Quantcast
Channel: عبدالله المهيري
Viewing all 205 articles
Browse latest View live

تقنيات الند للند

$
0
0
تصور أن لديك خمس حواسيب وتود أن تجعل هذه الحواسيب متصلة ببعضها البعض، لديك أسلوبان لفعل ذلك، شبكة مركزية أو لا مركزية، في الحالتين أنت ستحصل على شبكة لكن طريقة إعداد وعمل هذه الشبكة ستكون مختلفة، الشبكة المركزية تعتمد على أن يكون حاسوب ما هو المزود وكل الحواسيب الأخرى متصلة به ويسمى هذا النموذج بالإنجليزية Client/Server أو بترجمة حرفية المزود/الزبون، وهذا النوع من الشبكات هو الأكثر انتشاراً في الشركات والمؤسسات الحكومية، عندما تذهب إلى مصرف أو مؤسسة ما ويخبرك الموظف بأن "السيستم خربان" فهو في الغالب يقصد شبكة من هذا النوع والمزود في هذه الشبكة تعطل وبالتالي لا يستطيع الموظف إنجاز عمله بأن يرسل أو يستقبل البيانات وبالتالي معاملتك لن تنجز حتى يعود المزود للعمل، وهذا يشمل كل الموظفين الآخرين المتصلين بنفس المزود، أي أن المزود هنا نقطة مركزية إن تعطلت فالشبكة كلها تتعطل لأنه مركز الاتصال بين كل الحواسيب وفي كثير من الأحيان هو أيضاً مصدر البيانات والتطبيقات.

الشبكة المركزية تعتمد على نقطة واحدة في اتصالاتها

الأسلوب اللامركزي هو أن تجعل كل حاسوب يتصل بكل حاسوب آخر، لا يوجد مزود هنا لأن كل حاسوب يعمل كنقطة اتصال بالآخرين وكل حاسوب له نفس الحقوق، إن تعطل حاسوب ما يمكن للشبكة أن تستمر بالعمل لأن الاتصالات بينها لن تنقطع، هذا النموذج يسمى Peer to peer أو الند للند، هذه الشبكات تعاونية أكثر من شبكات المزود/الزبون، فقد يكون حاسوب ما متصلاً مثلاً بطابعة ملونة ويعطي مالك الحاسوب صلاحية للجميع أو للبعض في الشبكة بأن يستخدموا الطابعة، أي حاسوب آخر متصل بأي جهاز آخر يمكن أن يعطي صلاحيات مماثلة، مثلاً حاسوب متصل بماسح ضوئي، أجهزة تخزين احتياطي، آلة قهوة! وأي شيء آخر.

الإنترنت مركزية كما شرحت في موضوعين سابقين، لكنها تستخدم كذلك كشبكة لا مركزية من خلال برامج عديدة أبرزها في رأيي هو بتورنت (BitTorrent)، هذه التقنية تستخدم كما يعرف الكثيرون للمشاركة بالملفات، فقد يملك شخص واحد أو أكثر ملفاً ما ومن خلال بتورنت يمكنه مشاركة هذا الملف مع الآخرين، إذا اتصل شخص جديد بشبكة تورنت لطلب الملف سيجد أنه يحصل على قطع من الملف من شخص واحد أو أكثر، وكلما ازداد عدد الأشخاص الذين يملكون هذا الملف زادت سرعة تنزيله، ولا يشترط أن يمتلك كل شخص الملف كاملاً فحتى من لم ينجز تنزيل الملف يمكنه إرسال جزء من الملف لآخرين.

هذا الأسلوب التعاوني في تنزيل ورفع الملفات لا يحتاج لمزود مركزي، أعني أنك لا تنزل الملف من مزود (server) بل من أشخاص يملكون هذا الملف وقد يكون هؤلاء في دول مختلفة لكنهم يتعاونون على المشاركة بالمحتويات.

شبكة لا مركزية، الكل لديه نفس الحقوق والكل يستطيع الاتصال بالآخرين

هناك تقنيات أخرى كثيرة لا مركزية وهذه بعضها:
  • جنوتيلا - Gnutella، مشروع برنامج حر من مؤسسة البرامج الحرة GNU، شبكة لا مركزية للمشاركة بالملفات وهي كما تقول ويكيبيديا أكبر شبكة من نوعها.
  • Freenet، تقنية لتجاوز الرقيب وتقدم خصائص مثل الدردشة والمنتديات والتصفح والنشر.
  • YaCy، يعجبني اسم الموقع، وهو تقنية محرك بحث لا مركزية، لأن محركات البحث أهم من أن تترك لغوغل وغيرها.
  • Bitcoin، العملة الرقمية التي بدأ الناس في جمعها واستخدامها بشكل فعلي في دول عديدة بل هناك حكومات تفكر في كيفية فرض ضريبة عليها.
  • Vole.cc، شبكة اجتماعية مثل تويتر لا مركزية وتعتمد على تقنية بتورنت.
  • WMN، اختصار لمصطلح Wireless mesh network أو بترجمة حرفية شبكة لا سلكية متناغمة، وهي ربط عدد كبير من الحواسيب لاسلكياً لتبادل الاتصالات والمحتويات، وهناك مدن حول العالم تملك مثل هذه الشبكات ويستخدمها الناس محلياً لتبادل الأخبار والتعاون على العمل التطوعي وتبادل المحتويات، لي مقالة لاحقة حول بعض هذه التجارب.
  • BitTorrent Sync، إن كان لديك حاسوبان أو أكثر يمكنك أن تجعلها تتشارك بالملفات فيحفظ كل جهاز نسخة من ملفات وهكذا تنتفي الحاجة لخدمات مثل Dropbox.
  • Hyperboria، شبكة عالمية لا مركزية.
هذه أمثلة لشبكات وتقنيات لا مركزية مختلفة وهذا قليل من كثير، بعض هذه المشاريع هدفها إيقاف اعتماد الناس على نقاط مركزية مثل غوغل أو تويتر أو شركات أخرى ونقل الخدمات من حيز الشركات إلى حيز المستخدمين، لكي يصبح المستخدم مسيطراً على كل شيء متعلق بالمحتويات التي يملكها وينتجها ولا يقع تحت رحمة شركات أو نقاط مركزية تفرض عليه ما لا يرغبه أو تجعله مجرد رقم تتابعه لتبيع بياناته للمعلنين.

في المقالة القادمة أتحدث عن بعض تجارب شبكات mesh أو الشبكات المتناغمة، هل هذه ترجمة مناسبة؟

مصدر الرسوم التوضيحية: ويكيبيديا

شبكات متناغمة: الإنترنت المجانية

$
0
0
كلمة "مجانية" ليست دقيقة هنا لأن هناك تكلفة ما لإنشاء شبكة لاسلكية متناغمة (mesh network) تتمثل في الأجهزة اللاسلكية التي تستخدم لإنشاء الشبكة والكهرباء التي تستهلكها هذه الأجهزة وهي أجهزة يمكنها العمل بطاقة الشمس لكن الألواح الشمسية تكلف المال كذلك، لكن بشكل عام يمكن إنشاء شبكة لاسلكية متناغمة بتكلفة قليلة.

ما هي الشبكة المتناغمة؟ هي ببساطة أسلوب لربط كل الحواسيب بكل الحواسيب في شبكة لاسلكية، أي حاسوب يمكنه التقاط بث الشبكة اللاسلكية وإرسال البيانات يمكنه الانضمام لهذه الشبكة والتي قد يتراوح حجمها ما بين 2 إلى أكثر من ألف حاسوب وقد تغطي مساحات كبيرة بحجم المدن وبالتالي يمكن لأي شخص في المدينة أن يتصل بأي شخص آخر في المدينة من خلال هذه الشبكة بشرط أن يكون داخل نطاق تغطية الشبكة اللاسلكية ويمتلك صلاحية الوصول لهذه الشبكة.

كيف يمكن إعدادها؟ هذا جانب تقني يفترض أن تكتب عنه مقالات عديدة، لكن يمكن الحديث عنه هنا بشكل مختصر، ببساطة يمكن إنشاء مثل هذه الشبكة بإعداد موجه لاسلكي (router) يمكنه ربط حاسوبين أو أكثر ببعضهما البعض ووضعه في مكان ما - سطح المنزل مثلاً - لكي تصل تغطيته لأبعد حد ممكن، وبإعداد موجهات أخرى لاسلكية على مسافات متقاربة يمكن ربط مزيد من الحواسيب ببعضها البعض من خلال تقنية واي فاي (Wi-Fi) وتشكل هذه الحواسيب شبكة يمكن من خلالها تبادل الملفات والاتصالات ولا يحتاج مستخدم هذه الشبكة أن يتصل بالإنترنت أو يدفع أي شيء لمقدم خدمة الإنترنت، بمعنى أن هذه شبكة موازية للإنترنت لكنها مجانية ونطاقها محدود بحجم التغطية اللاسلكية المتوفرة.

ويمكن تشكيل هذه الشبكة بدون موجهات لاسلكية من خلال الحواسيب نفسها، أي كل حاسوب يمكنه أن يصبح موجهاً لا سلكياً، هذا مفيد عندما يرغب شخصان أو أكثر بمشاركة المحتويات في مكان واحد، تصور مثلاً مهرجان يستمر لأيام ويمكن للجميع فيه تبادل الاتصالات والمحتويات محلياً دون الاعتماد على شبكة الإنترنت، أو مقهى ما يشجع مستخدمي الحاسوب فيه على أن يشكلوا شبكة محلية كل يوم، ويمكن كذلك تشكيلها من خلال الهواتف الذكية

هناك شبكات محلية عديدة حول العالم وقد قرأت مقالة تتحدث عن هذه الشبكاتوألخص جزء منها في نقاط:
  • في مدينة أثينا - عاصمة اليونان - شكل مجموعة من الناس شبكة لاسلكية متناغمة سريعة يستخدمها أكثر من ألف شخص.
  • الشبكة سريعة ويمكنها نقل البيانات بسرعة تتراوح ما بين 14 ميغابت و150 ميغابت وهذه سرعة كبيرة.
  • الشبكة مجانية وليس هناك أي تكلفة للمشاركة فيها.
  •  مستخدموها يتبادلون الملفات الكبيرة، محادثات الفيديو وغير ذلك دون أن يتصلوا بالإنترنت.
  • الشبكة تمتد لخارج أثينا ولجزر مجاورة.
  • يمكن لأي شخص أن ينضم للشبكة ويزيدها اتساعاً بإضافة نقاط اتصال لاسلكية.
  • في هذه الشبكة هناك مدونات ومنتديات نقاش وموقع إعلانات مبوبة.
  • هناك من طور محرك بحث لهذه الشبكة.
  • هناك من يعرض فيلماً ويشاهده في نفس الوقت المئات من الناس، تماماً كالتلفاز.
  • الناس يتشاركون بالمحتويات والأفكار والاتصالات ويتعرفون على بعضهم البعض بشكل أفضل بسبب الشبكة.
لاحظ أن هذه شبكة محلية لن تراها ما لم تكن في أثينا وتعرف كيف تصل لها، وهي شبكة تخدم الناس هناك ويستفيدون منها بطرق مختلفة، المقالة تكمل الحديث عن شبكات مماثلة في دول أخرى، هذه الشبكات يبدأها البعض للمشاركة بخطوط اتصال الإنترنت لكنهم يكتشفون أن الشبكة المحلية بين أفراد المجتمع فيها فائدة كبيرة كذلك وقد تصبح أكثر أهمية من مشاركة خط الإنترنت.

المقال يتحدث عن تجارب أخرى كذلك، تجربة في منطقة ريفية إسبانية تعب الناس فيها من انتظار شركة الاتصالات لكي تعطيهم اتصالاً بالشبكة فطوروا شبكتهم الخاصة ومن خلالها استطاعوا الوصول للإنترنت وعدد أعضاء هذه الشبكة يزيد عن 21 ألف شخص وهي أكبر شبكة لاسلكية متناغمة في العالم، تجربة أخرى في ولاية كانساس الأمريكية طورت فيها شركة ما شبكة محلية لإيصال الإنترنت لبيوت فقيرة مقابل مبلغ زهيد شهرياً، وهناك تجربة مماثلة في إفريقيالربط الناس بهذه الشبكات.

من مميزات هذه الشبكات أنه بالإمكان إعدادها في أي وقت وأي مكان وبمعدات بسيطة، تصور مثلاً منطقة كوارث فقدت كل وسائل الاتصال، يمكن في وقت قصير إعداد شبكة اتصالات محلية للمساهمة في جهود الإغاثة ثم للمساعدة على ربط الناس ببعضهم البعض.

هذه الشبكات تذكرني كثيراً بخدمات BBS وهي لمن لا يعرف هي شيء يشبه الشبكات لكن تستخدم خطوط الهاتف للاتصال، شخص ما يعد حاسوباً ليكون مقدم خدمة BBS ويضع خط هاتف أو أكثر للاتصال بالحاسوب، الناس الذين يعرفون رقم الهاتف الخاص بالخدمة يمكنهم استخدام حواسيبهم للاتصال بها ومن خلال الخدمة يمكنهم الدردشة مع الآخرين أو تبادل الملفات والرسائل أو النقاش، كانت هناك العديد من هذه الخدمات في دول مختلفة لكن بانتشار الإنترنت اختفت وانتهى أمرها، الآن شبكات mesh اللاسلكية تعيد الناس إلى الشبكات المحلية لكن بشكل آخر أكثر كفاءة.

لا زال هناك الكثير للحديث عنه في تقنيات الند للند وكذلك الشبكات المتناغمة، لكن أترك ذلك لمواضيع أخرى، وأترككم مع هذه الروابط لمن يريد القراءة أكثر في هذا المجال:
تبقى نقطة أخيرة: هل من تعريب أفضل لكلمة mesh network؟ سميتها شبكة متناغمة لكن أود أن أجد ترجمة أفضل.

لينكس، الألعاب ومنوعات تقنية أخرى

$
0
0
لم أكتب شيئاً منذ مدة ولدي بعض الأفكار المتفرقة أجمعها في هذا الموضوع.

(1)
ليس هناك شيء تفعله أبل دون أن يثير زوبعة في فنجان، كثير من النقاش والتحليل على أمور يفترض ألا تثير كثيراً من الجدل، آيفون 5 سي مثلاً يستخدم البلاستيك وهذا كما يبدو سبب كافي لكتابة آلاف التعليقات ومئات المقالات التي تحلل كل صغير وكبيرة في الأمر، حقيقة لم أعد أدري هل هناك أي فائدة من التذكير بأنه مجرد هاتف، وأبل مجرد شركة، أعني ما الذي يستفيده الناس من الدفاع عنها أو الهجوم عليها؟ عقلية التعصب لأندية الكرة انتقلت لعالم التقنية منذ سنوات، كما قلت سابقاً: التعصب أصله واحد وأشكاله مختلفة.

يبدو أن البعض نسي أن أبل نفسها صنعت آيفون يستخدم البلاستيكقبل آيفون 5 سي، والبعض أصيب بخيبة أمل عندما عرف سعر الهاتف الذي لن يكون رخيصاً كما كانت الشائعات تردد، لكنني شخصياً أفكر بجدية لأول مرة في اقتناء آيفون وخصوصاً 5 سي، أدرك أن الهواتف الذكية لا تعيش بطارياتها طويلاً لكن جهاز واحد يمكنه أن يغنيني عن وضع كاميرا وهاتف في جيبي وكذلك يمكنه أن يعمل كبديل لمنتجات مختلفة وهذا نوع من التبسيط.

يعتمد الأمر على سعر آيفون في أسواقنا، لا زلت أجد الهواتف الذكية الجيدة غالية السعر إلا بعض أجهزة نوكيا لوميا، لكل حادث حديث.

(2)
لوحات المفاتيح شيء قد لا يهتم به كثير من الناس لكنني أهتم كثيراً بتفاصيل لوحات المفاتيح، فمثلاً وجود زر ما في مكان خطأ أعتبره جحيماً لا يطاق، أن تكون هناك أزرار إضافية في لوحة المفاتيح هو أمر يزعجني إن كانت هذه الأزرار على يسار لوحة المفاتيح، لسبب ما وجود أي زر إضافي يسار لوحة المفاتيح يجعلني أخطأ كثيراً في الكتابة، الأزرار الإضافية يجب أن تكون في الزاوية العليا يمين لوحة المفاتيح بعيداً عن كل الأزرار الأخرى، ثم يجب أن تكون الأزرار نفسها ثقيلة وتحتاج أن تنزل مسافة طويلة بعض الشيء لكي أضغط عليها.

للأسف كثير من لوحات المفاتيح في السوق تحوي كل هذه العيوب وفوق ذلك أزرارها تجعلني أشعر بأنني أكتب على الإسفنج وهو شعور بغيض يجعلني أبتعد عن كل ما هو متوفر في السوق، الخيارات الجيدة متوفرة فقط في الشبكة وقد ظهر خيار جديد، وهو لوحة مفاتيح CODE، سعر اللوحة هو 150 دولاراً وهو ليس بالسعر الرخيص لشيء لا يهتم به أكثر الناس لكنه في رأيي أهم استثمار لأي شخص يستخدم الحاسوب للكتابة.

هناك لوحة مفاتيح Dasوهي أرخص قليلاً من كود وهناك Unicompوهي أرخص من داس وتدعم العربية كذلك، وهناك العديد من لوحات المفاتيح الموجهة لمحبي ألعاب الفيديو ومناسبة للكتابة.

أياً كان الحاسوب الذي تستخدمه، استثمر في فأرة جيدة ولوحة مفاتيح تناسبك وشاشة كبيرة بألوان زاهية، بالطبع هذا إن كنت تستخدم حاسوباً مكتبياً.

(3)
شركة فالف (Valve) أعلنت عن نظام SteamOSوهو نظام ألعاب فيديو يعتمد على لينكس، في رأيي هذا خبر مهم وسيكون له أثر في المستقبل، هذا إن نجحت شركة فالف في إقناع مطوري الألعاب ومصنعي معالجات الرسومات بتقديم دعم أفضل لنظام لينكس، ومبدأياً يبدو أن شركة فالف نجحت في ذلك.

لمن لا يعرف شركة فالففهي شركة تطوير ألعاب فيديو ولديها سلسلة ألعاب مشهورة مثل هافلايف (Half-Life) ولديها خدمة ستيم (Steam) التي تعمل كمتجر لبيع ألعاب الفيديو رقمياً وهي خدمة مشهورة حول العالم وبسببها أصبح لشركة فالف تأثير في السوق، وأضافت خدمة ستيم قسم بيع البرامج كذلك وهي خدمة تدعم أنظمة التشغيل لينكس وماك وويندوز، بمعنى آخر فالف لديها البنية التحتية جاهزة للمرحلة التالية وهي تحويل نظام لينكس إلى نظام ألعاب فيديو وهي تحاول ذلك من خلال نظام SteamOS.

سبق لشركة فالف أن طرحت برنامج Big Pictureوهو برنامج يحول الحاسوب لمنصة ألعاب يمكن ربطها بالتلفاز ويمكن أن تجرب الألعاب بدون لوحة مفاتيح بل باستخدام ما يسمى في ويكيبيديا العربية يد التحكم أو Game controller، وبعد طرح هذا البرنامج ازداد عدد الألعاب التي تدعم يد التحكم، هذه كانت خطوة تمهيدية قبل طرح نظام ستيم.

حقيقة أتمنى نجاح نظام ستيم لأنني أرغب أن يكون لينكس هو المنصة الوحيدة التي أحتاجها، ولا شك لدي أن هناك كثير من الناس يستخدمون ويندوز فقط لألعاب الفيديو وسيكون الانتقال إلى لينكس سهلاً عندما يجدون ألعابهم المفضلة تدعم لينكس.

(4)
لدي يقين أن القلم سينتشر أكثر كأسلوب كتابة على الهواتف والحواسيب اللوحية، المشكلة أجدها في الواجهات التي لم تصمم على أساس استخدام القلم، خذ مثلاً هاتف نوت من سامسونج، هاتف بشاشة كبيرة وقلم وواجهة لم تصمم من الأساس لكي تستغل القلم، يمكنك استخدام الهاتف بدون القلم ولن تكون هناك مشكلة، القلم هنا مجرد إضافة مجموعة خصائص ولم تتغير الواجهة جذرياً.

هذا ليس كافياً، في رأيي استخدام القلم يعني بالضرورة أن تصمم الواجهات من الأساس لكي يستخدم القلم في كل شيء، مثل جهاز أبل نيوتن الذي لا زال يحوي أفكاراً جيدة لم تطبق حتى اليوم في الهواتف الذكية.

جهاز نوت وجهاز LG Vuتبدو غير عملية خصوصاً جهاز أل جي بسبب حجمه ومقياس شاشته، لكن في الأسواق الآسيوية تجد هذه الهواتف رواجاً لأسباب ثقافية، اللغة الصينية واليابانية كذلك تحويان آلاف الرموز التي لا يمكن وضعها كلها في لوحة مفاتيح أو في شاشة والأسهل كتابة هذه الرموز، بسبب اللغة لا زال اليابانيون يعتمدون بشكل كبير على أجهزة الفاكسالتي تكاد تندثر في دول كثيرة.

بالأمس فقط اكتشفت جهازاً يسمى enchantMoon، حاسوب لوحي يستخدم القلم وواجهته مصممة من الأساس لتستخدم القلم، الجهاز يبدو أنه من صنع شركة يابانية فالموقع ياباني لكن يمكنك أن ترى الصور ومقاطع الفيديولترى طريقة عمل الجهاز، مما فهمته أن الجهاز يعتمد على فكرة الصفحات ويمكن ربط الصفحات ببعضها البعض من خلال الروابط، هناك متصفح ويمكن سحب أي محتوى من الشبكة لوضعه في الصفحات ويمكن للمستخدم برمجة الجهاز وإضافة الخصائص ويمكن التحكم بالجهاز والواجهة من خلال القلم، مثلاً كتابة أوامر لتفعيل خصائص، بمعنى آخر سطر أوامر حديث.

للأسف مثل هذا الجهاز نادراً ما يجد فرصة للخروج من اليابان لأسواق أخرى والأمثلة كثيرة، هناك عدة منتجات تعتمد على القلم للكتابة والتحكم صنعت وصممت في اليابان ولم تخرج إلى أسواق أخرى، لدي اهتمام كبير بأي جهاز يستخدم القلم، أجد القلم وسيلة طبيعية أكثر للتحكم بالحواسيب اللوحية وللرسم وللكتابة السريعة، أما الكتابة الطويلة فلوحة المفاتيح هي الأفضل.

(5)
أكتب حالياً آخر موضوعين لمدونة الطريق الأبسطوسأنشرهما قريباً، بعد ذلك لا مزيد من المواضيع، سبق أن توقفت عن الكتابة فيها مرة ثم عدت لكن هذه المرة لن أعود، النشرة البريديةبديل جيد للمدونة، كذلك سأتوقف عن الكتابة في مدونات أخرى لتبقى هذه المدونة ومدونة المنوعات من هنا وهناك.

(6)
سؤال "هل تعتبر ألعاب الفيديو فناً" لم يعد يستحق مزيداً من النقاش في رأيي خصوصاً بعد مجموعة من الألعاب التي أثبتت أنها فن يحرك المشاعر، السؤال يجب أن يكون متى تكون لعبة الفيديو فناً؟ أو ما هي ألعاب الفيديو التي تعتبرها فناً؟ شخصياً وجدت Dear Estherإحدى هذه الألعاب التي لا يختلف تأثيرها عن تأثير الكتب والروايات، وأنتظر لعبة Stanley Parableالتي تثير أفكاراً أدبية وفلسفية مختلفة.

مؤخراً جربت لعبة جورني (Journey) وهي في رأيي أجمل لعبة على الإطلاق حتى اليوم، ليس مستغرباً أن أقرأ تعليقات أناس على اللعبة وهم يتحدثون عن تأثرهم وبكاء بعضهم عندما أنجزوا اللعبة، البعض تأثر بجمال اللعبة والبعض تأثر بفكرتها، لا يمكن أن نقول بعد هذا أن الألعاب ليست فناً في حين أن لها تأثير الفن والأدب على الناس.

اللعبة بسيطة من ناحية الفكرة، أنت تتحكم بشخصية لا تاريخ لها وتبدأ في منطقة صحراوية وهدفك هو جبل بعيد يجب أن تصل له بعد تجاوز العقبات ولاحظ أقول شخصية وليس رجل أو امرأة لأنك تتحكم بشخصية تبدو كالإنسان لكنها ليست كذلك، اللعبة لا تحوي عنفاً بشعاً أو أي نوع من البشاعة بل هي جميلة في كل تفاصيلها، وهي سهلة ويمكن إنجازها بسهولة لكن ستحتاج لساعة تقريباً لفعل ذلك.

أجمل ما في اللعبة أنها تخبرك قصة بأسلوب بصري وصوتي وبدون أي نصوص، هذه لعبة يمكن حتى لمن لا يقرأ أن يجربها ويفهمها، وهي في رأيي دليل لمطوري الألعاب الآخرين أن القصص في الألعاب يمكن أن نفهمها دون نصوص مباشرة تخبرنا بالقصة، لا أعني هنا التقليل من شأن الكتابة فهي لا شك مهمة لكن كثير من الألعاب تستخدمها لأنها أداة سهلة بينما استخدام الوسائل البصرية والتفاعل يحتاج لتخطيط ووقت لإنجازه.

قلت لأخي بعد إنجاز اللعبة أنها تشبه كثيراً فكرة الحج ونهاية اللعبة تشبه فكرة التناسخأو عودة روح الإنسان إلى الأرض بشكل مختلف وهي فكرة معروفة في أديان مختلف وخصوصاً البوذية والهندوسية، لا شك لدي أن مصممي الألعاب يستلهمون بعض أفكارهم من الواقع ومن الفلسفة لكن يغيرونها لتناسب ألعاب الفيديو.

لدي الكثير لأقوله حول لعبة جورني لكن هذا الموضوع ليس مكانه المناسب، إن كنت تستطيع تجربة هذه اللعبة ففعل، سواء كنت تحب أو تكره ألعاب الفيديو، جرب اللعبة لأنها واحدة من الألعاب القليلة التي تستحق حقاً أن تجربها وهي لعبة تستحق أن أعتبرها أجمل لعبة على الأطلاق.

(7)
سبق أن تحدثت عن حاسوب رازبيري بايوهو حاسوب صغير يبلغ سعره تقريباً 90 درهماً وله استخدامات كثيرة، مؤخراً اكتشفت DukePadوهو حاسوب لوحي يستخدم رازبيري باي ومصمم بشكل جميل، الأجمل هنا أن هذا الحاسوب مفتوح المصدر ويمكنك أن تصنعه بنفسك إن أردت، النتيجة ستكون حاسوب لوحي حر ومفتوح المصدر يعمل بنظام حر وبرامج حرة.

تصنيع مثل هذا الجهاز كان في الماضي أمراً صعباً على الأفراد لكن الآن مع وجود برامج حرة مختلفة ومصادر تعليمية ومتاجر تبيع قطعاً إلكترونية مختلفة يمكن الآن تصنيع هذا الحاسوب اللوحي الحر، أجد هذه الفكرة مثيرة للحماس أكثر من أي حاسوب لوحي تنتجه أي شركة، فكر فقط بالإمكانيات والفرص المتوفرة لاستخدام جهاز رخيص مثل رازبيري باي، ربما يمكنني مثلاً تصنيع حاسوب الكتابة الذي كتبت عنه مرات عدة أشكوى عدم وجود واحد مناسب، وربما يمكنك أن تصنع جهازاً مناسباً لاحتياجاتك ولا تجد أي شركة تصنع شيئاً يناسبك.

نظرة سريعة على Keepnote

$
0
0

في الماضي كنت أستخدم برنامجاً يسمى KeyNoteلحفظ الملاحظات والمقالات وغير ذلك من المعلومات، لكن مطور البرنامج توقف عن تطويره وتوقفت عن استخدامه وأجد ذلك الآن نوع من الحماقة إذ أن البرنامج سيعمل بدون أي مشكلة في إصدارات مختلفة من ويندوز فلم أتوقف عن استخدامه ما دام أنه يلبي حاجتي؟ بعض الناس يستخدمون برامج توقف تطويرها قبل 10 أو 20 عاماً لأنها تلبي احتياجاتهم ولا يحتاجون لأي خصائص جديدة أو أي دعم فني.

ويبدو أن هناك من عاد لتطوير كينوت بنسخة جديدة اسمها KeyNote NFوهو الآن برنامج حر، وهو كما أذكر مطور بلغة باسكال، مجرد معلومة صغيرة أجدها مثيرة للاهتمام.

انتقلت إلى لينكس وفيه وجدت العديد من البرامج المصممة لحفظ الملاحظات لكن لم أجد شيئاً يناسبني، Zimكاد أن يكون البرنامج المناسب لكن لسبب ما أجهله لم أتقبله، لو كان هناك شيء منطقي أتحدث عنه هنا لفعلت لكنني أتحدث عن شعور لا أستطيع وصفه، عندما أجرب أدوات مختلفة وأجد البرنامج المناسب سأتحدث عن مبررات منطقية لذلك لكن في الحقيقة اختياري لا منطق له، هو مجرد شعور لا أكثر، وعدم تقبلي لبرنامج Zim ليس له مبرر، بالمناسبة هو برنامج رائع فجربه وله نسخة لنظام ويندوز.

مؤخراً وجدت برنامج حر وبسيط يشبه KeyNote في بعض خصائصه ووجدته برنامجاً يناسبني، KeepNoteمتوفر لنظام لينكس وويندوز وهو برنامج بسيط، يمكن للملاحظات أن تحوي روابط وصور ولقطات شاشة ويمكن ترتيب الملاحظات في مجلدات.

فائدة مثل هذا البرنامج تعتمد على استخدامك له وهو برنامج مرن يمكنك أن تستخدمه كما تشاء فليس هناك طريقة صحيحة أو غير صحيحة لاستخدامه، فالطالب مثلاً يمكن أن يستخدمه لحفظ ملخصات الدروس وروابط لمواقع ومراجع تفيده في الدراسة، شخص لديه هواية ما يمكنه أن يجمع الصور والروابط والملاحظات حول هوايته.

شخصياً أستخدمه لجمع كل شيء في مكان واحد:
  • تنظيم وكتابة محتويات موقعي الشخصي.
  • جمع معلومات وكتابة ملاحظات حول تعلم اللغة اليابانية.
  • خصصت مجلداً للأفكار التي قد أريد تنفيذ بعضها أو الكتابة عنها.
  • جمع وصفات لأكلات ووجبات خفيفة صحية.
هذه بعض استخداماتي للبرنامج.

إن كنت تريد برنامج تستخدمه في حاسوبك وهاتفك الذكي أيضاً فهناك خيار Evernote، البرنامج يمكنه أن يجعلك تتخلى عن الأوراق إن أحسنت استخدامه، أي ورقة غير مهمة أو غير ضرورية من ناحية قانونية يمكنك تحويلها لنسخة رقمية وحفظها في هذا البرنامج، وصدقني تنظيم الأوراق رقمياً أفضل وأسهل بكثير، وخدمة إيفرنوت تقدم خاصية حفظ المعلومات في مزود على الشبكة وهذا ما يجعل بياناتك متوفرة في أي هاتف أو حاسوب يشغل البرنامج وإيفرنوت تدعم ويندوز وماك ومنصات هواتف مختلفة.

هل تستخدم برامج مماثلة؟ أخبرني عنها.

استخدامات لمفاتيح التخزين المهملة

$
0
0
Dead Drops by Aram Bartholl @ #isthemessage in Kunstenlab
مصدر: Harco Rutgers
ابحث في المنزل عن مفتاح تخزين مهمل أو ما يسمى بالإنجليزية USB flash، تلك الأجهزة الصغيرة التي توزع بين حين وآخر في مناسبات تقنية مختلفة، أو يشتريها بعضنا على أمل استخدامها لكن لا نستخدمها إلا قليلاً ثم نهملها لتجمع الغبار في مكان ما، إبحث عن هذه المفاتيح ولا يهم إن كانت قديمة أو تحوي مساحة تخزين صغيرة، فقط اجمعها وبإمكانك فعل أشياء مختلفة بهذه الأجهزة الصغيرة.

في البداية أنصح باستخدام لينكس عند التعامل مع مفاتيح التخزين فلا تدري إن كان أحدها يحوي برامج خبيثة قد تضر جهازك الذي يعمل بنظام ويندوز، هذا ما فعلته مرة مع أحد مفاتيح التخزين الذي فقد صاحبه الأمل في استرجاع ما فيه من مئات الصور لكنني أخبرته أن محلات صيانة الحاسوب لا يفقهون التعامل مع أساسيات تقنية بسيطة ووعدته أن أرجع له الصور وهذا ما فعلت، شكراً لنظام لينكس، استطعت نسخ الملفات ثم إعادة تهيئة مفتاح التخزين ثم إعادة الصور له وبهذا تخلصت من الفايروس الذي كان ينتقل من جهاز لآخر ويمنع نظام ويندوز من الوصول لملفات موجودة في المفتاح.

في البداية تأكد أن مفاتيح التخزين لا تحوي أي ملفات وإن كانت تحوي ملفات قديمة لك فقرر ما ستفعله بهذه الملفات، انقلها أو احذفها واجعل المفتاح خالياً من الملفات، الآن هذه المساحة الفارغة ستكون مناسبة لفعل الكثير.

الفكرة الأساسية هنا أن مفاتيح التخزين هذه هي وسيلة لإنشاء شبكة نقل ملفات بطيئة وسريعة، وهي أيضاً شبكة شخصية وأكثر خصوصية، لنقل مثلاً أنك تريد نقل ملفات بحجم 30 غيغابايت من حاسوب لآخر في الشبكة لكن الاتصال لديك ليس سريعاً كفاية وهذه العملية ستستغرق أياماً لكي تنجزها، مفتاح التخزين هنا حل أسرع من الشبكة، وبالمناسبة كثير من المؤسسات حول العالم بما فيها غوغل تستخدم السيارات أو الشاحنات كوسيلة نقل محتويات أسرع من الشبكة خصوصاً عندما تكون البيانات كبيرة الحجم حقاً.

ثم هناك موضوع الخصوصية، بدلاً من تبادل الملفات في الإنترنت يمكنك تبادلها خارج الإنترنت من خلال مفاتيح التخزين، طريقة ليست بمرونة وسهولة المشاركة في الشبكة لكنها على الأقل تعالج جزء من مشكلة الخصوصية في الشبكة، وإن كنت محظوظاً بأناس لديهم نفس اهتمامك وجديتك في تبادل المعلومات والمعرفة ستكون هذه الشبكة المحلية مفيدة فعلاً، لا يمكن لفرد واحد أن يشكل شبكة.

نقطة ثالثة هي نقل المحتويات والمعرفة إلى من لا يملك اتصالاً بالشبكة، لا بد أن هناك كثير من الحواسيب التي لا تتصل بالشبكة لسبب ما، قد تكون في مناطق نائية بعيدة عن المدن الكبيرة أو ببساطة لا يملك أصحابها تكلفة المشاركة في الشبكة، فائدة هذه الحواسيب تزداد بربطها بأي شبكة حتى لو كانت شبكة مفاتيح تخزين تتبدل ملفاتها كل فترة.

هناك استخدامات عديدة لمفاتيح التخزين مثل وضع نظام لينكس فيهاوهذا أمر مفيد لمن يريد أن يحمل معه البيانات بلا حاسوب ويريد لها أن تكون في نظام تشغيل خاص به، أو يستخدمه كوسيلة لإصلاح حواسيب الآخرين وهذا واحد من أفضل استخدامات لينكس، لا أذكر كم مرة استعنت بلينكس لإصلاح حواسيب الآخرين أو إنقاذ ملفاتهم، كثير من محلات الحاسوب ليس لديهم أدنى فكرة عن لينكس وعندما لا يستطيعون التعامل مع ويندوز يكون حلهم الوحيد هو "فورمات" وحذف كل شيء وإعادة تثبيت النظام من الصفر، كم من ملفات ضاعت بسبب جهل أصحاب هذه المحلات؟

استخدام آخر لمفاتيح التخزين بأن تضع فيها برامج مختلفة، أذكر فترة لم يكن لدي حاسوب واستخدمت مفتاح تخزين ووضعت فيه متصفحاً وبرامج أخرى وكنت أستخدم هذه البرامج في حواسيب الآخرين بدلاً من استخدام برامجهم أو تثبيت برامج لا يريدونها.

لكن هذه الاستخدامات شخصية تفيد شخصاً واحداً، ما يهمني أكثر هو تشكيل شبكة من الناس وأن تصبح مفاتيح التخزين وسيلة نقل ثقافة ومعلومات ووسيلة تواصل بين الناس، أن يضع المرء أعماله سواء كانت أعمالاً فنية أو كتابة أو مقاطع صوتية أو مرئية، أن يسوق المرء منتجاته وخدماته، لم لا؟ بدلاً من بطاقة أعمال يمكن لمفتاح التخزين أن يقدم معلومات أكثر عنك وبالصوت والصورة.

بعد ما فعله سنودن بكشف المستور بدأ أناس في البحث عن حلول جدية لإنشاء شبكات بعيدة عن الشركات الكبرى وكذلك مقدمي خدمة الإنترنت، إنشاء شبكة بديلة للإنترنت وغير مركزية فكرة مطروحة هنا لكنها بعيدة المنال لأسباب مختلفة، لذلك البعض يرى أن الحل حالياً هو التركيز أكثر على شبكات محلية غير مركزيةوهذه يمكن أن تأتي بأشكال مختلفة ومنها شبكة مفاتيح التخزين.

أحدهم جاء بفكرة تسمى بالإنجليزية Dead dropsوالترجمة الحرفية هنا ستكون مريعة، الفكرة ببساطة هي وضع مفتاح تخزين في جدار ما بعيداً عن أعين الناس، من أراد وضع ملفات في هذا المفتاح أو تنزيل ملفات منه فعليه أن يأتي بحاسوبه ويربطه بالمفتاح، بالطبع هناك مخاطرة لمن يستخدم نظام ويندوز إذ أن المفتاح قد يحوي برامج خبيثة تعمل مباشرة بوصل المفتاح إلى الحاسوب، لذلك أنصح دائماً بنظام لينكس، أو على الأقل نظام ماك، أو إذا كنت تعرف كيف تستخدم ويندوز وتحمي نفسك ففعل ذلك لكن لا تربط أي جهاز ويندوز دون حماية مسبقة.

البعض طور الفكرة لتصبح لاسلكية وسميت WiDrop، مفتاح التخزين أصبح هنا نقطة لاسلكية يمكنك الاتصال بها من خلال تقنية WiFi وهي متوفرة في كثير من الهواتف وفي معظم الحواسيب النقالة، تتصل بهذه النقطة لتنزل ملفات وترفع ملفات وإيجابية مثل هذه النقاط اللاسلكية أن حجمها يمكن أن يكون أكبر بكثير من أي مفتاح تخزين ويمكن للعديد من الأشخاص الاتصال بها في وقت واحد مما يعني شبكة محلية يمكن استخدامها للمراسلة والنقاش.

هناك من كتب درساً عن طريقة إنشاء WiDrop، ويجب أن أضع كذلك رابطاً لتطبيق unCloudالذي يحول حاسوبك لنقطة اتصال لاسلكية يمكن للآخرين الاتصال بها لرؤية الملفات التي تضعها للمشاركة.

هذه مجموعة أفكار لاستخدام مفاتيح التخزين وللمشاركة بالملفات مع الآخرين بعيداً عن الإنترنت، التركيز على الشبكات المحلية سيزداد خلال الفترة القادمة وهذه الشبكات ستكون أكثر فائدة للناس لأنها مرتبطة بواقعهم واحتياجاتهم وتعكس ثقافتهم الخاصة، لدي اهتمام بهذا الموضوع وكل ما كتبته هنا مجرد أفكار مبعثرة لما قرأت عنه بالأمس.

صندوق القراصنة

$
0
0

في الموضوع السابق تحدثت عن إنشاء شبكة معلومات بطيئةباستخدام مفاتيح التخزين ونسيت أن أضع في الموضوع فكرة صندوق القراصنة، فكرة الصندوق بسيطة، هو حاسوب بنقطة اتصال لاسلكية وبرنامج يسمح للمتصلين به أن يتبادلوا الملفات وهناك خاصية الدردشة، يمكن تحويل أي حاسوب نقال إلى صندوق للقراصنة أو يمكنك استخدام قطع مختلفة تضعها في صندوق مثل حاسوب رازبيري بايوقطع أخرى.

صندوق القراصنة يعتمد على برامج حرة والبعض نقل هذه البرامج إلى هواتف تعتمد على لينكس وما أكثرها، أي هاتف آندرويد يعمل بنواة لينكس وبالتالي يمكن تثبيت برنامج صندوق القراصنة عليه، بمعنى آخر أي جهاز يعمل بنظام لينكس يمكنه أن يتحول لصندوق القراصنة.

إذا كانت لديك خبرة تقنية جيدة وتعرف كيف تتعامل مع لينكس يمكنك أن توسع فكرة صندوق القراصنة ليحوي ما تشاء من البرامج، مثلاً يمكنك أن تضع فيه برنامج التدوين ووردبريس لتكون لديك مدونة أو تسمح للآخرين بإنشاء مدوناتهم، يمكنك أن تضع معرض صور أو منتدى أو برامج دردشة مختلفة أو برامج تحرير وثائقوتجعل صندوق القراصنة محطة عمل تعاونية متنقلة.

تصور أنك في رحلة ما مع مجموعة من زملاء العمل وعليكم إنجاز مشروع ما ويتضمن الأمر وثائق وصور وتقارير، كل واحد لديه حاسوب وطريقة نقل الملفات بينكم تكون من خلال مفاتيح التخزين، هذه طريقة غير عملية، الأجدى تحويل أحد الحواسيب إلى مزود أو إنشاء صندوق قراصنة ليؤدي هذه الوظيفة، تكوين شبكة سريعة بين الحواسيب حتى لو كانت بين حاسوبين فقط هو أمر عملي ويختصر شيئاً من الوقت والجهد، والشبكات تزداد فوائدها بازدياد عدد المتصلين بها.

هذه هي الفكرة، يمكنك تخيل استخدامات كثيرة لمثل هذا الصندوق، هل لديك أي تصور لكيفية استخدامه؟

الوقف بدأ يغطي التكاليف

$
0
0
في هذه الأيام المباركة أود أن أتحدث عن أمر صغير، سبق أن كتبت عن رحلاتي إلى الهند في مواضيع كثيرة، السبب الرئيسي لسفري الأول كان رغبتي أن أرى ما فعله أبي رحمه الله في الهند، فقد تبرع لبناء مسجدين ومدرسة وأردت أن أراهما وكانت رحلة خير عرفت فيها عالماً مختلفاً وأتمنى أن أعود إلى هناك في رحلة رابعة.

المهم هنا أن أحد المساجد بني في منطقة جبلية تسمى أبو المنارورأى أبي أن يشتري أرضاً زراعية قريبة من المسجد تخصص كوقف للمسجد فتغطي أي تكاليف مثل راتب الإمام والمؤذن وأي شيء يحتاجه المسجد، في وقت زيارتي للمسجد والمزرعة كانت المزرعة في بداياتها والأشجار لم تزل صغيرة وبحاجة لعناية، قبل أيام عاد داوود من الهند ليخبرني أن الأشجار أصبحت كبيرة وأشجار المطاط بإمكانها الآن أن تنتج المطاط ليباع ويصبح مصدر دخل للمسجد وبالفعل المزرعة تكفي حاجات المسجد المالية.

زيارتي الأولى للهند كانت قبل أكثر من 3 سنوات، احتاجت المزرعة لكل هذا الوقت لكي تبدأ في تغطية التكاليف، هذا كل ما أردت الحديث عنه هنا، وهذه صور للمسجد والمزرعة.

My father's masjid
واجهة المسجد
My father's masjid
المسجد من الداخل

farm
مزرعة المسجد عندما زرتها، الآن أشجار المطاط تعلو أشجار الموز

اقتصاد المشاركة

$
0
0
ملاحظة: هذا موضوع أرسلته بالأمس إلى مشتركي نشرة الطريق الأبسط، أنشره هنا لأهمية الموضوع.

في الماضي القريب كان الناس أكثر تشاركاً بالموارد، أذكر مثلاً أن العلاقات بين الجيران كانت أكثر متانة مما هي عليه اليوم، كان من الطبيعي أن يتعاون الجار مع جاره في أمور مختلفة، مثلاً بيت يملك سيارة يستخدمها الجيران كذلك فيذهب أبناء البيت مع أبناء الجيران إلى المدرسة في سيارة واحدة، أذكر كذلك تبادل أشرطة الكاسيت والفيديو وألعاب الفيديو وبرامج الحاسوب بل والألعاب على اختلافها، أذكر تبادل الصحون إذ يرسل كل جار إلى جاره طعاماً.

هذه الصورة اختفت معالمها إلا في أوقات قليلة مثل رمضان، لكن غير ذلك لم أعد أجد أي نوع من الترابط الاجتماعي الذي كان سائداً في الماضي، بالطبع أنا أتحدث عن واقع أعيشه وقد يكون واقعك مختلفاً.

بل قد تجد أفراد العائلة الواحدة يبتعدون عن المشاركة ويحاول كل شخص منهم أن يستقل بنفسه، فيشتري كل واحد منهم تلفازاً لغرفته، ثلاجة، حواسيب وألعاب فيديو وأجهزة إلكترونية مختلفة كالحواسيب المحمولة ومشغلات صوتية وغير ذلك، أدوات رياضية مختلفة، أطعمة مختلفة يضعها في الثلاجة وخارجها، ربما صحون وملاعق وما يحتاجه المرء لكي يأكل، سيارة خاصة، مكتبة خاصة، البيت يصبح مجرد مكان إقامة لا أكثر، ليس مستغرباً أن تجد في كل بيت العديد من أجهزة التلفاز وصحون مختلفة لالتقاط البث الفضائي، اشتراكات للإنترنت متعددة، ثلاجات عديدة وسيارات مختلفة.

هذا نوع من الإسراف وهو لا شك تعقيد للحياة وزيادة تكاليفها، لأن كل فرد يريد لنفسه ما عند الآخرين بدلاً من التفكير في المشاركة بالموارد، لأن التعامل مع الأشياء أسهل من التعامل مع الناس، المشاركة تتطلب تعاوناً وتفاوضاً دائمين، المشاركة تعني أن المرء عليه أن يمارس مهاراته الاجتماعية كل يوم لأنه سيواجه تضارباً بين الرغبات وأفعال الناس وتصرفاتهم.

المشاركة بالموارد هي إحدى الحلول المهمة والأساسية للكثير من مشاكل هذا الكوكب، الأمر لا يتعلق بالتبسيط فقط لكن بالبيئة والترابط الاجتماعي، اقتصاد المشاركة فكرة بدأت بالانتشار أكثر في الغرب وستصلنا بطرق مختلفة لكن في الحقيقة يفترض بنا كمسلمين وعرب أن ندرك أن حياتنا الاجتماعية في الماضي وثقافتنا تعتمد كثيراً على المشاركة وإن لم نكن نسميها بهذا الاسم، بإمكاننا الاستفادة من أفكار غربية كثيرة لكن ثقافتنا يجب أن تكون هي الأساس، الإيثار والصدقة والزكاة والتراحم بين الناس، كل هذه القيم هي من أصل ثقافتنا.

صور المشاركة مختلفة وهناك أفكار كثيرة، خذ على سبيل المثال المكتبات العامة، فهي موارد مهمة يتشارك فيها كل من يستخدم المكتبة، وهي مكان يوفر فرصة للتثقيف والتعليم لكل الناس وهي مكان لقاء وترابط اجتماعي يدور حول الثقافة والكتب والمصادر الأخرى، بإمكان الناس تبسيط حياتهم بعدم تكوين مكتبة خاصة بهم والاكتفاء بمكتبة عامة وهذا ما يفعله كثير من الناس في الغرب إما باختيارهم أو مضطرين لأنهم لا يملكون تكلفة إنشاء مكتبة خاصة في المنزل، والأمر لا يختلف هنا كثيراً، المكتبة العامة لها قيمة عالية وفائدة كبيرة لكل من يستخدمها وفوائدها تتعدى نشر الثقافة لأنها تعطي فرصة لمن لا يملك ثمن شراء الكتب والموارد الأخرى.

الآن هناك نوع آخر من المكتبات بدأت بالظهور والانتشار وهي مكتبات الأدوات، هذه المكتبات تحوي أدوات بسيطة كالمطرقة والمنشار وأدوات الزراعة والمعاول وغير ذلك مما يمكنك تصوره، المفيد هنا في مثل هذه المكتبة أنها تعطي فرصة للمشاركة بهذه الأدوات، كثير من الناس لا يحتاجون هذه الأدوات إلا قليلاً لكنهم يتشرونها ويحتفظون بها دون استخدام إلا قليلاً، أليس من الأفضل المشاركة مع الآخرين بمثل هذه الأدوات؟ المشاركة ليست سهلة إذ أن البعض يهمل في استخدام الأدوات ولا يحافظ عليها والبعض لا يعيدها لكن هذا ثمن يستحق تحمله مقابل تبسيط حياة الناس وتقليل التكلفة عليهم.

في يوم ما قد ترغب في تعلم النجارة وإنشاء طاولة خاصة بك، هذه المهمة تتطلب أدوات عديدة لكنك لا تريد أن تفعل ذلك كهواية دائماً لأنك فقط تريد طاولة خاصة بك، الخيار الاستهلاكي هو أن تشتري كل ما تريده وأكثر وتحتفظ بكل هذه الأدوات عندما تنتهي من استخدامها، والخيار الأبسط هو أن تستأجر هذه الأدوات لمدة محدودة ثم تعيدها فلا تأخذ مساحة من بيتك ولا تكلفك الكثير.

نوع آخر من المشاركة بدأ بالانتشار عالمياً وهو المشاركة بالسيارات، شيء أتمنى أن يحدث هنا في أبوظبي لأنه سيكون دافعاً لي لكي أستخرج رخصة قيادة سيارة، هناك ما يقرب من ألف مدينة لديها برنامج للمشاركة بالسيارات، الفكرة بسيطة وهي أن يشترك المرء في هذا البرنامج فيكون له حق استئجار السيارة فيأخذها من أحد المواقف الخاصة بها ويستخدمها كما يشاء ثم يعيدها إلى أحد المواقف الخاصة بها ويتركها هناك، هذه العملية لا تتطلب تدخل أي شخص آخر، المشترك لا يجب عليه أن يفكر بالوقود أو الصيانة، يمكن للمشترك أن يستخدم السيارة لمدة قصيرة أو طويلة بحسب حاجته لكن لا شيء يجبره أن يدفع مبلغ استخدام يوم كامل.

هناك برامج مماثلة للمشاركة بالدراجات الهوائية وفي مدن مختلفة، ووسائل النقل العام كالقطارات والمترو والحافلات والترام كلها تعتبر برامج مشاركة ومؤسف أن هناك مدن عديدة لا تهتم بتطوير هذه الوسائل أو حتى استخدامها في حين أن العائد من وسائل النقل العامة سيكون إيجابياً على اقتصاد المدينة وسيوفر على الناس العديد من التكاليف.

المشاركة لها أشكال كثيرة وهذه بعضها:
  • المشاركة بالمزارع، أو المجتمعات التي تدعم المزارع، رأيت مرة برنامجاً عن تجارب يابانية، إذ يشتري مجموعة من الناس أرضاً زراعية قريبة من المدينة أو حتى داخل المدينة، يزرعونها ويتشاركون في الحاصل من الخضروات والأعشاب بدلاً من شرائها من المحلات.
  • المشاركة بالخبرات والتعليم، هناك مواقع ويب محلية كثيرة يتعاون فيها الناس على نشر التعليم والخبرات، يتبرع كل شخص بخبراته ومهاراته ليقدم دورات ومحاضرات، المدارس والجامعات والمؤسسات على اختلافها تطلب هذه المهارات والمواقع تنظم عملية التواصل بين من يملك المهارة ومن يحتاجها.
  • مكتبات الأدوات ومكتبات الكتب، سبق أن تحدثت عنها، كذلك مكتبات من أي نوع، هناك مثلاً متاجر تؤجر أجهزة ألعاب الفيديو! أو أجهزة إلكترونية مختلفة، بدلاً من شراء تلفاز تستأجره لمدة محدودة.
  • المشاركة بسيارتك، سبق أن تحدثت عن المشاركة بالسيارات لكن ما أعنيه هنا أن تشارك بسيارتك آخرين، مثلاً تذهب إلى العمل مع زملاء العمل في سيارة واحدة، أو تتفق مع زملائك على المشاركة بالسيارة لأغراض محددة، تشتركون في تكلفة الوقود وتجدون الصحبة في الطريق.
  • المشاركة في بناء حي، يتعاون الناس هنا لبناء وإدارة مرافق الحي وتنظيم شؤونه، الفائدة هنا أن تكون مجتمعاً صغيراً مترابطاً من الجيران.
  • البرامج الحرة والمفتوحة المصدر نوع من المشاركة بالموارد، يطورها البعض ليستخدمها الجميع.
  • خدمة Airbnbتتيح للناس المشاركة ببيوتهم، يمكنك من خلال الخدمة أن تجد غرفة في مدن كثيرة، استئجارها سيكون أرخص من استخدام الفنادق، ومثلها خدمة Couchsurfing.
  • خدمة TaskRabbitتتيح للناس أن يقدموا أوقاتهم مقابل المال لإنجاز أعمال الآخرين، قرأت مرة قصة شاب فقد وظيفته لكن بدأ يعمل للآخرين من خلال هذه الخدمة وأصبح يجد عمله الجديد أفضل من عمله السابق، لتنوعه ولأنه على اتصال بالناس يومياً ويساعدهم وفي نفس الوقت يحصل على مبلغ يكفيه لكي يعيش.
هذه بعض أنواع المشاركة، ليس لدي نصائح مباشرة لك لتطبقها على حياتك العملية، لكن حقيقة لا أظنك بحاجة لأي نصيحة مباشرة، أنت أدرى بواقعك وما يمكنك فعله، المبدأ بسيط والتطبيقات كثيرة: المشاركة بالموارد أبسط وأفضل للجميع، أم التطبيقات فحقيقة لا يوجد حد لها، فكر بما يمكنك فعله على المستوى الشخصي والعائلي وعلى مستوى المؤسسة التي تعمل فيها والحي الذي تعيش فيه.

إضافة
هذه قائمة بكتب تدور حول موضوع المشاركة:

من ذكريات أميغا

$
0
0
حديث الذكريات مرة أخرى، هذه المرة مع حاسوب أميغا الذي ذكرني به الأخ محمد طاهرعندما أشار إلى كتاب Sensible Softwareوهو كتاب عن شركة أنتجت العديد من ألعاب الفيديو لأجهزة مختلفة لكنها في ذاكرتي مرتبطة بجهاز أميغا 500، أحد أفضل الحواسيب التي استخدمتها وأكثرها تميزاً، هذا الحاسوب كان حقبة مميزة وقصيرة متخمة بألعاب الفيديو وقبل أن يسيطر ويندوز على الحواسيب، كانت هناك أجهزة متنافسة كثيرة في السوق وكل واحد منها متميز بشيء ما ولم تكن هذه الأجهزة متوافقة مع بعضها البعض، لم تكن هناك معايير تسمح بتبادل الملفات بين هذه الحواسيب لاختلاف الأجهزة والأنظمة والبرامج، الأسلوب الوحيد لتبادل الملفات أن يكون لديك نفس الحاسوب الذي يملكه الآخرون، وأميغا 500 كانت لفترة هو الحاسوب الذي يملكه الجميع .. أو هكذا أتذكره، لذلك لا بد من عودة إلى ما قبل أميغا.

البداية كانت مع أتاري 2600 جهاز ألعاب الفيديو العجيب، إلى الآن أتذكر أول مرة رأيت فيها أخي وهو يستخدم جهاز التحكم ليحرك الصورة في الشاشة، وفي الشاشة هناك مربعات ومستطيلات ترسم راعي بقر ومربعات أخرى ترسم مسدساً يطلق مربعاً عرفت أنه رصاصة، في الشاشة هناك راعيا بقر وفوقهما كل واحد منهما رقم صفر، عندما يضرب أحدهما الآخر برصاصة مربعة يرتفع الرقم ليصبح واحداً، راعي البقر أحرز نقطة.

هذه الصورة لم تحتج أكثر من ثواني قليلة حتى أفهمها، كان المشهد كالسحر العجيب، أذكر بعد ذلك كيف كانت أغلفة الألعابتثير الخيال مع أن الصورة في الشاشة لا يمكن لها أن تحقق تصور الغلاف مهما حاول المبرمج فعل ذلك لكن كل هذا لا يهم، أنا أتحكم بطائرة وأدمر سفناً وطائرات، أو أتحكم بدبابة وأضرب دبابة أخرى بقنابل مربعة، كانت هذه بداية سلسلة من الحواسيب وألعاب الفيديو التي تشكل جزء لا بأس به من الماضي.

بعد ذلك رأيت حاسوب كومودور 64وقد كان قفزة كبيرة مقارنة بأتاري مع أنه كان يستخدم معالجاً لا يختلف كثيراً عن معالج أتاري لكن كومودور أضافت قطعتان لحاسوب 64، إحداهما VIC-IIوقد كانت مسؤولة عن توفير دقة أعلى للرسومات وألوان أكثر والقطعة الثانية كانت SID 6581المسؤولة عن إنتاج الصوت، الإضافتان جعلت حاسوب كومودور أكثر غناً من أتاري من ناحية الرسومات والأصوات، أضف إلى ذلك السعر الرخيص وستفهم لم بقي هذا الحاسوب يصنع ويسوق حتى عام 1994 ولا زال كثير من الناس يحتفظون بهذه الحواسيب ويستخدمونها.

ثم جاء حاسوب آي بي أم أو بالتحديد IBM XT، أحد أبناء الجيران اشترى واحداً وقد كان مختلفاً، صندوق كبير وشاشة فوق الصندوق، من ناحية كان يبدو الجهاز أفضل جودة ويبدو احترافياً ومن ناحية أخرى كان يقدم عدد ألوان أقل وأصوات بدائية من سماعته الفقيرة، لكن كل هذا لم يكن مهماً، كانت ألعاب الفيديو لهذا الحاسوب ممتعة إلى حد الإدمان أحياناً.

خذ على سبيل المثال لعبة كرة السلة Lakers vs. Celticsالتي كانت تعرض بأربع ألوان، قارن هذا بملايين الألوان في ألعاب اليوم، كنا في ذلك الوقت مهووسين برياضة كرة السلة، نلعب السلة في ساحة منزل الجيران ثم نلعبها في الحاسوب وفي كل يوم ثلاثاء نشاهد مبارة من الدوري الأمريكي تعرضها قناة 33 من دبي.

بعد فترة جاء أميغا 500والفرق بينه وبين جهاز آي بي أم كان كبيراً، فمثلاً جهاز آي بي أم كان يدعم 16 لوناً فقط وحتى هذه الألوان لا يستطيع عرضها كلها في نفس الشاشة بل يجب اختيار 4 ألوان فقط، هذا أدى إلى ظهور ألعاب بألوان عجيبة لا زلت أذكرها إلى اليوم، أما أميغا فهو يدعم مستويات عدة من الدقة والألوان ويمكنه عرض ما بين 16 إلى 32 لوناً دفعة واحدة وهذا من بين 4096 لوناً، أضف إلى ذلك قدرات صوتية هائلة مقارنة بجهاز آي بي أم وكذلك إمكانية وصل أميغا بالتلفاز وسيكون لديك حاسوب مثالي لألعاب الفيديو وقد كان هناك الكثير منها.

كنا نذهب إلى محلات الحاسوب وفي كل محل يكون هناك عادة حاسوب أميغا مع مجموعة كبيرة من الأقراص المرنة التي تحوي ألعاباً مختلفة، كنا نجلس أمام الحاسوب ونجرب الأقراص وما يعجبنا منها نطلب نسخه، نعم القرصنة أقدم من برامج ويندوز وفوتوشوب!

أذكر زياراتنا لمركز تجاري وهو حامد سنتر وقد كانت أبوظبي في ذلك الوقت خالية من المراكز التجارية الكبيرة المعروفة اليوم، المهم أن هذا المركز التجاري كان يحوي صالة ألعاب فيديوومجموعة محلات حاسوب ولا زال حتى اليوم يحوي العديد من محلات ألعاب الفيديو والحاسوب، المهم هنا أن أحد المحلات كان اسمه ماي كمبيوتر - إن لم تخني الذاكرة - وأذكر جيداً واجهته الحمراء والحواسيب المعروضة خلف الزجاج، كان أحدها بشاشة صغيرة يعرض رسومات لا تتوقف:



كنا نقف أمام المحل قبل أن يفتح بابه وكنت أستمتع كثيراً بهذه الرسوم المتحركة، المحل من الداخل كان صغيراً وفي زاوية منه طاولة خاصة بحاسوب أميغا تحوي درجاً فيه العشرات من ألعاب الفيديو، أذكر أنني وأخي كنا نجلس أمام هذا الحاسوب ونجرب الألعاب ونختار منها ما نريد.

من بين الألعاب التي أذكرها:
  • Silk Worm (فيديو)، كنت ألعب مع زميل وكنت أختار الطائرة دائماً لأنها أسهل!
  • SWIV (فيديو)، الجزء الثاني من اللعبة السابقة، هذه المرة كنت أفضل السيارة لأنها أسهل!
  • Magic Land Dizzy (فيديو)، لعبة مغامرات وواحدة ضمن سلسلة مشهورة من الألعاب.
  • Italy 90 Soccer، لعبة كرة أقدم أذكرها جيداً لارتباطها بكأس العالم 1990.
  • Flashback (فيديو)، واحدة من الألعاب التي ما زالت جميلة حتى اليوم.
هذه مجرد أمثلة، لو أردت أن أضع كل الألعاب التي أذكرها سأضطر لكتابة موضوع خاص بها، المهم هنا أن فترة أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي كانت فترة ألعاب فيديو لأجهزة عديدة وأفضلها كان أميغا، ثم حدث شيء ما جعله يختفي من الساحة ببطء، أتذكر أن هناك عطل ما تكرر في بعض أجهزة أميغا وفي نفس الوقت أجهزة الحاسوب (PC) بدأت تتحسن وتصبح أرخص سعراً وتعمل بنظام واحد ومعايير واحدة، أميغا اختفى من السوق ولم يعد له أثر.

حول العالم ما زال هناك كثير من الناس لديهم ما يشبه الوفاء لأميغا، لا زال البعض يطور أنظمة أميغا أو أنظمة مماثلة له، فهناك نظام Amiga OS 4الذي ما زال يطور حتى اليوم وهناك مشروع نظام حر AROSالذي صمم ليكون متوافقاً مع نظام أميغا لكن يطور جوانب كثيرة ويعمل على الحواسيب المنتشرة اليوم.

لكن إن أردت تجربة ألعاب وأنظمة أميغا في حاسوبك وفي نظام ويندوز أو ماك فهناك Amiga Foreverالذي يضم مجموعة من المحاكيات والبرامج والصور ومقاطع الفيديو لكل شيء متعلق بأجهزة أميغا ويحوي كذلك بعض الألعاب.

في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الحاسوب PC بشاشة نصية ونظام دوس وأجهزة ماكنتوش كانت تعمل بالأبيض والأسود قدم أميغا وسائط متعددة غنية ونظام تشغيل يدعم تعدد المهام، كان سابقاً لوقته ومن المؤسف أنه لم يستطع الاستمرار حتى اليوم، الآن حتى أجهزة ماك تعمل بمعالجات إنتل، لم يعد هناك فرق كبير بين الحواسيب.

إن أردت كتاباً عن أميغا فأنصح بهذا الكتاب: The Future Was Here.

وللبقر صندوق أيضاً!

$
0
0
بعد صندوق القراصنةوجدت أفكاراً مماثلة مختلفة، فمثلاً هناك مشروع اسمه Cowboxأو صندوق البقر! ولهم عرض يشرح الفكرة بالفرنسية وهناك نص إنجليزي مرافق:


صندوق البقر - الاسم مضحك كل مرة أكتبه - هو برنامج بواجهة أفضل أو على الأقل أجمل من صندوق القراصنة ويحوي خصائص أكثر مثل المحرر النصي التعاوني الذي يمكن مستخدمين أو أكثر من الكتابة في وثيقة واحدة في نفس الوقت، ويمكن للمتصل بهذا الصندوق أن يكون مساحة خاصة له يعمل فيها لوحده أو يشارك بها آخرين وتكون مساحة مخفية عن بقية الناس.

ثم هناك الصندوق الذكي Smartbox، جهاز صغير الحجم يحوي بطارية ومنفذ بطاقة تخزين SD، يمكن للجهاز شحن هاتفك بالطاقة ويمكنه أن يكون شبكة لا سلكية صغيرة للمشاركة بالملفات، هذا الجهاز هو واحد ضمن أجهزة عديدة في السوق تقدم نفس الخصائص، بدلاً من الاعتماد على الإنترنت لإرسال الملفات والصور بين أشخاص يجلسون في مكان واحد يمكن استخدام هذا الجهاز لتبادل الملفات محلياً وبعيداً عن الإنترنت.

أخيراً هناك صندوق المكتبة Librarybox، لعل كلمة القراصنة تخيف البعض أو تبعدهم عن استخدام مثل هذه الأجهزة، لذلك كلمة مكتبة تبدو أفضل هنا مع أن الوسيلة واحدة، على أي حال، صندوق المكتبة مصمم لكي يكون رخيص السعر ويستخدم قطعاً متوفرة في السوق، يستهلك طاقة قليلة ويمكن تزويده بالطاقة من خلال منفذ USB وكذلك يمكنه أن يعمل بالبطارية وبالتالي يستطيع مستخدمه أن يكون شبكة متنقلة خصوصاً أن الجهاز صغير الحجم.

هذه الأجهزة وغيرها لها استخدامات كثيرة، مثلاً منطقة بعيدة لا يمكنها الاتصال بالشبكة ستستفيد من هذا الجهاز بتكوين شبكة محلية وستستفيد هذه الشبكة المحلية أكثر من وجود شخص أو أشخاص يستخدمون مفاتيح التخزينلإضافة مزيد من المحتويات المفيدة بين حين وآخر.

يمكن استخدام هذه الأجهزة في مناطق الكوارث عندما تنقطع الشبكات لكن تبقى الحاجة لتبادل ونقل المعلومات بين الناس، يمكن استخدامها كذلك للتسلية وإنشاء ألعاب إلكترونية لها ارتباط وثيق بالواقع وهذا مجال واسع جداً للإبداع، يمكن أيضاً استخدامها في التعليم عندما يكون الوصول لشبكة ضرورياً لكن قد لا يرغب المعلم أو المدرسة في وجود شبكة الإنترنت بكل ما فيها من مضيعات الوقت، تصور مثلاً دروة لتطوير المواقع تستفيد من هذه الأجهزة بتصميم جهاز يسمح للطلاب بإنشاء مواقعهم دون اتصال بالإنترنت، هذا حالة استخدم أجدها مفيدة شخصياً.

ما أتمنى رؤيته في الجيل التالي من هذه الأجهزة هو تبسيط عملية تثبيت البرامج عليها، عند إعداد الجهاز يمكن للمستخدم مثلاً الدخول لمخزن برامج حرة يمكنها العمل على الأجهزة، فيختار ما يريده للجهاز، مثلاً برامج دردشة، منتديات، ألعاب شبكية، برامج مكتبية تعتمد على تقنيات الويب، محرر صور يعتمد على تقنيات الويب، برنامج تدوين، معرض مشاركة بالصور ومقاطع الفيديو والصوتيات، برنامج يقدم شيئاً شبيهاً بخدمة تويتر ... الأفكار كثيرة.

المهم هنا أن تثبيت هذه البرامج وإعدادها وتشغيلها يفترض أن يكون سهلاً ولا يحتاج من المستخدم سوى الضغط على بضعة أزرار.

فكرة أخرى ستكون مفيدة وهي إمكانية اتصال هذه الصناديق - بغض النظر عن الاسم - ببعضها البعض لتشكيل شبكات متناغمة، هذا هدف قد يكون صعباً بعض الشيء لاختلاف البرامج المستخدمة في هذه الأجهزة لكنه ليس مستحيلاً، لو تحقق هذا الهدف سيتمكن الناس من تشكيل شبكات واسعة تستخدم هذه الأجهزة وتربط آلاف الناس ببعضهم البعض في شبكات محلية تغطي المدن وربما ما بعد المدن.

لا أخفي عليكم أن لدي حماس تقني تجاه هذه الأفكار لم أشعر به منذ سنوات طويلة، أرى فرصاً كبيرة لهذه الأفكار، أهمها هو ربط الناس في نطاق محلي وهذا لوحده أكثر من كافي لإثارة الحماس.

دروس التدوين ومواضيع أخرى

$
0
0
منوعات أخرى أجمعها في مكان واحد.

(1)
(2)
حول متصفحك لمحرر نصي! يمكنك فعل ذلك ببساطة وهي حيلة مفيدة، لماذا قد تريد فعل ذلك؟ لأنك في الغالب تستخدم المتصفح أكثر من أي برنامج آخر ولكتابة نص سريع يمكنك الاعتماد على المتصفح بدلاً من تشغيل برنامج آخر، على أي حال، وجدت الطريقة في هذا الموقعوهي ببساطة إدخال السطر التالي في شريط عناوين المتصفح:

data:text/html, <html contenteditable>

لن ترى في الصفحة أي شيء سوى مساحة بيضاء فارغة، اضغط عليها بزر الفأرة واكتب، هذا كل شيء، بإمكانك الآن حفظ الصفحة في المفضلة وكلما احتجت لمحرر نصي لكتابة شيء بسيط إضغط على الرابط في المفضلة، وهناك نسخ أفضل في موقع Hacker News، يمكنك أن تصنع محرراً نصياً متقدماً في المتصفح بالاعتماد على برامج كتبها آخرون.

(3)
 إن كانت هناك دروس أو دورة حول التدوين وأنت لديك اهتمام بالأمر، ما الذي تتمنى تعلمه في هذه الدروس؟ أجبني الآن في تعليق .. لو تكرمت :-)

أشعر بأن هناك حاجة لدروس جديدة حول التدوين، هناك من يرغب في التدوين ولا يعرف كيف يفعل ذلك، هناك من يخشى الخوض في الأمر لسبب ما، هناك من بدأ ثم ترك التدوين ليكتفي بالشبكات الاجتماعية وهذا خطأ في رأيي لأن الشبكات الاجتماعية ليست منصة محتويات، المحتوى العربي بحاجة لمزيد من المدونين، بل نحنبحاجة لمزيد من المدونين.

هذا كل شيء الآن، هناك مواضيع دسمة في الطريق.

مواقع تعيش طويلاً

$
0
0
طبيعة المواقع تجعلها وسيلة نشر متغيرة دائماً، من يتابع تطور تقنيات الويب سيدرك الفرق بين موقع صمم في عام 1999م وآخر صمم قبل ستة أشهر، التقنيات تتغير وأنماط التصميم كذلك، في الماضي كان من الطبيعي أن تجد مواقع تستخدم تقنية الفلاش وجافا وربما تقنيات أخرى غير متوافقة إلا مع متصفح واحد أو نظام تشغيل واحد، كانت هناك مشكلة فعلية تواجه كثيراً من الناس الذين يستخدمون متصفحات وأنظمة مختلفة وغير منتشرة، كانت هناك مواقع تعرض شاشة تقول لزائرها بأن متصفحه غير مدعوم وعليه استخدام متصفح آخر.

الآن لم نعد نرى هذه الأمور إلا نادراً، لكن لا يمكن نفي أن المواقع تتغير باستمرار وبسبب هذا التغيير الروابط تقطع، زر أرشيف أي مدونة قديمة واضغط على الروابط التي تحويها وستجد أن كثيراً منها لم يعد موجوداً، إما أن الموقع توقف وانتهى أمره، أو تغير فتغيرت كل صفحاته أو حذفت محتوياته القديمة أو تغيرت مواقع الصفحات القديمة، هذا أحد أبرز عيوب شبكة الويب، أنها تسمح للروابط أن تضيع وتفقد قيمتها.

كثير من المواقع توقفت وانتهى أمرها وضاع محتواها، وقد يكون من المهم الوصول لهذا المحتوى للبحث والكتابة عن شيء ما، إن كنت محظوظاً ستجد نسخة من الموقع في أرشيف الإنترنتوهذا ما يجعل خدمة الأرشيف لا تقدر بثمن في بعض الأحيان، وبالمناسبة، إن كنت تستطيع التبرع لهم بمبلغ ففعل، خدماتهم تفيد الناس جميعاً وتزداد أهمية بمرور الوقت.

منذ وقت طويل وأنا أفكر بموضوع المواقع طويلة المدى، أعني مواقع صممت من الأساس لتعيش سنوات طويلة بلا أي مشاكل، وتصمم ليسهل حفظها كلها في ملف مضغوط واحد وبالتالي يمكن نسخها ونقلها بسهولة، هناك مواقع من هذا النوع في الشبكة وهي في الغالب بسيطة التصميم وبسيطة من الناحية التقنية لكن لا زالت تقدم الفائدة.

موقع The Victorian Webمثال جيد هنا، هذا الموقع بدأ قبل اختراع شبكة الويب! وكان مشروع نص مترابط ثم عندما ظهرت الويب انتقل لها وأصبح أحد أكبر مشاريع النص المترابط حول موضوع واحد ويكتبه ويديره شخص واحد بالإضافة لمشاركات آخرين، بحسب الموقع نفسه هناك أكثر من 61 ألف وثيقة وصورة في الموقع، تخصص الموقع هو تاريخ بريطانيا في العصر الفيكتوري والموقع يغطي كافة الجوانب المتعلقة بهذه الحقبة، من السياسة وحتى تصاميم الأثاث وأطباق الطعام.

تصميم الموقع بسيط وعملي ولم يتغير كثيراً منذ بدايات الموقع، تقنيات الموقع كذلك بسيطة فهو يعتمد كلياً على ملفات HTML والتصميم بتقنية CSS، لا يعتمد على قاعدة بيانات، تصفح الموقع ينجز من خلال روابط في النص نفسه، بمعنى آخر هو موقع نص مترابط يتقن استخدام الروابط ويستفيد من قوتها ليجعلها أداة لتصفح المعرفة المتوفرة في الموقع.

هذا الموقع يمكن تصفحه بمتصفحات قديمة أو متصفحات نصية ولا شك لدي أنه ما دام موجوداً سيتمكن الناس بعد 20 عاماً من تصفحه بأحدث البرامج المتوفرة في ذلك الوقت، لأنه بسيط تقنياً فهو أكثر قدرة على البقاء من المواقع التي تستخدم أحدث وأعقد التقنيات.

هذا الموقع وغيره جعلني أفكر في المعايير أو الأساس الذي يمكن أن نبني عليه مواقع طويلة المدى، ورأيت أن أي موقع يريد أن يبقى طويلاً فعليه أن يتبع هذه المعايير.

الموقع يجب أن يعمل محلياً بدون مزود، بمعنى لو نسخت الموقع بأكمله ووضعته في أي حاسوب سأتمكن من تصفحه بسهولة ودون أن تنقطع الروابط أو تختفي الصور، هذا يعني أن الروابط يجب أن تشير لملفات لا مجلدات، الرابط الذي يقود المستخدم إلى مجلد سيكون بهذا الشكل:

http://www.website.com/about/

عندما يضغط الزائر على الرابط سيطلب من مزود الموقع أن يرسل أول ملف متوفر في في مجلد اسمه about، وفي الغالب سيرسل المزود ملف index.html أو ملفاً آخر وإن لم يجد سيعرض محتويات المجلد أو سيعرض رسالة خطأ تشير إلى أن الزائر لا يمكنه رؤية محتويات المجلد، هذا بحسب إعدادات المزود، ولو كان الموقع في حاسوب محلي بلا مزود فلن يعمل الرابط بشكل صحيح، لذلك يجب أن يكون يشير الرابط إلى ملف محدد.

ثم يجب أن تكون محتويات الموقع في ملفات HTML لا قواعد بيانات، قواعد البيانات معرضة لمشاكل عدة وتحتاج لبرامج خاصة لتشغيلها، تقنيات قواعد البيانات تتغير وبرامجها تتغير وقد تكون معرضة لثغرات أمنية، لذلك ملفات نصية بصيغة HTML ستضمن بقاء الموقع لمدة أطول من أي قاعدة بيانات.

الموقع يجب أن يكون متوفقاً مع المعايير القياسية للويب، هذه المعايير ستضمن له أن يعمل مع متصفحات الماضي والمستقبل وستضمن أن يتمكن الناس من التعامل مع الملفات ببرامج مختلفة، فهناك برامج تحول ملفات HTML إلى ملفات نصية أو كتاب إلكتروني أو ملفات PDF أو غير ذلك.

أيضاً على الموقع أن يحفظ كل محتويات الوسائط المتعددة محلياً، بمعنى أن الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية كلها يجب أن تحفظ في نفس المزود، الاعتماد على خدمات خارجية يعرض المحتويات لخطر ضياعها بحسب ظروف الخدمات التجارية، مثلاً موقع يوتيوب قد يوقف حسابك لأسباب متعلقة بحفظ الحقوق حتى لو لم ترتكب أي انتهاك لحقوق أي شخص أو مؤسسة، لكن طريقة عمل الموقع تسمح للآخرين بأن يطلبوا حذف مقاطع فيديو قد أو قد لا تحوي أي محتويات يملكونها، كذلك الموقع متعرض للتغير بحسب سياسات غوغل.

ثم هناك مشكلة نقل ونسخ المحتوى، لو نسخت المحتويات لحاسوب لا يملك اتصالاً بالشبكة فلن يستطيع الوصول للمحتويات المرتبطة بخدمات في الإنترنت، لذلك يجب أن يكون كل المحتوى محلياً.

نقاط أخرى مهمة:
  • التصميم يجب أن يكون بسيطاً بقدر الإمكان وخفيف الوزن.
  • الصور لا تستخدم إلا للمحتويات وليس للتصميم.
  • الموقع لا يستخدم خطوطاً خاصة به.
  • لا يستخدم تقنية جافاسكربت إلا لاستثناءات قليلة جداً، مثل توفير طرق مختلفة وتفاعلية لعرض المحتويات بشرط أن تكون هذه المحتويات متوفرة بطريقة تقليدية لأي زائر لا يريد أو لا يستطيع التعامل مع جافاسكربت.
  • الموقع يجب ألا يستخدم لغة برمجة من جهة المزود مثل PHP أو روبي أو غيرهما.
  • عندما تنشر صفحة في الموقع فيجب ألا يتغير مكانها مهما كان السبب، لذلك التخطيط المسبق لترتيب الملفات ضروري لتجنب تغيير أماكنها.
  • من الأفضل أن يكون المحتوى برخصة حرة تسمح للآخرين بنسخه وتعديله، وتعطيه إمكانية أن يعيش الموقع في نسخ  مختلفة في حال توقف الموقع الأساسي.
الأهم من كل ما سبق هو أن يكون المحتوى عالي الجودة، وأن يستمر تحديث الموقع وصفحاته كل فترة، قد يبدأ صاحب الموقع صفحة ما بمحتويات قليلة ثم مع الوقت يزيد تفاصيلها، الموقع هنا يعمل كمصدر للمعرفة قابل للتغير والتطور، فهو ليس مدونة تكتب مواضيعها مرة واحدة ثم لا يعود لها الكاتب مرة أخرى.

ما يضيقني حقاً في الأمر هو عدم اكتراث الناس بموضوع أرشفة المحتويات لفترة طويلة، لا أدري كيف يمكنني أن أقنع أي شخص بأهمية الأمر، لا أقول بأن كل الناس عليهم الاحتفاظ بكل شيء فلا شك أن هناك محتويات ضعيفة أو حتى قبيحة وهي لا تستحق الحفظ، وهناك محتويات شخصية قد لا يجد صاحبها أهمية في حفظها لمدة طويلة، لا بأس بهذا، لكن هناك محتويات يجب ألا تضيع حتى لو كانت مقالات بسيطة.

بالأمس كنت أبحث في موضوع ما ووجدت موقعاً عربياً متخصصاً في الموضوع وقد وجدته بين ركام المنتديات والمواقع التي تنسخ من المدونات، في الموقع وجدت روابط لمصادر متوفرة في مواقع أخرى، ضغطت على الروابط لأجد أكثرها قد اختفى ولم يعد متوفراً، وجدت بعضها محفوظة في أرشيف الإنترنت وفيها فائدة، والفائدة تزداد بندرة الموضوع.

لو بحثت اليوم عن أخبار ماكيروسوفت وغوغل سأجد الكثير من المحتوى العربي، لكن ما كنت أبحث عنه هو شخص ترك علماً وفكراً ومن المؤسف أن المواقع العربية قليلة جداً في تغطيتها لفكر هذا الإنسان، لذلك أي محتوى وجدته كان قيماً ومفيداً.

المحتوى المفيد سيبقى مفيداً لوقت طويل ما دام أنه ليس مرتبطاً بشيء متغير بسرعة، درس يشرح برنامجاً ما قد يكون مفيداً لبضع سنوات لكنه سيفقد فائدته لاحقاً بتغير البرنامج، مقال عن تاريخ شيء ما سيكون مفيداً اليوم وبعد عشرين عاماً، ومن يدري لعل تاريخ شخص ما كان مغموراً اليوم سيكون مهماً لكثير من الناس بعد عقود.

لذلك لا بد من أن نسعى لنشر محتويات عالية الجودة وتستحق الحفظ، لمن يؤمن بهذا ويهتم به، هذا موضوع أضع فيه نقاطاً أجد أنها ستضمن بقاء المواقع لفترة طويلة.

نقطة أخيرة، لم أتحدث عن الاستضافة، استضافة موقع بسيط لن يكلف الكثير، لكن التكلفة على المدى البعيد قد تكون مرتفعة، ثم إن رحل صاحب الموقع عن دنيانا فلن يستمر الموقع طويلاً، لذلك لا بد من خطة ما هنا لإبقاء الموقع حياً، ليس لدي أي أفكار، لكن لا بد من الإشارة لهذه المشكلة.

استبيان التدوين

$
0
0
أغلق الاستبيان، شكراً لكل من شارك، سأكتب عن النتائج في موضوع لاحق.

أبليكس 1616

$
0
0
ملاحظة: هذا الموضوع كتب قبل أكثر من عام ونصف ولم أنشره هنا إلا اليوم.


على الرغم من انتشار الحواسيب النقالة واللوحية والحواسيب المكتبية من نوع الكل في واحد، لا زال كثير من الناس يمارسون تجميع الحواسيب لأسباب مختلفة، ربما لتصميم حاسوب لألعاب الفيديو التي تحتاج حاسوباً قوي الأداء، أو لتصميم محطة عمل للأعمال الثقيلة كتحرير الفيديو أو التصميم ثلاثي الأبعاد أو للبحث العلمي الذي قد يتطلب عمليات حسابية كبيرة، أو لمجرد تعلم تجميع الحاسوب والاستمتاع بذلك وفي نفس الوقت تعلم أجزاء الحاسوب، من سيجمع الحاسوب لا بد أنه سيحتاج أن يتعلم ما تعني هذه الأجزاء وما يفعله كل واحد منها، ومن يمارس تجميع الحواسيب لفترة سيكتسب خبرة كافية قد تساعده على صيانة أعطال الحاسوب.

ماذا لو أراد شخص ما أن يتعلم الحاسوب أكثر، أعني أن يغوص في طبقاته التي لا يمكن رؤيتها ويتعلم منطق الحاسوب وكيف يعمل المعالج، هذا يعني أن عليه أن يبرمج الجهاز ولا أعني البرمجة بلغة مثل سي وإن كان هذا مفيداً لكن أعني أن يتعامل مع الحاسوب بلغة الآلة (Machine Code) ثم بلغة التجميع (Assembly language) ثم بلغات أخرى مثل بيسك وسي وغيرها، يمكن فعل هذا في حواسيب اليوم لكن حواسيب اليوم معقدة وكبيرة وبين المستخدم والمعالج هناك طبقات من البرامج ونظام التشغيل.

في فترة من منتصف السبعينات إلى أواخر الثمانينات من القرن الماضي كانت هناك مجموعة كبيرة من الحواسيب الموجهة للأفراد وسميت حواسيب منزلية (Home computer) أو ميكروكمبيوتر، وكان جزء منها يباع على شكل قطع يجمعها المشتري بنفسه ثم يبرمجها بنفسه، بعضها كان يباع مع أدلة برمجة ووثائق توضح أجزاء الحاسوب وربما وثائق تشرح طريقة عمل المعالج والذاكرة والفيديو وغيرها من أجزاء الحاسوب، وكان بعضها مزود بمنافذ توسعة يمكن للمستخدم أن يستغلها بتصميم أو شراء قطع إضافية للحاسوب كذاكرة إضافية أو بطاقة فيديو أفضل أو منفذ لمشغل أقراص مرنة أو غير ذلك، كان على المستخدمين فعل الكثير للحصول على خصائص نجدها من البديهيات اليوم.

مقابل صعوبة الاستخدام يتعلم المرء الحاسوب لأنه لا يوجد شيء بينه وبين الجهاز، أعني أن يتعلم فعلاً طريقة عمل الحاسوب وليس أن يبرمج من خلال نظام تشغيل يوفر له كل شيء ويبعده عن الجهاز، لم يكن هناك خيار لمشتري هذه الأجهزة سوى أن يتعلموا برمجتها لأنها لم تأتي مع نظام تشغيل أو لغة برمجة ولذلك كان على المستخدم أن يبدأ كل شيء من الصفر، ربما يطور نظام تشغيل بدائي يسمح له بتشغيل محرر لغة برمجة بسيط ومن هذا المحرر يطور النظام أكثر أو يبرمج لغة برمجة!

أبليكس 1616 مثال على مثل هذه الأجهزة، ففي عام 1984 أسس رجلان في أستراليا شركة سموها أبليكس (Applix) وكان أول منتج لهم بطاقة إضافية تحوي معالج Z80 يمكن تركيبها على حواسيب أبل2 وتسمح بتشغيل نظام CP/M على الجهاز وهذا النظام هو ما كان أساس دوس بعد ذلك، أنظمة دوس للحواسيب المنزلية صممت لتحاكي هذا النظام، على أي حال، بعد عامين صممت شركة أبليكس مشروع 1616وهو ما عرف بعد ذلك بحاسوب أبليكس.

كان 1616 يعمل بمعالج موتورولا 68000 بسرعة 7.5 ميغاهيرتز وهو نفس المعالج الذي استخدمته أبل في حاسوبها ماكنتوش، ثم طرح معالج آخر للجهاز وهو موتورولا 68010 بسرعة 15 ميغاهيرتز، الذاكرة 512 كيلوبايت، وهناك ما بين 64 كيلوبايت إلى 256 كيلوبايت للروم، ويمكن للجهاز عرض شاشة رسومية بدقة تصل أقصاها إلى 960 بكسل في 512 بكسل وهي دقة أحادية اللون، لإضافة الألوان لا بد من تخفيض الدقة ويمكن للجهاز دعم 4 أو 16 لوناً.

الجهاز كان يحوي منافذ للتوسعة يمكن استخدامها لإضافة بطاقات كبطاقة تحكم بمشغل أقراص مرنة أو بطاقة فيديو إضافية أو بطاقة ذاكرة إضافية، وهناك بطاقات طورها بعض مستخدمي الجهاز مثل بطاقة إثيرنت (Ethernet) للربط بالشبكات وبطاقة تحوي معالج موتورولا 68030.

الجهاز كان يأتي مع نظام بسيط لمراقبة الذاكرة، مثل هذا البرنامج يسمى (monitor) ويحوي أوامر للتحكم بالذاكرة وتفريغها ويحوي كذلك على محرر نصي، مع مرور الوقت أصبح النظام أكثر تطوراً واقترب من كونه نظاماً مماثلاً لأنظمة يونيكس ويحوي كثيراً من أوامر يونيكس، أحد مستخدمي الجهاز استطاع نقل نظام مينيكس (Minix) إلى الجهاز وهذا النظام كان أحد الأنظمة القليلة التي تحاكي يونكس ويمكن استخدامها على أجهزة الحاسوب الشخصي مجاناً وكان بإمكان المستخدمين رؤية مصدره وشراء كتاب حوله يشرح برمجة أنظمة التشغيل، وهو كذلك النظام الذي استخدمه لينوس تورفالدس في حاسوبه لفترة قبل أن يطور نواة لينكس.

أبليكس كان يستطيع كذلك تشغيل نظام مشابه لدوس يسمى ZRDOS، ويمكنه أن يشغل بيئة سطح مكتب تسمى MGR، وكانت هناك لغات كثيرة متوفرة للجهاز مثل لغة التجميع، لغة سي، لغة بيسك ولغات غير معروفة كثيراً مثل فورث (Forth) ولسب (LISP) وMUMPS، وهناك كتيبات ووثائق لكل لغة ونظام تعلم المستخدم كيف يستغل النظام ولغات البرمجة، وهناك مجموعة من التطبيقات التي تطورت للجهاز مثل برنامج اتصال بشبكات BBS وبرنامج للبريد الإلكتروني.

أستطاعت شركة أبليكس بيع 400 جهاز 1616 بعد أن نشرت مجلة تقنية مجلة 4 مقالات حول الحاسوب وبدأت الشركة في تلقي الطلبات وكونت مجموعة تلتقي كل شهر مرة تناقش الجهاز ويتبادل المستخدمون الخبرات والأفكار والبرامج ولم تنقطع هذه اللقاءات منذ الثمانينات وحتى اليوم وإن لم يكن أحد يستخدم الجهاز اليوم، وأحد مطوري ومؤسسي شركة أبليكس وهو أندرو مورتون كان له دور في تطوير وإدارة نواة لينكس لاحقاً.

مثل هذا الجهاز يجعلني أحلم بوجود واحد مماثل لكن بكتب وأدلة ووثائق عربية ومجموعات تلتقي كل شهر لتناقش وتتعالم أموراً كثيرة حول الأجهزة والبرمجة والبرامج، صنع مثل هذا الجهاز اليوم ليس أمراً صعباً فكثير من قطع الإلكترونيات لا زالت متوفرة ولها متاجر في الشبكة ويمكن شرائها بكميات كبيرة وبأسعار رخيصة نسبياً ويمكن تصميم جهاز حديث بمعالج بسيط وحديث في نفس الوقت.

أبليكس لم يكن فريداً من نوعه والمجتمع الذي تكون حوله واللقاءات التي دارت حوله لم تكن فريدة من نوعها، الأمر تكرر مع حواسيب أخرى مختلفة وفي دول مختلفة، الآن أرى حاجة لمثل هذا الجهاز كوسيلة تعليمية لأن البرمجة اليوم ليست بسيطة والحواسيب ليست بسيطة ولفهم البرمجة ولفهم منطق الحاسوب لا بد من التبسيط ولا بد من برمجة الحاسوب مباشرة دون أي حاجز بين المستخدم والجهاز.

الورق للنسخ الاحتياطي

$
0
0
ملاحظة: المقال نشر أول مرة في مجلة عرب هاردوير.

النسخ الاحتياطي يعني أن تضع ملفاتك المهمة في وسيلة تخزين منفصلة عن حاسوبك لأن حاسوبك قد يتعرض لأي عطل في أي وقت ويتسبب في ضياع ملفاتك، يحدث هذا مع الأقراص الصلبة التي قد تتعرض لعطل ما وعندها قد لا تصل لملفاتك بسهولة أو قد تحتاج خدمة شركة متخصصة في استرجاع الملفات وهي بالتأكيد ستكون خدمة غالية السعر، حتى لو لم يحدث أي شيء للحاسوب هناك احتمال أن ترتكب خطأ فتحذف ملفات بالخطأ ولا تستطيع أن تسترجعها، لذلك كرر كثيرون في الماضي نصيحة أن تأخذ نسخة احتياطية من ملفاتك المهمة وتفعل ذلك بشكل مستمر تحسباً لأي طارئ.

لكن ماذا لو نظرنا للبعيد، أعني 200 سنة أو 50 سنة على الأقل، هل يمكن لملفاتنا أن تعيش كل هذا العمر؟ العالم الرقمي عمره قصير جداً مقارنة مع تقنيات أخرى مثل الكتب، هناك كتب عمرها أكثر من 200 عام ولا زالت تحتفظ بنصوصها بل هناك كتب عمرها أكثر من 800 عام، بينما العالم الرقمي لا زال حديثاً نسبياً ومع ذلك فقد ذهبت مصادر عديدة ولم تعد، اختفت وليس هناك إمكانية استرجاعها، أو هي محفوظة في وسائل تخزين يصعب اليوم قرائتها واستعادة ما فيها من بيانات.

خذ على سبيل المثال شبكة الويب، هناك جزء كبير من الشبكة لم يعد موجوداً وخصوصاً المواقع التي ظهرت في أول عشر سنوات من عمر الويب، لأسباب مختلفة تتوقف المواقع عن العمل ولا يكون هناك نسخة احتياطية منها وبالتالي لا يستطيع أحد الوصول إليها، كذلك الحال مع ملفات في حواسيب قديمة أو وسائل تخزين غير مألوفة كالأقراص المرنة بقياس 3 إنش أو حتى الأقراص المرنة بقياس 3.5 إنش لكنها تحفظ الملفات بطريقة طورتها شركة ما بشكل مختلف تجعلها صعبة القراءة في حواسيب اليوم ولقرائتها لا بد من تطوير برنامج خاص بها.

ليس كل شيء يستحق أن يحفظ وفي نفس الوقت لا يمكننا أن نعرف ما الذي سيكون له قيمة لأجيال المستقبل، قد تكون مقالات بسيطة كتبها شخص ما عديمة القيمة لهذا الشخص لكنها قد تكون مصدر بحث ومعلومات لشخص ما في المستقبل، كذلك الحال مع الصور والفيديو والصوتيات وغير ذلك، خسارة أن تضيع مواقع كثيرة ظهرت في بدايات الويب، هذه المواقع هي جزء من تاريخ الشبكة ومؤسف أن كثيراً منها لم يعد له وجود.

ما الحل هنا؟ كيف نحفظ المعلومات الرقمية لأطول مدة ممكنة؟ هناك حلول كثيرة، منها مثلاً وضع نظام نسخ احتياطي يستخدم أقراصاً صلبة متعددة ويمكن استبدال الأقراص التي تعطلت بأخرى جديدة وستبقى البيانات محفوظة، حل آخر قدمته شركات متعددة يكمن في تصميم وسائل تخزين رقمية يمكنها حفظ البيانات بطريقة تضمن استمرار عملها لمئة عام، المشكلة هنا أن تقنيات الحاسوب في مئة عام قد تتغير جذرياً فلا يعود أحد يتذكر كيف يمكن قراءة قرص مدمج أو وسيلة تخزين تستخدم منفذ يو أس بي.

هناك حل آخر وأعترف أنه حل غير عملي لكنه أثار فضولي، ماذا عن استخدام الورق؟ لم لا نستخدم الورق كوسيلة تخزين طويلة الأمد؟ أول مشكلة قد يطرحها أي شخص هنا هي أنه بالإمكان طباعة الوثائق والنصوص على اختلاف أشكالها لكن كيف ستحفظ ملفاً صوتياً على الورق؟ كيف ستحفظ ملف فيديو على الورق؟ هناك حل!

برنامج يسمى بايبر باك (Paperback) يقدم حلاً، فهو يتيح للمستخدم طباعة أي ملف بطريقة خاصة ثم يمكن للمستخدم أن يأخذ الورقة التي طبع عليها الملف وينقلها لحاسوب آخر ويستخدم ماسحاً ضوئياً ليدخل البيانات من الورق إلى الحاسوب والبرنامج بدوره يحول الورقة المطبوعة إلى ملف رقمي.

يبدو الأمر صعباً لكنه بسيط، دعني أشرح ذلك، في المحلات والمتاجر الكبرى هناك ملصق يوضع على البضاعة يحوي شفرة خطية أو (Barcode) وهذه الشفرة هي عبارة عن رقم يشير إلى نوع البضاعة، عندما تذهب إلى صندوق الدفع سترى العامل يستخدم جهازاً يقرأ الشفرة الخطية ليحولها إلى رقم يفهمه الحاسوب وبالتالي يعرف نوع البضاعة وتكلفتها، الشفرة الخطية هنا هي بيانات مطبوعة تحتاج لجهاز خاص لقرائتها.
كذلك الأمر مع بايبر باك، البرنامج يطبع الملف على شكل مربعات تحوي نقاط عديدة وعند إدخال الورقة إلى حاسوب آخر من خلال ماسح ضوئي سيبحث البرنامج عن هذه النقاط والمربعات وسيفهمها ويحولها إلى بيانات رقمية تشكل ملفاً.

الفكرة ليست جديدة فقد كانت هناك مجلات في الماضي تعرض برامج مطبوعة على شكل نقاط وخطوط وعلى القارئ أن يستخدم مساحاً ضوئياً لنقل هذا البرنامج من صفحات المجلة إلى حاسوبه، فكرة كانت ضرورية في الماضي عندما كانت المجلات إحدى المصادر المهمة للبرامج.

بايبر باك يمكنه أن يضع 3 ميغابايت فقط من البيانات على الورق، هذا لوحده يجعله برنامجاً غير عملي لكنه لا يزال في رأيي فكرة ممتعة، كذلك هناك مشكلة الحاجة إلى طابعة وماسح ضوئي لنقل البيانات، لكن في رأيي أن هذا البرنامج الذي طوره المبرمج كنكتة - على حد تعبيره - يمكن أن يصبح حلاً أكثر جدية برفع كمية البيانات التي يمكن نقلها ورفع الدقة كذلك، من يدري لعل الورق يعود ليصبح وسيلة تخزين طويلة الأمد مقارنة مع وسائل التخزين الرقمية.

على أي حال، هذه دعوة للتفكير الجدي في موضوع أرشفة البيانات الرقمية، مع ازياد المحتويات الرقمية التي لا ترى طريقها إلى الورق ووسائل التخزين الأخرى يزداد أهمية وضع حلول عملية وطويلة الأمد لأرشفة هذه المحتويات.



نتائج استبيان التدوين

$
0
0
أشكر كل من شارك في استبيان التدوين، في هذا الموضوع سأعرض النتيجة لهدف واحد، أتمنى أن يرى هذه النتائج شخص ما يجيد الكتابة فيكتب عن المواضيع التي يريدها الناس، ثم أرى أن من حق الناس معرفة النتائج لعل أحدهم يستفيد منها بأي شكل.

على أي حال، شارك في الاستبيان 67 شخصاً، الاستبيان كان من سؤالين، الأول اختيارات متعددة يستطيع المرء اختيار 5 منها على الأكثر، وقد جاءت اختيارات المشاركين بهذا الشكل، النتائج مرتبة من الأكثر إلى الأقل:

50 كيف تخرج بأفكار مختلفة للمحتويات؟
35 قصص لمدونين من العالم وتجاربهم
35 الترويج لمدونتك
31 ما هي أهدافك للتدوين؟
26 أيهما أفضل: مدونة واحدة أم مدونات عدة؟
20 ما أهمية التدوين
20 ما هي أنواع التدوين؟
19 اختيار تخصص المدونة
15 إنشاء مدونة في خدمة ووردبريس
12 المشاركة في مدونات الآخرين
6   إنشاء مدونة في خدمة بلوغر
4   اختيارات أخرى
3   تاريخ التدوين

الاختيارات الأخرى كانت:
  • i don't blog - شخص ما شارك فقط ليضع هذه الجملة.
  • كيف يكون للتدوين دور في حياة الناس و تطويرهم؟
  • كيف أصبح مدون ناجح
  • كيفية اختيار موضوع التدوينة
السؤال الثاني كان مفتوحاً، "هل لديك مقترحات أخرى" وشارك البعض بمقترحاتهم، علماً بأني أختصرت بعض الإجابات لأحذف أي تفاصيل شخصية.

1.هل يمكن أن تكون التدوين وظيفة؟

2.  فى كتب الترويج للكتب يقال أيضا يجب أن يكون للمؤلف مدونة شخصية، ما رأى حضرتك؟ مشكور على تعبك ;)
أه نسيت، مقترح:
يفضل أن يكون تدوينات هذا الموضوع على النسق الآتى:
أ- شرح وخلافه
ب- معلومات نظرية
لدفع الملل

3.كتب أحدهم رأياً وليس مقترحاً وأعتذر عن عرضه هنا، أريد عرض مقترحات عملية فقط.

4.الكتابة عن اختيار المحتوى الجيد لتكوين قاعدة معرفية على المدى الطويل.

5.الاساليب الاستراتيجية لربح من المدونة.
- إنشاء متجر الكتروني
- معاير اختيار المنصة المناسبة لبناء موقع تجاري.
- طرق الدفع الالكتروني في العالم العربي
- طرق ارسال السلع على المستوى العالمي
- طرق استراد البضاعة من الخارج و خاصة من الصين
(متجر علي بابا)
- الوسيلة الصحيحة لبناء موقع تجاري مثل Etsy او Fab باستخدام الوردبريس.

6.البعد عن التنظير واشتراط مدونة لكل مشارك ليطبق ثم تناقش الأعمال ليستفيد المشاركين بعضهم من بعض.

7. - الفرق بين التدوين وأسلوب المقالات
- عناصر الجذب (من ناحية الجماليات والمحتوى)

8.شخص يطلب كتابة موعد الدورة في مدونتي، إن شاء الله :-)

9. - تجربتك الشخصية في التدوين أستاذ عبد الله .
- من فضلك إن أمكن حين تذكر قصص نجاح المدونين حول العالم ، تحدث عن المدونين العرب أيضا :) حتى تتضح الأمثلة ويسهل فهم الدروس !
إن أمكن رايك الشخصي في مستقبل التدوين العربي والعالمي خاصة مع سيطرة الشبكات الإجتماعية ؟
- أتمنى ان تجيب أيضا عن سؤال : لماذا لا تستفيد ماديا من مدونتك (أدري ان لك تجربة مع هذ الأمر)


 هكذا تكون معظم البيانات متوفرة للجميع، أتمنى حقاً أن يستفيد منها أي شخص ليبدأ دروساً عن التدوين، سواء بالكتابة أو دروساً صوتية أو بالفيديو، إن فعلت فأخبرني في تعليق لأضع لك رابطاً.

شخصياً أريد أن أبدأ دروس التدوين، لكن هناك طريقتان:
  • العملي: أن أبدأ بدرس عملي لإنشاء المدونة لكل من ليس لديه مدونة وأطلب من المشاركين متابعة الدروس وإنجازها في مدوناتهم لأتابعهم وأكتب عن جهودهم في المشاركة.
  • النظري: أن أكتب عن الدروس الخمس التي طلبت أكثر شيء في القائمة أعلى الموضوع، هذه دروس نظرية وإن تخللها شيء عملي فهو شيء ينجزه المدون بنفسه.
فأي الأسلوبين تفضلون؟ أجب في تعليق من فضلك.

دروس التدوين (1) أكتب لكي تكتب

$
0
0
كل الردود في الموضوع السابق طلبت دروساً نظرية لذلك أبدأ هذه السلسلة القصيرة بموضوع صغير، سأحاول في هذه السلسلة أن أن أغطي المواضيع الخمس التي طلبت أكثر من غيرها، ويبدو أن إيجاد أفكار لمحتويات المدونات هو الأهم من بين كل الاختيارات، لذلك قد أكتب عنه في أكثر من موضوع.

لكي تأتي بأفكار للمحتويات عليك ألا تنتظر وصولها قبل أن تكتب، لكي تكتب يجب أن تكتب! يبدو ذلك سخيفاً لكن فكر بالأمر، الكتابة ككثير من المهارات لا يمكن ممارستها بالتفكير فيها، يجب أن تمارسها، وكلما كتبت أكثر كان هناك فرصة أكبر لكي تكتب لأن حبل الأفكار لا ينقطع، فكلما كتبت وجدت نفسك تريد أن تكتب عن أفكار أخرى فكل نقطة أو فكرة مرتبطة بأفكار أخرى.

لذلك أول تطبيق عملي يمكنك أن تنفذه هو التالي: أكتب أكثر، لعل هذه نصيحة غير مفيدة، أكمل قراءة الموضوع.

الكتابة ببساطة هي أن تعبر عن أفكارك، لديك فكرة في عقلك ويمكنك أن تتحدث عنها لآخرين أو تكتبها، لا أظن أن أحداً توقف يوماً عن الكلام لأنه لا يملك أي شيء يقوله، عاجلاً أو آجلاً سيكون لدى كل شخص ما يقوله وسيتكلم حتى للجدران إن لم يجد أحداً يتكلم معه، كذلك أنت سيكون لديك ما تكتب عنه.

التدوين أو الكتابة بشكل عام يجب أن تصبح هي كل ما تفكر فيه طوال يومك، يجب أن تنظر لكل شيء بنظرة "هل يمكنني أن أدون عن هذا؟"ليصبح يومك كله عبارة عن أفكار كثيرة تراها بنفسك في كل مكان، في العمل والمنزل والسوق والسيارة والشارع، كل شيء حولك يجب أن يصبح موضوعاً للكتابة، راقب الناس لأنهم أفضل مصدر للأفكار، لاحظ كيف تسير الأمور في أي مكان وكيف يصبح تصميم الأماكن مؤثراً على الناس، كيف تؤثر القوانين والإجراءات على الناس، كيف تؤثر التقاليد والعادات والثقافة على الناس.

تحدث مع الناس، تحدث مع الغرباء الذين تجدهم في أي مكان، الحديث مع الغرباء سهل وبسيط، ابدأ بالسلام وابتسم قليلاً وتكلم معهم عن أي شيء حولك، إن كنت في محل ما فتكلم عن بضاعة المحل، إن كنت في الخارج والجو جميل أو تعيس فتكلم عنه، أحياناً أقول كلمات قليلة لأفتح باباً واسعاً من الكلام مع شخص لن ألتقيه مرة أخرى.

وأنت تنظر بعين الكاتب أو المدون لكل شيء يجب أن تحمل معك أداة لتسجيل الملاحظات، لو كان لدي مطرقة سحرية تدفع بالأفكار في عقول الناس سأستخدمها لضرب هذه الفكرة في عقل كل كاتب يشتكي من نقص الأفكار، ليكن معك قلم ودفتر، أنت مدون إذاً يجب أن تحمل معك في كل مكان قلم ودفتر، إن لم ترغب في ذلك فيمكنك أن تستخدم هاتفك الذكي، حاسوبك اللوحي أو تستعير قلماً من أي غريب وتكتب على أي شيء تراه أو حتى على يدك!

لا تستهن بالأمر، شخصياً أفضل الورق والقلم لأنه أسرع وأبسط ولا يحتاج لشحن بطاريته كل ليلة، مع أنني أحرص على تدوين أفكاري إلا أنني أهمل ذلك بين حين وآخر، وأعني بالإهمال هنا أنني أنتظر حتى أعود من المطبخ إلى غرفتي لكي أدون الفكرة، في الطريق القصير بينهما تضيع الفكرة وتتبخر، أجلس لأحاول تذكر الفكرة فلا أستطيع، فكرة أخرى كان بإمكانها أن تصبح مقالة في جريدة قتلتها بعدم تدوينها.

الأفكار تموت سريعاً خصوصاً تلك الأفكار التي تخطر على عقلك بدون مقدمات، ستطير سريعاً ما لم تمسك بها وتكتبها، اكتب كل فكرة في عقلك، لا يهم إن كانت سخيفة أم لا، لا يهم إن كانت معقولة أو غير معقولة، لا يهم أي شيء حولها، اكتب أولاً ثم احكم عليها لاحقاً.

عندما تكون لديك أفكار وتبدأ في الكتابة عنها ستجد أن مزيداً من الأفكار تزورك فاحرص على تسجيلها، وفي نفس الوقت ابحث في عالم الأفكار عن مزيد منها، إن كنت شخصاً تهتم بموضوع واحد فقط أو هواية واحدة فقط فاخرج عن هذا الإطار الذي وضعت نفسك فيه وابحث واقرأ وشاهد شيئاً لم تفكر به من قبل.

في الشبكة اليوم هناك مصادر كثيرة للمحتويات والأخبار، الكتب متخمة بالأفكار وفيها تنوع عجيب، إن لم يسبق لك مثلاً أن قرأت الروايات فلم لا تفعل ذلك؟ إن لم يسبق لك أن بحثت عن التسلية في كتب مصورة أو كتب الفكاهة أو كتب الفن فلم لا تفعل ذلك؟ إن كنت لا تهتم بشيء فلم لا تجربه؟ كذلك الأمر مع الشبكة، ليكن لديك من الفضول ما يكفي ليدفعك لقراءة ومشاهدة ما لم تعتد عليه وما لا تعرفه أو تألفه.

كلما وسعت أفق أفكارك زاد احتمال أن تجد روابط بين ما تعرفه وما تعلمته من أفكار جديدة، هذه الروابط هي ما يميز الناس عن بعضهم البعض، لأن المرء يفكر بقضايا كثيرة بطريقة مختلفة عن الآخرين، هذه الطريقة هي نتيجة بحث وقراءة ومشاهدة وكتابة، وكلما مارست هذه الأمور زادت خبرتك ومعرفتك وارتفع مستوى تفكيرك وكان لديك رصيد أكبر من الأفكار التي لا تنضب.

اختصار الموضوع كله:
  • أكتب دائماً ولا تتوقف، إن توقفت وطال أمد توقفك ستصل إلى مرحلة قد لا تستطيع فيها العودة للكتابة.
  • سجل أفكارك، افعل ذلك الآن وبأي طريقة.
  • وسع أفقك، اقرأ وشاهد واستمع لكثير من الأشياء التي لا علاقتة لها بتخصصك أو هوايتك أو اهتماماتك.
  • اقرأ، في كل شيء وفي كل مجال واقرأ حتى الأشياء التي لا تفهمها أو توافق عليها.
لا زال في الموضوع بقية.

دروس التدوين (2) أفكار للمحتويات

$
0
0
الدرس الماضي كان نظرياً، هذا الدرس عملي أكثر، لا شك ستجد على الأقل فكرة واحدة تناسبك هنا، هذه قائمة بأفكار يمكنك أن تطبقها الآن في مدونتك، وسائل لإيجاد محتويات لمدونتك:

1. تابع وسائل الإعلام في بلدك، هناك صحف ومجلات وإذاعات وقنوات تلفاز، لا شك أن كل هذه المصادر لديها محتويات متنوعة في كل مجال، تابع ما يهمك أو حتى ما لا يهمك، ستقرأ خبراً تريد أن تعلق عليه، ستستمع لبرنامج في الإذاعة ولتعليقات الناس على الهواء ولديك رأي ما، سيعرض التلفاز برنامجاً عن التقنية والحاسوب وكيف أن ألعاب الفيديو هي الخطر الأكبر على أطفالنا، لديك تعليق على البرنامج، هذه الوسائل توفر فرصاً يومية لكتابة مواضيع عن الشأن المحلي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغير ذلك، لا تهملها.

2. ابحث عن فكرة تتحدى المألوف، لنقل مثلاً أن في بلدك ظاهرة مألوفة معروفة يوافق عليها معظم الناس، تحدي هذه الظاهرة أسلوب مناسب لجذب الناس ولكتابة المواضيع، ولا أقول أن تبحث عن التحدي لمجرد فعل ذلك لكن لكي تثبت فكرة مفيدة، خذ على سبيل المثال ما أفعله بخصوص التعليم، أنا أنتقد النظام التعليمي لسلبياته الكثيرة وأقترح أنظمة تعليم مختلفة أحدها التعليم المنزلي، فكرة تتحدى المألوف لأن كثيراً من الناس لا يستطيعون تخيل تعليم بلا مدرسة.

يمكنك أن تثبت أن بعض الحقائق التي يؤمن بها الناس إما خاطئة أو غير دقيقة وفي التاريخ أمثلة كثيرة، هل حرق طارق بن زياد سفن جيش المسلمين ليحثهم على القتال؟ هل أمر عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الإسكندرية كما تدعي بعض المصادر؟ هل حرق نيرون روما؟ لا أدري لم تذكرت فقط قصص الحرق! صدقني مجرد مصادفة غير مقصودة، المهم أن تبحث عن شيء تعلم أنه يخالف المألوف وتشرح لم هو مختلف وما أهمية ذلك، وهذا يمكن فعله في كل شيء، من الطبخ وحتى الفلسفة.

3. اكتب خطاً زمنياً، بعض القضايا تضيع تفاصيلها بين نقاشات الناس ومرور الزمن لتصبح بعض التفاصيل غير دقيقة وتصبح بعض الأكاذيب حقائق يصدقها الناس، كتابة خط زمني لقضية ما سيوضح ما حدث لا ما يظن الناس أنه حدث، مثلاً خط زمني لاختراع الحاسوب الشخصي يبدأ من الستينات في القرن الماضي سيبين أن الفكرة قديمة وبدأت مبكراً وظهرت حواسيب كثيرة تدعي أنها الحاسوب الشخصي الأول، خط زمني لاختراع المصباح الكهربائي سيبين أن أديسون ليس هو المخترع الأول، وهكذا.

4. اكتب درساً ... بل دروساً، إن كنت تعرف كيف تفعل أي شيء فاكتب درساً، تعرف مثلاً كيف تبيع الأشياء على الشبكة ويصلك المال إلى حسابك، كيف تفعل ذلك؟ لا شك أن هناك أناس يريدون فعل ما تفعله، تعرف كيف تصنع شيئاً ما، ربما أعمالاً فنية، أو أنت ماهر في التعامل مع الخشب وتصنع منه الأثاث والصناديق وغير ذلك، أو لعلك تستخدم إكسل لصنع ميزانية عائلية، أو تبرمج قاعدة بيانات لتوثق كل كتب مكتبتك، أياً كان ما تفعله أو تعرفه يمكنك أن تكتب دروساً حوله، لا تبخل علينا بها، نحن بحاجة لها.

5. اكتب مواضيع القوائممثل هذا الموضوع، مثلاً "7 طرق لتحفز نفسك كل صباح"أو "10 طرق فعالة لرفع مستوى تركيزك وإبعاد التشويش من حياتك"أو أي مواضيع أخرى مماثلة، الناس يحبون هذه المواضيع لأنها تختصر الكثير عليهم ويسهل قرائتها بسرعة، لكن لا أنصحك بأن تجعل هذه المواضيع هي الوسيلة الوحيدة لنشر المحتويات، لأنها قد تصبح سطحية وبلا فائدة بتكرار استخدامها.

6. ابدأ تحدي 30 يوماً، تحدى نفسك لعدد محدد من الأيام، اخترت 30 لأنها مدة شهر لكن تستطيع أن تختار أسبوعاً أو أسبوعين أو حتى عام كامل، تحدى نفسك بأي شكل، لعلك مثلاً تريد كتابة مقال كل يوم، أو تبرمج برنامجاً كل يوم، أو تطور لعبة فيديو كل يوم، أو تفعل أي شيء يخطر في بالك، رأيت من يتحدى نفسه بالتقاط صور كل يوم أو مقاطع فيديو أو صنع كعكة كل يوم، أظن الفكرة وصلت، تحدى نفسك، لكي تعلم نفسك وتطور مهاراتك وتجد ما تكتبه في مدونتك.

7. اشرح أي فكرة بصرياً، هناك كثير من الأشياء يمكن كتابة آلاف الكلمات عنها لكن يمكن اختصارها في رسم توضيحي واحد، أي فكرة معقدة يمكن اختصارها في رسم توضيحي يبين كيف تعمل هذه الفكر، مثلاً يمكنك شرح كيف تصنع الكعك بالكلمات أو تختصر الكلمات وترفق معها الصور أو الرسوم التوضيحية.

لا أدري ما قصتي مع الكعك اليوم، لكن حقيقة أريد واحدة، أو ليخترع أحدكم طابعة كعك!

8. لخص مقطع فيديو، أياً كان اهتمامك ستجد مقاطع فيديو كثيرة في يوتيوب متعلقة باهتماماتك، هناك كثير من المحتوى الأجنبي الذي يحتاج لترجمة أو على الأقل تلخيص، افعل ذلك كل شهر مرة على الأقل.

9. علق على مدونات الآخرين، لا أعني أن تكتب تعليقاً في مدوناتهم، بل أن تكتب في مدونتك موضوعاً تعلق فيه على ما نشره مدون آخر، ضع رابطاً لمدونته ولما نشره واكتب ردك، وافق أو لا توافق ووضح الأسباب.

10. اكتب تدوينة مصورة، اذهب لمكان ما وصوره واكتب عنه، شارك في حدث ما وصوره واكتب عنه، أو حتى صور يومك بتفاصيله الصغيرة وضع صوره في مدونتك واكتب، الصور وسيلة مناسبة للنشر عندما لا يكون لديك الكثير لتقوله.

11. انشر مقطع فيديو، نفس الموضوع المصور، بعض الأماكن والفعاليات يمكن تغطتيها بالفيديو، لا يجب أن يكون المقطع بإخراج فني مبهر، مجموعة من اللقطات البسيطة بدون تعليق قد تكفي.

12. استعرض منتجاً، لا شك أنك تستخدم حاسوباً، هاتفاً، كاميرا، برامج مختلفة، اكتب عنها خصوصاً بعد مدة طويلة من استخدامها، ما الذي يعجبك أو لا يعجبك فيها، الأمر يشمل كل شيء تستخدمه، حتى ما قد تحويه علاقة المفاتيح أو أجهزة تستخدمها في السيارة أو في الغرفة، اكتب عن خدمات الويب التي تستخدمها، إن كنت تكتب في مدونة متخصصة فاكتب عن منتجات في نفس تخصص المدونة.

13. اكتب قصص الناس والأشياء، أياً كان مجال تخصص مدونتك فهناك قصص يمكن أن تكتبها، لنقل أنك مهتم بالخياطة مثلاً، هنا قصص من اخترع آلات الخياطة، هناك قصص مؤسسي شركات أجهزة الخياطة، وكذلك قصص كيف تصنع الأشياء، كيف تصنع الخيوط؟ الأقمشة؟ الأنماط والأشكال التقليدية لكثير من الشعوب وغير ذلك، هذا مجرد مثال وقس عليه كل شيء آخر.

14. لقاءات، هناك أناس مميزون كثر لكنهم لم يجدوا حظهم من الاهتمام وقد تعرف بعضهم، انشر لقاء معهم، لا ترسل لهم حزمة أسئلة وتنتظر إجاباتهم عليها، بل ليكن اللقاء فعلاً لقاء، سؤال وجواب وأخذ ورد، اعرض أعمالهم، ضع روابط لمواقعهم أو حساباتهم الاجتماعية، صور اللقاء بالفيديو إن استطعت أو ليكن لقاء بالصوت.

15. استخدم البث المباشر، هناك الآن خدمات عديدة تقدم البث المباشر بالفيديو أو بالصوت، تواصل مع زوار مدونتك من خلال البث المباشر، أجب على أسئلتهم وتحدث عن مواضيع مختلفة وليكن هذا حدث مميز كل شهر أو شهرين، أو ربما في مناسبات خاصة، في رمضان مثلاً؟ في يوم طرحك لمنتج أو خدمة أو كتاب، في مناسبة مرور كذا عام على افتتاح مدونتك، لم أفكر بهذه الفكرة من قبل، وإلا لكان لدي بث مباشر لكعكة صغيرة بمناسبة مرور 10 سنوات على بدايتي مع التدوين.

16. الناس سيعطونك الأفكار، أحياناً أفضل مصدر للأفكار ستأتيك من المعلقين ومن متبايعك في الشبكات الاجتماعية، لا تتركها تموت.

17. استضف كتّاباً آخرين، هذه وسيلة مناسبة أكثر للمدونات المتخصصة، استضف مدونين آخرين وأعطهم فرصة للكتابة وضع رابطاً لمدوناتهم، هكذا تساهم في نشر مدوناتهم وفي المقابل قد يساهمون في نشر مدونتك إما بوضع رابط لها أو بإتاحة الفرصة للكتابة فيها.

18. اكتب عن الكتب، الكتب تختلف عن باقي المنتجات بأنها مصدر أساسي للمعرفة لذلك لم أضعها في النقطة رقم 12، أي مجال تهتم فيه ستجد له عشرات الكتب إن لم تكن مئات أو آلاف الكتب، لذلك لديك مصدر كبير للكتابة أساسه الكتب، وهذا في رأيي من أفضل المحتويات التي يمكن أن تكتبها، لأنك ستشجع البعض على القراءة.

هذا ما لدي، هل لديكم أي أفكار أخرى؟ هذه مقترحات عملية ولا شك لدي أن كل مدون يمكنه تطبيق معظمها، لم لا تصنع جدولاً للتدوين وتطبق كل فكرة في أسبوع، أو حتى تكرر تطبيق بعض الأفكار بين حين وآخر، مثلاً كل جمعة تكتب عن كتاب، وفي كل شهر لديك لقاء تنشره، وفي كل أسبوعين تكتب درساً وهكذا تخطط لجدول تنفذه بحسب قدرتك وتوفر الوقت.

الدرس التالي سيكون درساً مهماً، وشاركني بتعليق.

دروس التدوين (3) الهمة والفتور

$
0
0
هذا درس لم أخطط لكتابته قبل أن أبدأ هذه السلسلة لكنني أخذت الفكرة من تعليقات الدرس الأول، وهذا الدرس نظري لكنه ضروري ومهم، لعله أساس كل شيء ويمكن أن تقول بأنه متعلق بكل شيء وليس التدوين فقط، لكن سأبدأ بقصتي.

ليس سراً أنني فكرت مرات كثيرة بالتوقف عن التدوين، أعني كل المدونات التي لدي أوقفها ولا أعود للكتابة فيها، مرات كثيرة كنت أشعر فيها بأن كل ما أكتبه لا فائدة منه ولا قيمة له وأنني فقدت الدافع للكتابة وفقدت حتى إمكانية أن أكتب وأنا لدي أفكار، مضت علي فترة بل فترات وأنا أكتب وأنشر وفي نفس الوقت لدي شك بجودة ما أكتب، ومضت فترات توقفت عن الكتابة فيها لشهر أو أكثر.

هناك أسباب كثيرة لمثل هذه المشاعر السلبية، أحدها أنني توقفت عن فعل ما كنت أفعله في الماضي وكان يمدني بطاقة إيجابي ومصدر للأفكار ودافع للإنجاز، ثم سمحت للأفكار السلبية أن تأخذ مساحة في نفسي وتجرني نحو القنوط والسلبية، لم يختلف شيء سوى أنني تركت لنفسي أن تذهب لعالم مظلم يائس ولو بقيت هناك فترة طويلة لتوقفت فعلياً ومنذ سنوات.

أحد أسباب عدم توقفي هو سؤال بسيط، إن توقفت عن الكتابة ماذا سأفعل بعدها؟ سؤال بسيط لكن إجابته كانت مفيدة، لأنني أصف نفسي بالكاتب والمدون فهذا يعني أن توقفي عن الكتابة والتدوين هو في الحقيقة فقدان لجزء من شخصيتي ولشيء يحدد هويتي، عندما ألتقي بأناس جدد في هذه الأيام أقول لهم أنني كاتب ومدون فماذا سيحدث لو توقفت عن الكتابة؟ هل سأرضى أن أقول لهم ليس لدي شيء أفعله؟!

بعدها بدأت بالتفكير في موضوع الفائدة، ذّكرت نفسي أنني مهما فعلت ومهما كتبت فلست أنا من يحدد الفائدة فلماذا أشكك بفائدة ما أكتب؟ قد أكتب عن سيارة فيجد أحدهم متعة في الموضوع وهذا نوع من الفائدة، قد أكتب عن لعبة فيديو فيجد أحدهم الموضوع مهماً ويجد آخر أن الموضوع غير مهم، قد أكتب عن تخطيط المدن فيجد أحدهم أن الموضوع بلا فائدة لأنني لا أستطيع تغيير أي شيء في الواقع - وفي هذا جزء من الحقيقة - ويجد آخر فائدة كبيرة فيه لأنه بداية خيط للتغيير الإيجابي على أرض الواقع وهذا أيضاً جزء من الحقيقة.

لذلك توقفت عن التفكير في الفائدة، سأكتب وسيجد الفائدة شخص ما حتى لو كان شخصاً واحداً وفي هذا كفاية لي، لا أكتب لكي ألهم الملايين بل أكتب لك أنت القارئ، أتمنى أن تستفيد من كتاباتي حتى ولو كانت الفائدة شيئاً صغيراً.

مرة تكلمت عن قيمة ما أكتب في تويتر وكيف أنني أشك أحياناً بفائدة ما أكتبه ووصلتني رسالة محفزة مشجعة من قارئ كتب بالتفصيل كيف أن ما أكتبه كان له أثر إيجابي عليه وعلى أسرته وكيف أنه قرر فعل شيء جريء بسبب ما كتبته من مواضيع، هذا أعاد لي بعض الثقة التي فقدتها بسبب أفكاري السلبية.

الأهم من كل هذا أنني أعدت تذكير نفسي بأنني أعمل لوقت لاحق، لا أسعى لنتائج آنية فورية، لا عدد التعليقات ولا عدد الزوار يحدد ما يجب أن أفعله، لأن لدي هدف أبعد من ذلك، ولأنني أحب الكتابة، أنا لا أكتب لشهرة أو مال بل لأنني أريد وأحب الكتابة.

ما خلاصة كل ما أريد أن أقوله؟ إليك هذه الأفكار العملية:

1. لا تفكر بفائدة ما تكتب، لأنك لا تحدد الفائدة بل القارئ ولا شك أن هناك قارئ ما سيجد فائدة كبيرة في كثير من مواضيعك، أكتب لهذا القارئ الوحيد.

2. الجودة ترتفع بالممارسة، لا يمكنك أن تبدأ وأنت تريد جودة تصل إلى أعلى مستواها، عليك تقبل أنك بشر وأن ما تكتبه أو تنتجه سيرتفع في مستواه وينخفض وعليك تقبل الانخفاض كما تفرح بالارتفاع، من ناحية أخرى جودة الكتابة أمر نسبي، من السهل أن تضع مقياساً لجودة سيارة لكن الكتابة أمرها صعب، جودة ما تكتب سترتفع عموماً بالممارسة وبمزيد من الكتابة.

3. حارب سلبيتك، لنقل أنك كتبت موضوعاً بعنوان "أفضل 10 حلويات تعجبني من شعوب العالم"وقبل أن تضغط على زر النشر وجدت نفسك تتسائل عن فائدة هذا الموضوع، بل بدأت تفكر في حذفه، بل توجهت بمؤشر الفأرة نحو زر الحذف ... توقف! أنت ستقدم متعة أو معلومة أو فائدة أو حتى سترفع معنويات شخص ما كان يعاني من يوم سلبي، تجاهل كل الأفكار السلبية واضغط على زر النشر، قل للصوت السلبي في عقلك أن يتركك وشأنك، هو يحاول حمايتك من الإحراج أو من أي ضرر نفسي أو جسدي لكنه يبالغ ويجرك نحو عالم لا تفعل فيه أي شيء لأنه يخيفك من كل شيء، أخبره أن يسكت وأن من أراد الإنجاز فعليه تجاوز المخاوف وعليه تقبل أنه سيخطأ، هذا جزء من الحياة، عقلك السلبي يريد أن يحميك لكنه يبالغ ولو استمعت له دائماً ستصبح بلا حياة حتى لو كنت حياً.

4. "أنا مشغول"ليس عذراً، في قصص الناجحيننقرأ أن الناجح يضحي بأوقات الترفيه وأوقات التلفاز واللعب لكي ينجز شيئاً، المسألة أنك تختار أولويات على أخرى، كثير من الآباء يقولون أن أبنائهم هو الأولوية الأولى في حياتهم لكنهم يقضون وقتاً قليلاً معهم مما يعني أن الأبناء ليسوا الأولوية الأهم أو أن الآباء لديهم نظرة غير صحيحة لما يعنيه أن يكون شيء ما هو الأهم في حياتهم.

أنت مشغول بدراسة وعمل وغير ذلك، لا شك ستجد وقتاً في نهاية الأسبوع، أكتب أكثر من موضوع وانشرها خلال الأسبوع، ابحث في يومك عن الوقت الضائع، هل تشاهد التلفاز بلا فائدة؟ هل تقضي وقتك في تصفح المواقع بلا فائدة؟ هل تعيش مع هاتفك لوقت طويل وأنت تتنقل بين الرسائل والصور ومقاطع الفيديو؟ عليك أن تنقل هذا الوقت لشيء آخر، إن كنت حقاً تريد الكتابة ستكتب.

أنبه إلى أن هناك أناس مشغولون حقاً ولا يتبقى لهم طاقة لفعل شيء، أظن أن هذا الانشغال لن يدوم طويلاً وسيتوقف في وقت ما وإن طال فابحث عن حل يخلصك من الانشغل لكي تتفرغ للكتابة إن كانت الكتابة هي حقاً ما تريد فعله.

5. اكتب لهدف بعيد، اكتب لأنك تريد الخير للناس، لأنك تريد إحداث تغيير إيجابي وإن كان هذا التغيير قد يتأخر أو لن تراه أبداً في حياتك، أكتب لأنك تريد الأجر في الآخرة ولا تهتم بجوائز الدنيا، أكتب لأنك تريد المساهمة في رفع مستوى الإيجابية في هذا الكون، أكتب لأي هدف بعيد وسامي يجعلك تسير طوال الوقت دون توقف، لا تتجاهل هذا الأمر لأنه أساس التحفيز والدافع.

6. لا تترك الآخرين يؤثرون عليك، إن كان هناك أشخاص سلبيون يحيطون بك فاتركهم لأن سلبيتهم معدية، وإن لم تستطع أن تتركهم لأنهم مثلاً أقارب أو أفراد من العائلة فدرب نفسك على صنع جدار من عدم الاكتراث تجاههم، لا تترك كلمة سلبية تجرك وتهوي بك إلى الأرض، تعوّد على تلقي السلبية دون اكتراث، إن كنت تكتب لأنك تحب ذلك ولأنك تريد الآخرة فكلام هؤلاء يجب ألا يؤثر بك بل عليك أن تشفق عليهم لأنهم مساكين، بعضهم يعيش في دنيا لا معنى لها ويجد لذته في سلبيته نحو الآخرين، أي حياة هذه؟ مثل هؤلاء مساكين ما ذاقوا حلاوة أن يساهموا بشيء للآخرين وللآخرة.

7. ابدأ إن لم تبدأ، أول موضوع لي في مدونة سردال كان من فقرتين قصيرتين، البداية هي مشكلة لدى البعض لتخوفهم ولأنهم يريدون أن يبنوا ناطحة سحاب من أول موضوع، إن فكرت بهذا الشكل فلن تنجز شيئاً، هل هناك شيء ظهر في هذا العالم فجأة دون مقدمات؟ ناطحة السحاب تبدأ بحفرة صغيرة، الأهرام احتاج المئات أو الآف من الأحجار لكي يصل إلى علوه التام وقد بدأ بحجر، يمكن تشبيه البداية بدفع سيارة للأمام بيديك، سيكون الأمر صعباً في البداية لوزن السيارة الكبير لكن ما إن تسير حتى تستطيع إبقائها تسير بيسر لأن العجلة تحركت، لذلك ابدأ.

8. لا تثقل على نفسك، أنت في النهاية إنسان تفرح وتحزن وتجد الطاقة ثم تذهب، أحياناً ستتوقف لأنك لا تشعر برغبة في الكتابة، أحياناً ستشك بنفسك، أحياناً أنت مشغول حقاً، لا تثقل على نفسك، لا تعنّفها وتنعتها بكل ما هو سلبي، تقبل هذه الفترات واعتبرها فترة راحة لن تطول، أخبر نفسك أن ما تمر به أمر طبيعي وأنك ستعود بشكل أفضل.

هذا ما لدي، هل لديكم نصائح أخرى؟

دروس التدوين (4) الترويج لمدونتك

$
0
0
تستطيع أن تبدأ أفضل مدونة في العالم الآن وتستطيع أن تجعلها أفضل مدونة في التاريخ كله، لكن لن يعرف أحد بوجودها ما لم تروج له وتسوقها وتنشر عنوانها بين الناس، في بدايات التدوين كنا محظوظين بأمرين، الأول أن الناس بدأوا فعلاً في البحث عن بديل للمنتديات ومن افتتح مدونة لديه مجموعة من الناس يعرفونه بمشاركاته في المنتدى ولذلك وجد مكاناً للترويج لمدونته، الثاني أن عدد المدونات كان قليلاً لذلك كانت بعض المدونات تجد زيارات كثيرة وتفاعلاً من الزوار وترويجاً لها في أماكن أخرى.

الآن الوضع اختلف، يجب أن تثبت نفسك وتعمل بجد لكي تروج لمدونتك، لذلك قبل التفكير في الترويج يجب أن تتذكر أن أساس انتشار أي مدونة هو تميزها بشيء، المحتوى المتميز الفريد من نوعه سيضمن لك جزء من الترويج والانتشار، إن كانت مدونتك مجرد مدونة أخرى فهي في الغالب لن تجد الكثير من الزوار مهما حاولت الترويج لها.

جزء من تميز المحتوى يكمن في التخصص، إن كانت لديك فكرة مدونة عامة لكل شيء جميل وممتع فاحذف الفكرة وفكّر بغيرها، التخصص سيضمن لك جمهوراً أكبر، إن حاولت إرضاء الجميع فلن ترضي أحداً، يمكنك تشبيه الأمر بأنك تستأجر مكاناً لتبدأ تجارة ما لكن المكان صغير وطاقتك محدودة وأنت شخص عاقل لذلك ستختار تخصص المحل، أنت لا تستطيع لوحدك منافسة المتاجر الكبيرة التي تحوي كل شيء لكنك تستطيع أن تنافسها بتقديم شيء لا يجده الزبائن هناك، كذلك الأمر مع المواقع والمدونات، اختر التخصص وليكن شيئاً دقيقاً وواضحاً.

مثلاً، لنقل أنك تريد افتتاح مدونة حول الحلويات الباكستانية فقط، هذا تخصص دقيق لكنه يبالغ في دقته ويجعل المحتوى محدوداً فمهما فعلت الحلويات الباكستانية - على حلاوتها - ستنتهي بعد أن تكتب عن أنواعها كلها، قد تكتب لسنوات لكن ستتوقف بعد ذلك، ولا بأس بهذا أن كان هذا هدفك، لكن إن كنت تريد الاستمرار فاجعل التخصص يشمل مساحة أكبر، مثلاً الحلويات الآسيوية وهذا تخصص واسع كبير.

أضرب مثلاً بالحلويات لأنني جائع حقاً الآن! لكن يمكنك أن تقيس عليه أي شيء آخر:
  • مدونة رياضية تخصص واسع، مدونة حول كرة السلة فقط تخصص دقيق، مدونة متخصصة في كرة السلة العربية تخصص أكثر دقة.
  • مدونة تاريخية تخصص واسع، مدونة تاريخ أمريكا الجنوبية تخصص أدق، مدونة تاريخ أمريكا الجنوبية الحديث تخصص أكثر دقة.
  • مدونة التجارة تخصص واسع، مدونة الأعمال التجارية الصغيرة تخصص دقيق، مدونة الأعمال التجارية الفردية على الشبكة تخصص أكثر دقة.
لألخص كل ما قلته أعلاه، لكي تروج لمدونتك يجب أن يكون لديك أساس قوي:
  •  اختر تخصص المدونة وليكن دقيقاً.
  • طور المحتوى ليكون عالي الجودة ومفيداً لوقت طويل.
بعد ذلك يمكنك أن تروج وتسوق لمدونتك، هناك طرق كثيرة لفعل ذلك، لكن عليك أن تتجنب الإزعاج، عليك أن تتجنب بعض الطرق التي ستؤثر على مدونتك سلبياً، مثل:
  • أن ترسل إعلاناً بافتتاح مدونتك لآلاف الأشخاص من خلال البريد الإلكتروني، هذا أمر مزعج، لا تفعل ذلك.
  • أن تكتب تعليقات قصيرة جداً في مدونات الآخرين وتختمها برابط مدونتك، تعليقات مثل "شكراً"أو "موضوع مفيد"ثم تضع رابط مدونتك، هذا ليس بأسلوب.
  • أن ترسل رابط مدونتك لكل شخص تجده في تويتر أو فايسبوك سواء كان يعرفك أو لا يعرفك.
  • أن ترسل مواضيعك في قائمة بريدية لم يشارك فيها أحد باختياره بل جمعت عناوينهم بطرق مختلفة.
ينبغي ألا تفعل أياً من هذه الأشياء أو تستخدم أي وسيلة تراها أنت مزعجة، لكي تروج لمدونتك ولنفسك عليك أن تفكر في المدى البعيد، الترويج الإلكتروني للمدونات لا يختلف كثيراً عن بناء شبكة من العلاقات بين الناس على أرض الواقع، يجب أن تبني لنفسك اسماً من خلال العلاقات بمدونين آخرين، يجب أن تبدأ بالتعليق في مدوناتهم ولتكن تعليقات مفيدة وليس من نوع "مشكور"وفي معظم المدونات هناك مكان لتضع فيه رابط مدونتك عندما تكتب تعليقاً، شخصياً أضغط على أسماء كل المعلقين في مدونتي هذه وأزور مدوناتهم وأجد فيها فائدة بين حين وآخر وأحياناً أضع لهم روابط في مدونة أخرى.

عندما تكّون علاقة مع المدونين سيروجون لك مدونتك، وإن كانت مدونتك متميزة حقاً بمحتواها فأرسل لهم رابطها واسألهم عن رأيهم واطلب منهم إن استطاعوا أن يضعوا لك رابطاً، هذا يختلف عن أسلوب الترويج المزعج، أنت لا ترسل رسالة لآلاف الأشخاص بل تراسل شخصاً وتخاطبه بأسلوب طبيعي وتطلب منه خدمة صغيرة.

 الأمر كذلك يتكرر في الشبكات الاجتماعية، اصنع لنفسك اسماً في تويتر وفايسبوك، تفاعل مع الآخرين وخصوصاً المدونين وخصوصاً المدونين الذين يكتبون في عن نفس المواضيع التي تكتب عنها، ابحث عنهم وكوّن علاقات معهم وناقش معهم المواضيع التي تهتمون بها، بدون هذه العلاقات لن تجد مدونتك رواجاً، لا تتوقع أن تكتب وأن يأتي الناس هكذا دون أن تبذل جهداً في الترويج لمدونتك.

لألخص المقال وأضيف بعض الأفكار إليك هذه الخطوات العملية:
  • لتكن مدونتك متخصصة في مجال ما، لا تحاول تغطية كل شيء أو إرضاء الجميع، لن تستطيع فعل ذلك مهما فعلت.
  • انشر محتويات مفيدة، وهذا أمر صعب لأن مقياس الفائدة يختلف بين الناس، لكن كمقياس عملي ما تجده مفيداً سيجده آخرون كذلك مفيداً، واسأل الناس آرائهم في فائدة ما تكتب.
  • ليكن المحتوى خليطاً بين الخفيف والثقيل، لا بأس أن تكتب مواضيع خفيفة ومسلية أو مواضيع عملية، وأضف لها مواضيع ثقيلة فكرياً، مهما كان الناس فهم بحاجة للجد والمرح بمستويات مختلفة.
  • كوّن علاقات جادة مع مدونين آخرين، علّق في مواضيع مدوناتهم بتعليقات مفيدة وجادة.
  • ليكن لك حضور في الشبكات الاجتماعية، تكوين جمهور من الناس فيها سيأخذ وقتاً لكنه استثمار سيزداد حجماً وفائدة كلما اجتهدت في العمل، في الشبكات الاجتماعية يمكنك أن تروج لنفسك.
  • انشر مدونتك بين أصدقائك وأفراد عائلتك، إن كان هذا ما تريده وإن كانوا من النوع المشجع، أقول ذلك لأن هذه نصيحة سلبية للبعض إن كان الأصدقاء والعائلة من النوع المثبط وغير المهتم بما تفعل.
  • شارك بمقالاتك في منتدى، إن كنت عضواً في منتدى ويسمح لك المنتدى بوضع رابط لمدونتك - لا أصدق أن بعضهم يمنع ذلك إلى الآن! - فضع فقرتين من تدوينة مميزة وضع رابطاً لمن يريد إكمال قرائتها.
  • ضع عنوان مدونتك في توقيع بريدك الإلكتروني، فكرة لم أفعلها طوال حياتي مع التدوين! لم أفكر بها من قبل.
  • اكتب في مدونات الآخرين، ليضعوا لك رابطاً لمدونتك، ابحث عن مدونات جماعية واكتب لها مواضيع، هذا أحد أفضل أساليب الترويج.
  • أخبر الناس عن مدونتك، كثيرون يفصلون تماماً بين حياتهم الإلكترونية وحياتهم بعيداً عن الحاسوب، لا تفعل ذلك، عندما تلتقي بأناس غرباء أو أصدقاء وتجد أن لديك اهتمامات مشتركة فلم لا تعطيهم بطاقة صغيرة عليها عنوان مدونتك؟ ليس لديك بطاقة؟! اكتب على ورقة، أرسل رسالة نصية قصيرة لهاتفه، خذ منه بريده الإلكتروني، عنوانه في تويتر، أي شيء، المهم أن يصل رابط مدونتك له والأفضل أن ترسل له مقالة محددة.
  • أخبرني عن مدونتك، لا أطلب أي شيء مقابل الترويج للآخرين، إن كانت مدونتك متميزة بمحتواها سأضع لها رابطاً في الموضوع التالي، ما رأيك؟
  • أطلب من مدونات أخرى أن يضعوا رابطاً لبعض مواضيع مدونتك، مثلاً لنقل أنك كتبت موضوعاً عن تاريخ لغات البرمجة العربية وهذا موضوع مهم ومفيد، راسل المدونات التقنية العربية وأخبرهم عن الموضوع واطلب منهم أن يضعوا رابطاً لك، قد يفعل بعضهم ذلك.
  • لتكن عناوين مدونتك واضحة، لا تحاول أن تكتب عناوين ذكية أكثر من اللازم، أحياناً عناوين على شكل سؤال ستجعل مدونتك تظهر في أعلى نتائج البحث، مثلاً "كيف تصنع كعكة بسيطة ولذيذة"عنوان أفضل من "الخطوات المذهلة لصنع أفضل كعكة في العالم" .. مرة أخرى، مجرد مثال.
هذا ما لدي، يجب أن أعترف أن الترويج ليس مجالي وليس لدي خبرة كبيرة فيه، ليس لدي الدافع الكافي الذي يجعلني أسعى جاهداً للترويج لمدونتي وهذا أمر يجب أن أعيد التفكير فيه، على أي حال، هل لديك أي أفكار أخرى؟
Viewing all 205 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>