنت تشعر بأنك تتعامل معه مباشرة، تشعر بأن هناك رابط مباشر بينك وبين الموقع، لكن في الحقيقة هناك عشرات الحواسيب والأسلاك التي تتحرك فيها البيانات من الموقع إلى حاسوبك وبالعكس، بسبب بروتوكول TCP البيانات لا ترسل دفعة واحدة بل تقسم إلى قطع صغيرة وكل قطعة ترسل في اتجاه مختلف لتجتمع عند مقدم خدمة الإنترنت في بلدك وهو بدوره يرسلها لك.

عندما تعبر قطع البيانات الصغيرة مسارات مختلفة في الإنترنت فهي تعبر من خلال حواسيب مختلفة، قد تعبر قطعة ما من خلال حاسوب موجود في إسبانيا مثلاً وتعبر قطعة أخرى من خلال حاسوب فرنسي، كلاهما قد لا يعرفان من أين أتت هذه القطع وإلى أي تمضي لكنهما يمرران البيانات بحسب قواعد محددة وفي اتجاهات محددة.

مقدم خدمة الإنترنت في بلدك يعتبر نقطة تجميع لهذه البيانات التي ستصل لك لذلك بإمكان مقدم الخدمة أن يعرف ما الذي تفعله في الشبكة، بل هناك تقنيات تسمى Deep packet inspectionوظيفتها أن تعرف ما الذي يفعله المستخدمون بخدمة الإنترنت، وبهذه التقنيات يمكن مراقبة المستخدمين ويمكن مثلاً معرفة ما إذا كانوا يستخدمون تقنية بتورنت لإبطاء هذه التقنية لأنها تستهلك سعة كبيرة من خطوط الاتصال، أو بإمكانهم منع الوصول لبعض المواقع أو الخدمات أو حتى منع الوصول لبعض الكلمات، قد تبحث في غوغل عن كلمة ممنوعة فتجد أن موقع غوغل أصبح محجوباً فجأة، بالطبع لم يحجب الموقع لكن الكلمة التي استخدمتها للبحث محجوبة.

ما هو المهرب من هذه المركزية؟ هناك إجابات مختلفة:
  • البعض يعتمد على التشفير كحل مؤقت، مشكلة التشفير أنه يجعل استخدام بعض البرامج والخدمات عملية صعبة لذلك لا يستخدم التشفير على نطاق واسع كما يفترض أن يحدث، أبرز مثال على ذلك تشفير البريد، صناديق البريد الإلكتروني هي ملعب مفتوح لجهات مختلفة ومع إدراك الناس ذلك لا زالوا غير مهتمين بالتشفير وأنا منهم.
  • البعض يدمج فكرة التشفير مع فكرة تقنيات لا مركزية وهي تقنيات كثيرة، مع إدراكهم أنها تقنيات لا مركزية تعتمد على أساس مركزي لكنها تعالج جزء من المشكلة أو تعالج مشاكل مختلفة مثل الاعتماد على شركات مثل غوغل أو على مزودي الاستضافة للمواقع.
  • البعض يرى أن نتوقف عن استخدام الشبكة العالمية لصالح شبكات محلية لا مركزية حقاً ولا تعتمد على مزودي خدمات الإنترنت، هذا الحل يعني بالضرورة التخلي عن النطاق العالمي لشبكة الإنترنت لصالح شبكات محلية متعددة، حل يعجبني بالمناسبة وأسباب إعجابي به تحتاج لموضوع آخر.
في موضوع لاحق سأتحدث عن بعض تقنيات P2P وما هي شبكة P2P أو كما تسمى بالعربية: الند للند.

لاحظ أنني أكتب هذه المواضيع لأعلم نفسي قبل أي شخص آخر، لا أدعي علمي بهذا المجال لكنني أتعلم وأكتب لكي أفهم، لذلك هذه دعوة لمن يفهم حقاً هذه المواضيع أن يعلمنا ويكتب أو ينشر مقطع فيديو تعليمي عن طريقة عمل الشبكة وعن شبكات الند للند.
Viewing all 205 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>