في الماضي القريب كان عدم استطاعتي النوم في الليل مصيبة ترهقني، أردد على نفسي أسئلة لا إجابات لها وكل سؤال يقع على كالصخر ويثقل النفس بسلبيته، لماذا لا تعيش مثل الناس؟ لم أنت مستيقظ الآن؟ ماذا ستفعل في الصباح؟ لديك أعمال ستؤخرها .. إلى متى؟ وهكذا تجرني الأسئلة لمكان مظلم جربته قبل ذلك ولا أود أن أعود له مرة أخرى، الأفكار لها قوة عجيبة وكنت من قبل أريد إثبات أن ما يسمونه بالتفكير الإيجابي مجرد هراء لكن التجربة علمتني أن التفكير السلبي قد يدمر المرء من داخله فلم لا يكون العكس صحيحاً؟ التفكير الإيجابي يجعلك تسير في طريق آخر أكثر تفاؤلاً، جرب فقط.
تذكرت أنني في الماضي كنت أتعمد السهر لكي أقرأ، من أجمل لحظات الحياة أن أجلس لقراءة كتاب دون أي مقاطعات أو تشويش، دون أي إزعاج من أي جهة إلا القليل من الساهرين العابثين بسياراتهم، الساعات تمضي دون أن أشعر بها وأنا أعيش مع أفكار كاتب كتب هذه الكلمات وهو يعيش على بعد آلاف الأميال أو عشرات السنين، الكتاب هو أفضل آلة زمن اخترعها البشر، ما كتبه إنسان قبل مئات السنين قد تقرأه اليوم.
هل تستطيع تخيل ما أحاط بالكاتب في ذلك الوقت؟ هل كان المؤلف يشتكي من المقاطعة والناس كما يفعل كثير من المؤلفين اليوم؟ أين كان يكتب هذه الكلمات، هل كان له أطفال يتعبونه ويطلب منهم الهدوء؟ من أين اشترى الورق والحبر؟ أحياناً أتمنى لو أن هناك آلة زمن حقيقية لكي أعود إلى المؤلف وأتحدث معه عن كتابه أو أرى كيف كان يعيش وأين يكتب ولم يكتب.
كنت أقضي ساعات مع كتاب حتى يفاجأني صوت أذان الفجر ويسحبني من عالم الأفكار إلى الواقع، أنا متعب الآن لكن لم أشعر بذلك وأنا أقرأ فقد كنت مشغولاً بالكلمات لكي ألاحظ أي شيء، بعد الصلاة أنام لكي أستيقظ لاحقاً وقد ارتفعت الشمس ولم يعد من المجدي الخروج لإنجاز أي عمل، أعود للكتاب لأنه لا يوجد لدي شيء آخر أفعله، يمضي اليوم وينتهي الكتاب فابدأ في قراءة آخر لكن الليل هذه المرة لن يكون للقراءة فأنا متعب حقاً ويمكنني النوم الآن، كم هي نعمة أن تكون قادراً على النوم في الوقت المناسب والطبيعي وأن تستيقظ في الوقت المناسب والطبيعي، النهار للعمل والليل للراحة، هذه هي الفطرة.
الآن فكر بالتقنيات الحديثة والمجتمعات التي تعيش في هذه التقنيات، الإضاءة تؤخر نومنا وتعطينا فرصة لفعل المزيد، للقراءة والعمل والتواصل الاجتماعي، التقنية تعطينا فرصة لمد هذه الأعمال ساعات أطول حتى ينتصف الليل وما بعده كما يحدث الآن معي وأنا أكتب هذه الكلمات، الساعة قاربت الثانية صباحاً ولا زلت مستيقظاً، هذا غير طبيعي لكن ما الذي أستطيع فعله هنا؟ يمكنني التذمر وجر نفسي لمكان مزدحم بالأفكار السلبية وقد جربت ذلك سابقاً ولا أود تكرار التجربة مرة أخرى. لذلك أفعل ما يمكنني فعله.
إن لم يأتي النوم سأنتظره حتى يصل، إلى ذلك الوقت يمكنني فعل الكثير، التنظيف والترتيب مثلاً، إن كان هناك من يدعوا إلى ممارسة التأمل فأنا أدعوك إلى الإمساك بالمكنسة! لا أدري ما الذي يحدث عندما أمسك بواحدة وأبدأ بتنظيف الأرض من الغبار، كل الأفكار تبتعد وتترك مساحة فارغة للتركيز فقط على الأرض التي تحتاج إلى تنظيف الغبار المتراكم عليها، أحياناً أشغل المذياع وأسمع القرآن أو إذاعة البي بي سي وغالباً أفضل الهدوء التام، لعلي أحد هؤلاء الناس الذين يعرفون جيداً كيف يستمتعون بالأوقات المملة، حياة الفرد منا فيها كل يوم شيء من هذه الأوقات، بدلاً من التذمر استمتع بها، اعتبرها وقتاً لراحة عقلك وجسمك لكي تستعد لما بعدها.
تذكرت أنني في الماضي كنت أتعمد السهر لكي أقرأ، من أجمل لحظات الحياة أن أجلس لقراءة كتاب دون أي مقاطعات أو تشويش، دون أي إزعاج من أي جهة إلا القليل من الساهرين العابثين بسياراتهم، الساعات تمضي دون أن أشعر بها وأنا أعيش مع أفكار كاتب كتب هذه الكلمات وهو يعيش على بعد آلاف الأميال أو عشرات السنين، الكتاب هو أفضل آلة زمن اخترعها البشر، ما كتبه إنسان قبل مئات السنين قد تقرأه اليوم.
هل تستطيع تخيل ما أحاط بالكاتب في ذلك الوقت؟ هل كان المؤلف يشتكي من المقاطعة والناس كما يفعل كثير من المؤلفين اليوم؟ أين كان يكتب هذه الكلمات، هل كان له أطفال يتعبونه ويطلب منهم الهدوء؟ من أين اشترى الورق والحبر؟ أحياناً أتمنى لو أن هناك آلة زمن حقيقية لكي أعود إلى المؤلف وأتحدث معه عن كتابه أو أرى كيف كان يعيش وأين يكتب ولم يكتب.
كنت أقضي ساعات مع كتاب حتى يفاجأني صوت أذان الفجر ويسحبني من عالم الأفكار إلى الواقع، أنا متعب الآن لكن لم أشعر بذلك وأنا أقرأ فقد كنت مشغولاً بالكلمات لكي ألاحظ أي شيء، بعد الصلاة أنام لكي أستيقظ لاحقاً وقد ارتفعت الشمس ولم يعد من المجدي الخروج لإنجاز أي عمل، أعود للكتاب لأنه لا يوجد لدي شيء آخر أفعله، يمضي اليوم وينتهي الكتاب فابدأ في قراءة آخر لكن الليل هذه المرة لن يكون للقراءة فأنا متعب حقاً ويمكنني النوم الآن، كم هي نعمة أن تكون قادراً على النوم في الوقت المناسب والطبيعي وأن تستيقظ في الوقت المناسب والطبيعي، النهار للعمل والليل للراحة، هذه هي الفطرة.
الآن فكر بالتقنيات الحديثة والمجتمعات التي تعيش في هذه التقنيات، الإضاءة تؤخر نومنا وتعطينا فرصة لفعل المزيد، للقراءة والعمل والتواصل الاجتماعي، التقنية تعطينا فرصة لمد هذه الأعمال ساعات أطول حتى ينتصف الليل وما بعده كما يحدث الآن معي وأنا أكتب هذه الكلمات، الساعة قاربت الثانية صباحاً ولا زلت مستيقظاً، هذا غير طبيعي لكن ما الذي أستطيع فعله هنا؟ يمكنني التذمر وجر نفسي لمكان مزدحم بالأفكار السلبية وقد جربت ذلك سابقاً ولا أود تكرار التجربة مرة أخرى. لذلك أفعل ما يمكنني فعله.
إن لم يأتي النوم سأنتظره حتى يصل، إلى ذلك الوقت يمكنني فعل الكثير، التنظيف والترتيب مثلاً، إن كان هناك من يدعوا إلى ممارسة التأمل فأنا أدعوك إلى الإمساك بالمكنسة! لا أدري ما الذي يحدث عندما أمسك بواحدة وأبدأ بتنظيف الأرض من الغبار، كل الأفكار تبتعد وتترك مساحة فارغة للتركيز فقط على الأرض التي تحتاج إلى تنظيف الغبار المتراكم عليها، أحياناً أشغل المذياع وأسمع القرآن أو إذاعة البي بي سي وغالباً أفضل الهدوء التام، لعلي أحد هؤلاء الناس الذين يعرفون جيداً كيف يستمتعون بالأوقات المملة، حياة الفرد منا فيها كل يوم شيء من هذه الأوقات، بدلاً من التذمر استمتع بها، اعتبرها وقتاً لراحة عقلك وجسمك لكي تستعد لما بعدها.